أمراض

أعراض متلازمة التراجع الذيلي للشاب غانم المفتاح | مونديال قطر

أعراض متلازمة التراجع الذيلي

إذا لم تكن قد سمعت من قبل عن أعراض متلازمة التراجع الذيلي، فبالطبع قد تردد على مسامعك -عزيزي القارئ- هذا الاسم بعد مشاهدة الشاب غانم المفتاح في كأس العالم قطر 2022.

لكن ما لا تعرفه هو أنها لا تقتصر أعراض متلازمة التراجع الذيلي فقط على ما رأيته، بل قد يعاني المريض عدة مشكلات وتشوهات خلقية مختلفة ربما تمنعه عيش الحياة طبيعيًا.

مع ذلك تساعد سرعة التشخيص والتدخل الطبي المبكر على تيسير العلاج والتعايش مع المتلازمة.

لذلك هيا بنا نكشف كل المعلومات حول المتلازمة الغريبة في السطور القادمة.

ما متلازمة التراجع الذيلي؟

تعد متلازمة التراجع الذيلي (Caudal regression syndrome) اضطرابًا خِلقيًّا يصيب الشرج والمستقيم.

إذ يؤثر في التكوين الطبيعي للنصف السفلي (الذيلي) من الجسم؛ أي لا يتكوّن طبيعيًا جزء من العمود الفقري والنخاع الشوكي.

كذلك تعد المتلازمة نادرة الحدوث؛ إذ تصيب نحو 1 إلى 2.5 من كل 100000 مولود جديد.

بينما تزداد شيوعًا في مواليد الأمهات المصابات بداء السكري بنسبة تصل إلى واحد من كل 350 مولود جديد.

مسميات أخرى لمتلازمة التراجع الذيلي

تُعرف متلازمة التراجع الذيلي بمسميات أخرى، هي:

  • متلازمة الانحدار الذيلي.
  • عدم التخلق العجزي.
  • نقص التنسج العجزي.

أعراض متلازمة التراجع الذيلي

ربما لا يظهر في الحالات الخفيفة أي من أعراض متلازمة التراجع الذيلي.

بينما إذا اشتدت الحالة فتظهر علامات متلازمة التراجع الذيلي، مثل:

عدم انتظام عظام العمود الفقري السفلي

يمكن أن تكون عظام أسفل العمود الفقري مشوهة أو مفقودة؛ مما يعكس تأثيرًا سلبيًا في النخاع الشوكي كذلك.

إغلاق غير كامل في قاعدة العمود الفقري

قد تكون الفقرات (العظام حول النخاع الشوكي) مفقودة أيضًا؛ إذ تنتهي تلك الفقرات في كيس مغطى بالجلد مملوءًا بالسوائل.

يقع ذلك الكيس في الظهر جنبًا إلى جنب مع وجود بقع سميكة من الجلد في قاعدة العمود الفقري.

الجنف

من ضمن أعراض متلازمة التراجع الذيلي، إصابة العمود الفقري بالجنف (Scoliosis) أو الانحناء غير الطبيعي، ويؤثر ذلك في بنية الصدر مسببًا مشكلات التنفس.

عظام غير منتظمة في الأجزاء السفلية من الجسم

تظهر أعراض متلازمة التراجع الذيلي في الأجزاء السفلية من الجسم في صورة:

  • أفخاذ أصغر حجمًا وأرداف مسطحة.
  • احتمالية تكوّن عظام ساق غير منتظمة الشكل؛ إذ قد تظهر الركبة عند المصابين في وضع جانبي، أو تبدو الأقدام مشيرة إلى الجهة الخلفية أو الأمامية.
  • خدر الأطراف السفلية.

عدم الانتظام الكلوي

يعاني المريض عدة مشكلات في الجهاز البولي التناسلي، التي قد تسبب العدوى أو الفشل الكلوي، ومنها:

  • غياب إحدى الكليتين.
  • أن تكون الكليتان مدمجتين معًا (كلية حدوة الحصان).
  • ازدواج الأنابيب التي تنقل البول من الكلية إلى المثانة (ازدواج الحالب).
  • ربما تتكون المثانة في المصابين في جدار البطن.
  • احتمالية حدوث تلف أعصاب المثانة، وينجم عن ذلك صعوبة التحكم في البول، وتسمى هذه الحالة بالمثانة العصبية.

اختلافات تناسلية

قد يظهر في الذكور تكوّن مجرى البول أسفل القضيب أو يمكن أن تظل الخصيتان معلقتين.

بينما تظهر في الإناث مشكلات في منطقة الاتصال بين المهبل والمستقيم.

هل يتزوج مريض متلازمة التراجع الذيلي؟

لنجيب عن هذا التساؤل؛ ينبغي أن نعرف أولًا أنه في الحالات الشديدة، قد يعاني كلا الجنسين نقص نمو الأعضاء التناسلية (عدم تكوين الأعضاء التناسلية).

ذلك إضافةً للتشوهات التناسلية المذكورة أعلاه؛ مما يجعل عملية الزواج والإنجاب ممن يعاني أعراض متلازمة التراجع الذيلي أمرًا صعبًا.

مشكلات الجهاز الهضمي

ربما تظهر بعض علامات إضافية ضمن أعراض متلازمة التراجع الذيلي، التي تسبب ضعف الجهاز الهضمي، ومنها:

  • التواء الأمعاء الغليظة.
  • الإمساك.
  • وانسداد فتحة الشرج.
  • وجود أكياس خارجية ناعمة أسفل البطن (الفتق الإربي).
  • اضطرابات التبول أو الإخراج؛ مما يعني الإصابة بسلس البول والأمعاء.

أسباب متلازمة التراجع الذيلي وعوامل الخطر

متلازمة الانحدار الذيلي

ربما لم تتضح بعد أسباب متلازمة الانحدار الذيلي، فقد تكون الأسباب مزيجًا بين العوامل البيئية والوراثية.

لكن غالبية الترجيحات الشائعة لسبب متلازمة التراجع الذيلي (CRS) هي:

أسباب وراثية

إذ من المعتقد أن سبب المتلازمة وراثيًا.

الحالة الصحية للأم

يعتقد الأطباء أن ارتفاع نسبة السكر في الدم والاختلالات الأيضية تؤثر في نمو الجنين، لا سيّما إذا اتسم داء السكري لدى الأم بسوء إدارته.

لكن لا تزل العلاقة بين داء السكري ومتلازمة التراجع الذيلي قيد الدراسة.

اضطرابات النمو

ربما تسبب الإصابة بمشكلات الرحم بعد نحو شهر من الحمل بتأخر نمو الهيكل العظمي والجهاز الهضمي والجهاز البولي للجنين.

تشوهات الأوعية الدموية

من المعتقد كذلك أن سبب المتلازمة يعود إلى انخفاض تدفق الدم؛ مما يؤثر سلبًا في وصول الأكسجين والمواد الغذائية الأساسية للجنين مسببًا مشكلات النمو.

تشوهات جنينية

ربما يسبب اضطراب الأديم المتوسط (Mesoderm) الإصابة بمتلازمة الانحدار الذيلي.

إذ تقع طبقة الأديم المتوسط بين ثلاث طبقات موجودة خلال المراحل المبكرة من نمو الجنين، التي تؤثر في تكوين عديد من هياكل تكوين الجنين.

تشخيص متلازمة الانحدار الذيلي

تظهر العلامات الأولى لمتلازمة التراجع الذيلي عادةً بين الاسبوعين الرابع والسابع من الحمل.

إذ يمكن تشخيص معظم الحالات مع نهاية الثلث الأول من الحمل.

كذلك قد يجري الطبيب الموجات فوق الصوتية للبحث عن أي تشوهات جنينية، إذا كانت الأم مصابة بداء السكري أو حال أصيبت به في أثناء الحمل.

إذا اشتبه الطبيب في إصابة الطفل بالمتلازمة؛ فربما يطلب إجراء الفحص باستخدام التصوير الرنين المغناطيسي بعد 22 أسبوعًا من الحمل.

كذلك يستخدم التصوير بالرنين المغناطيسي بعد الولادة لتأكيد التشخيص.

علاج متلازمة التراجع الذيلي

يعتمد التفكير بشفاء حالات متلازمة التراجع الذيلي وعلاجها على الأعراض التي يعانيها المصاب ومدى شدتها. 

لذلك من المهم علاج الأطفال المعانين أعراض متلازمة التراجع الذيلي في أسرع وقت ممكن؛ نظرًا لاحتياجهم إلى مجموعة واسعة من العلاجات المكثفة.

قد يتضمن علاج متلازمة الانحدار الذيلي ما يأتي:

  • العمليات الجراحية: يمكن إجراء العمليات الجراحية في وقت مبكر لعلاج مشكلات المسالك البولية أو العمود الفقري أو القلب أو الشرج أو الأطراف.
  • الأدوية: قد يحتاج الاطفال المعانون أعراض متلازمة التراجع الذيلي إلى أدوية مخصصة لعلاج مشكلات المسالك البولية.
  • العلاج الطبيعي المستمر؛ إذ يلعب دورًا في تقوية الجزء السفلي من الجسم والتحكم في حركته.
  • أدوات دعم تساعد على الحركة، مثل: أحذية خاصة أو دعامات للساق أو عكازات تساعد المريض على المشي والحركة، أما في حالة عدم نمو ساق الطفل، فربما يحتاج إلى أرجل صناعية.
  • قسطرة لتصريف البول (Suprapubic Cystostomy)، ذلك في حالة معاناة الطفل صعوبة التحكم في المثانة.
  • الدعم النفسي وخدمات الدعم الأخرى.

لذلك يتولى مسؤولية العلاج فريق طبي من تخصصات مختلفة، مثل:

  • أطباء الأطفال.
  • جراحي الأعصاب.
  • أطباء الأعصاب.
  • أطباء المسالك البولية.
  • أطباء العظام.
  • جراحي العظام.
  • أطباء القلب.
  • أخصائيي الكلى.

هل يعيش مريض متلازمة التراجع الذيلي؟

في الحالات الشديدة، ربما تحدث مضاعفات متلازمة التراجع الذيلي وتضر القلب أو الجهاز الهضمي أو الكلوي؛ مما يؤثر في متوسط العمر المتوقع للطفل.

في ختام الحديث، نود أن نكون أوضحنا أعراض متلازمة التراجع الذيلي النادرة الحدوث وأسبابها المحتملة.

لكن من الهم التأكيد على أهمية اكتشافها مبكرًا للمساهمة في العلاج والتأقلم مع الوضع، ذلك عبر المتابعة الطبية للحامل، لا سيّما كانت مصابة بداء السكري.

اقرأ أيضًا

هل يمكن الشفاء من اعوجاج العمود الفقري؟

متلازمة تيرنر | هل تصيب النساء فقط؟ | الأعراض والعلاج

بواسطة
د. بسمة عبد المنعم
المصدر
wikimediawebmdmedlineplusncbirarediseases

د. بسمة عبد المنعم

صيدلانية لطالما أحببت القراءة والاطلاع، وشغفت بتعلم العلوم الطبية، ومع كوني أم لطفلين رائعين ازداد شغفي لتقديم المعلومات الطبية الدقيقة والشاملة بصورةٍ بسيطة، لتنير درب أبنائي ودرب كل أم وقارئ بمحتوى طبيٍ وافٍ يثري اللغة العربية، ويحمل المعلومة الطبية الموثوقة أيضًا. هذا ما دفعني لأطرق أبوابًا جديدة للعلم فدرست مهارات الذكاء الاجتماعي، وتنظيم الوقت، والتسويق الرقمي، والترجمة الطبية، والتدقيق اللغوي، وكللت ذلك بدراسة كتابة المحتوى الطبي الموافق معايير السيو كذلك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى