كيان الطفل
أخر الأخبار

أعراض الصرع الصامت عند الأطفال | أسبابه وتشخيصه

قلبي يتمزق كلما رأيت طفلي يُصارع تلك النوبات اللعينة التي تجتاح بيتنا كل يوم، ثم تدور في رأسي عدة تساؤلات، ما أعراض الصرع الصامت عند الأطفال؟

هل يشفى الطفل من الصرع؟ أم سيبقى أسيرًا لما يُسمى الصرع الصامت عند الأطفال؟

لعلك -عزيزي القارئ- بعد قراءة هذه الكلمات السابقة بدأت حيرتك، وتسرب الخوف إلى داخلك، ثم سألت نفسك، كيف تظهر أعراض الصرع الصامت عند الأطفال؟ كيف أعرف أن طفلي مصاب بالصرع؟

بم يشعر الطفل وقت حدوث النوبة التي تنتابه من حين إلى آخر؟ كيف يتعامل مع مَن حوله؟ وما التعامل الأمثل معه؟

كل هذه التساؤلات ستجد إجابتها في هذه السطور القادمة.

ماذا يعني الصرع الصامت عند الأطفال؟

يُعد الصرع أحد الاضطرابات التي تصيب الجهاز العصبي المركزي، وتتسبب في الإصابة بنوبات متواترة يُصاحبها تشنجات أو بعض السلوكيات غير الطبيعية.

كذلك ربما يؤدي إلى فقدان الوعي أيضًا، وتبدأ هذه النوبات من سن أربع إلى ثمانِ سنوات.

يعاني الأطفال بعض النوبات التي تُعرف أيضًا باسم نوبات الصرع الصغير أو الصرع الخفيف (Absence Seizure). 

ما هي أعراض الصرع الخفيف عند الأطفال؟

قد تأتي الأعراض على هيئة عدم إدراك الطفل أو استجابته لمن حوله.

تستمر النوبة مدة عشر إلى عشرين ثانية وتنتهي فجأة، ثم يستأنف الطفل نشاطه الطبيعي مباشرةً.

ربما تتكرر أكثر من مرة في اليوم الواحد دون أن يدرك الطفل بما حدث في أثناء النوبة.

تختفي أعراض الصرع تدريجيًا في سن البلوغ، لكن قد تأتي بعض النوبات من حين إلى آخر.

أول علامات الصرع عند الاطفال

ليس كل سقوط على الأرض أو حدوث بعض التشنجات يعد صرعًا، لكن تكشف بعض اعراض ما قبل نوبة الصرع عنه، مثل:

  • تحملق نظر الطفل إلى أعلى.
  • عدم الانتباه أو التركيز.
  • تشنجات في أحد الذراعين أو القدمين.
  • هز الرأس.
  • الاضطراب والتشوش.
  • الاستجابة للأصوات المحيطة الصاخبة.

لا تعني نوبة واحدة الإصابة بالصرع.

أما في حالة تكرارها مرتين يفصل بينهما 24 ساعة على الأقل، أو اتباع سلوكيات غير معتادة تدوم من عدة دقائق إلى ساعات، ويجب التدخل سريعًا والكشف لدى الطبيب المختص.

تؤكد بعض العلامات أو الأعراض الإصابة بالصرع، مثل:

  • توقف حركة الطفل دون السقوط على الأرض.
  • فرك الأصابع مع تحريك الأيدي.
  • مضغ الشفاه.
  • رعشة في جَفْن العين.
  • صعوبات التعلم نتيجة التشتت وعدم التركيز؛ إذ يُعد هذا العرَض أول علامات هذا الاضطراب.
  • تغيرات سلوكية.
  • صعوبة الاندماج اجتماعيًا.

أنواع الصرع

يظهر الصرع في صور عدة لكل منها أعراضه وأنماطه المختلفة عن غيرها.

لذلك من الضروري التشخيص الصحيح لكل حالة كي يصف الطبيب العلاج المناسب، وتجنب كل ما يحفز حدوث النوبات.

لكن الجدير بالذكر أن جميع أنواع الصرع تشترك في النوبات التي تكون مثل العواصف الكهربائية التي توقف الخلايا الدماغية عن العمل فترة وجيزة.

يُصنف الصرع وفقًا لنوع النوبة إلى ما يلي:

الصرع المعمم (Generalized Seizures)

يحدث نتيجة انتشار نبضات كهربائية غير طبيعية في جميع أجزاء الدماغ.

يشتمل هذا النوع على ستة أنواع فرعية للنوبات، وهي:

  1. نوبة توترية رمعية (Tonic-clonic Seizure).
  2. نوبة غيبية (Absence Seizure).
  3. رمعية عضلية (Myoclonic Seizure).
  4. نوبة رمعية (Clonic Seizure).
  5. نوبة توترية (Tonic Seizure).
  6. نوبات ارتخائية (Atonic Seizure).

الصرع البؤري (Focal seizures)

يُعرف أيضًا بالصرع البسيط، يحدث نتيجة نبضات كهربائية في جزء صغير، أو بؤرة في الدماغ.

أنواع الصرع البؤري عند الأطفال

ينقسم هذا النوع إلى أربعة أنواع:

  1. نوبة بؤرية مع الاحتفاظ بالوعي (Focal Aware Seizure).
  2. نوبات بؤرية مع فقدان الوعي جزئيًا (Focal Impaired Awareness Seizure).
  3. نوبة بؤرية حركية (Focal Motor Seizure).
  4. نوبة بؤرية لا حركية (Focal Non Motor Seizure).

أعراض الصرع البسيط

تشمل الأعراض ما يأتي:

  • اضطرابات عاطفية دون أسباب.
  • الضحك أو البكاء المفاجئ.
  • تشنجات في أطراف الجسم، مثل: الذراع أو أحد الساقين.
  • صعوبة التحدث أو النطق بكلامٍ غير مفهوم.

الصرع الكاذب

تتسبب الاضطرابات النفسية في حدوث هذا النوع من الصرع (الصرع النفسي) وتتشابه أعراضه مع الصرع الحقيقي السابق ذكرها.

أعراض الصرع النفسي

تتضمن الأعراض تشنجات نفسية، مثل:

  • ضعف الوعي والانتباه.
  • تيبس العضلات أو تصلب الجسم.
  • إغلاق العين والفم.
  • حركات اهتزازية.
  • التلعثم أو الصراخ.
  • صعوبة النوم بعد انتهاء النوبة.

الصرع الرولاندي الحميد (Benign Rolandic Epilepsy)

يُعد هذا النوع السبب الرئيس في حدوث التشنجات الحميدة عند الأطفال خاصةً في أثناء الليل (النوبات الليلية Nocturnal Seizures).

سُمي بهذا الاسم لأنه يصيب منطقة رولاند بالدماغ، وتختفي أعراضه بحلول سن البلوغ، تاركًا بعض المشكلات السلوكية والمعرفية لدى الأطفال المصابين.

أعراض الصرع أثناء النوم عند الأطفال

يعاني الأطفال في أثناء نومهم بعض الأعراض، مثل:

  • الصراخ أو إصدار أصواتًا غير عادية خاصةً قبل تشنجات العضلات.
  • التبول لا إراديًا.
  • رعشة.
  • عض اللسان.
  • السقوط من على السرير.
  • صعوبة الاستيقاظ بعد النوبة.
  • الاستيقاظ فجأةً دون سبب.

اسباب مرض الصرع

أعراض الصرع الصامت عند الأطفال

تلعب الجينات الوراثية دورًا هامًا في الإصابة بالصرع وظهور أعراض الصرع الصامت عند الأطفال؛ إذ يتطور الأمر فيمن يملكون استعدادًا وراثيًا لهذا المرض.

تحدث النوبات نتيجة إرسال نبضات كهربائية غير طبيعية من الخلايا العصبية الموجودة في الدماغ.

إذ يتغير النشاط الكهربائي الدماغي المعتاد على أثرها، ثم تتكرر هذه الإشارات مرة تلو الأخرى مدة ثلاث ثوانٍ.

كيف تحدث نوبات الصرع؟

بالإضافة إلى تغير في مستويات الناقلات الكيميائية (الناقلات العصبية Neurotransmitters)، التي توصل الخلايا العصبية بعضها البعض.

هل يصيب الصرع الاطفال؟

https://www.freepik.com/free-vector/girl-crying-with-its-outline-silhouette_9820723.htm#query=crying%20children&position=2&from_view=search

تؤثر بعض العوامل الشائعة في زيادة خطر الإصابة بالصرع، مثل:

العمر

يزداد خطر الإصابة بالصرع في الأطفال من عمر أربعة إلى أربعة عشر عامًا، بينما تقل فرص إصابة البالغين به.

الجنس

تعد إصابة الفتيات أكثر شيوعًا عن البنين.

أسباب وراثية

إذ يزداد خطر إصابة أحد أطفال الأسرة أو العائلة في حالة إصابة أحدهم بمرض الصرع.

الألعاب الإلكترونية

هذه الألعاب سلاح ذو حدين؛ إذ إنها تلعب دورًا هامًا في تنمية مهارات الطفل العقلية، وتحسين الوظائف المعرفية لديه، إلا إنها قد تتسبب في إصابته بالصرع نتيجة إدمانه لها.

من مخاطر الألعاب الإلكترونية على الأطفال تحفيز نشاط الدماغ بصورة أكبر، بالإضافة إلى انبعاث الأشعة الضوئية الشديدة التي قد تؤثر في زيادة فرص الإصابة بالصرع.

هل يمكن أن يصاب الرضيع بالصرع؟

من الممكن إصابة الرضع بنوبات الصرع نتيجة عدوى أو حُمى أو الشلل الدماغي.

قد يصعُب اكتشاف الإصابة في بادئ الأمر، لكن ظهور بعض العلامات أو أعراض الصرع الصامت عند الأطفال قد تؤكده.

علامات الصرع عند الرضع

يعاني الرضع نوبات الصرع العادي في أثناء نومهم، كذلك تتضمن حركات معتادة، مثل:

  • حركة العين غير منضبطة.
  • التوقف مدة بين الأنفاس.
  • جحوظ اللسان.
  • تصلب العضلات.
  • انتفاض أجزاء من جسم الرضيع.

تشخيص الصرع عند الأطفال

تأتي النوبات المصاحبة لمشكلات صحية وتعليمية أيضًا في المقام الأول لتشخيص حالات الصرع.

يتبين بالفحص السريري المشكلات الأخرى المُسببة في حدوث تلك النوبات، مثل: فرط التنفس أي التنفس بعمق مدة ثلاث إلى خمس دقائق.

الفحوصات الأخرى:

مخطط كهربية الدماغ (EGG)

يبحث هذا الفحص عن نشاط النوبة المحتمل حدوثها من خلال استخدام التحفيز الضوئي (التعرض للأضواء الوامضة والسريعة).

التصوير المقطعي المحوسب (CT)

يُعد أحد طرق التشخيص إذ يعطي صورة كاملة للمخ.

التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)

يبين التصوير المقطعي والرنين المغناطيسي صورة طبيعية للمخ، ولا يشير أحدهما إلى الإصابة بالصرع.

التقييم وقياس الانتباه

يُنصح بتقييم الطفل ومعرفة مدى تقدمه تعليميًا، قد يُفيد أيضًا تصوير مقاطع فيديو للطفل وقت النوبة لمعرفة نوعها وتصنيفها.

علامات الشفاء من الصرع

يقل حدوث النوبات وحدتها بتقدم عمر الطفل، إذ من الممكن أن يُشفى الطفل من الصرع الصامت عند البلوغ في حالة التشخيص والعلاج المبكر.

تشمل خطة العلاج على تناول الأدوية، مثل: زارونتين ( Zarontin)، وديباكين (Depakene)، ولميكتال (Lamictal).

كذلك بعض المهدئات، مثل: ديازيبام (Diazepam) أو الفاليوم (Valium).

إذ تحسن هذه الأدوية 80% من الحالات المُصابة، قد تستدعي بعض الحالات المتقدمة التدخل الجراحي.

ينصح الأطباء في حالة عدم التحسن بالأدوية باتباع نظام غذائي مثل الكيتودايت الذي يعتمد على نسبة عالية من الدهون، ومنخفض الكربوهيدرات؛ مما يؤدي إلى تحسن الحالة بصورة ملحوظة.

ختامًا، من الممكن السيطرة على أعراض الصرع الصامت عند الأطفال بعدة خطوات أهمها استشارة الطبيب، وتدوين الملحوظات في أثناء النوبة، والآثار الجانبية للأدوية الموصوفة للطفل.

لا ننسى أيضًا احتياج الطفل إلى الدعم النفسي والمعنوي دائمًا الذي قد يساهم في اجتياز هذه المحنة سريعًا، والعيش بصورة طبيعية.

اقرأ أيضًا

الرفض الاجتماعي واقع أم خيال! | أسبابه وعلاجه

التأخر الحركي عند الأطفال | اضطرابات النمو والمعدل الطبيعي

بواسطة
د. بسمة عبد العزيز
المصدر
epilepsymayoclinicwebmdrarediseasesmedicalnewstodayfreepik

د. بسمة عبد العزيز

طيبية بيطرية حاصلة على دبلومة الكلينيكال باثولوجي والميكروبيولوجي. لدي القدرة على كتابة المعلومات الطبية وتقديمها بشكل مبسط في صورة مقالات طبية بالالتزام بمعايير السيو، أو عرضها في كافة قنوات التواصل الاجتماعي. أسعى دومًا في طريق العلم والبحث عن أهم المصادر في جميع مجالات العلوم الطبية. لأن هدفي هو إثراء القارئ وإفادته وضمان حصوله على كل ما يبحث عنه من مصادر طبية موثوقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى