كيان الطفل

السيلياك عند الأطفال | كيفية تشخيصه وعلاجه

السيلياك عند الأطفال يعد اللص الخفي وراء ظهور اضطرابات الجهاز الهضمي.

يصاب كثير من الأطفال باضطرابات معوية، المشكلة التي تؤرق الأمهات لعدم استجابة أطفالهن للعلاج.

كذلك، يغفل بعض الأطباء عن التشخيص الصحيح لمرض السيلياك، إذ يحدث خطأ في التشخيص بينه وبين الاضطرابات المعوية الأخرى عند الأطفال والكبار أيضًا.

هيا نتعرف سويًا -عزيزتي الأم- إلى مرض السيلياك وما أعراضه وطرق تشخيصه، وأنواعه وعلاجه وكيفية الوقاية منه أيضًا؟

ما السيلياك؟

يعد السيلياك (Coeliac Disease) أحد أمراض المناعة الذاتية؛ إذ يهاجم جهاز المناعة أنسجة الجسم الطبيعية بدلًا من أن يهاجم الميكروب الذي يصيب الجسم.

تحدث الإصابة بالسيلياك عندما يهاجم الجهاز المناعي أنسجة الأمعاء الدقيقة، وذلك بعد تناول الأطعمة التي تحتوي على جلوتين Gluten (نوع من أنواع البروتين).

تؤدي الإصابة بالسيلياك إلى تدمير الأمعاء الدقيقة مسببةً التهابات شديدة، فتصبح الأمعاء غير قادرة على امتصاص العناصر الغذائية اللازمة لنمو الجسم، فيصاب المريض بالوهن والضعف والأنيميا أيضًا.

متى يظهر مرض السيلياك عند الأطفال؟

داء السيلياك عند الأطفال يصاب به الطفل من عمر 6 أشهر بعد بدء تناول الأطعمة المحتوية على الجلوتين.

تبدأ الأعراض في الظهور ما بين 6 أشهر حتى عامين عند أغلبية الأطفال.

يتأخر ظهور الأعراض في بعض الحالات ولا تظهر إلا بعد تعرض المريض لضغط عصبي أو الإصابة بمرض ما.

هل مرض السلياك خطير؟

ترجع خطورة مرض السيلياك لاستمرار تناول الجلوتين والتشخيص الخاطئ للمرض.

تستمر الأعراض في الظهور مما يترتب عليها ضعف شديد ووهن للمريض.

أسباب مرض السيلياك عند الأطفال

سبب مرض السيلياك غير معروف حتى الآن، لكن أثبتت بعض الدراسات عدة عوامل تؤثر في ظهور المرض.

يأتي العامل الوراثي في المقدمة، بالإضافة إلى التغيرات البيئية التي تساعد على نشاط الجين وظهور الأعراض.

يهاجم جهاز المناعة مكونات الجلوتين ويعاملها معاملة الميكروب، ينتج عن ذلك تدمير أغشية الأمعاء وصعوبة امتصاص العناصر الغذائية.

يوجد الجلوتين في ثلاث أنواع من الحبوب وهي القمح والشعير والجاودار، وهي المكونات الأساسية لمعظم طعامنا اليومي.

هل مرض السيلياك وراثي؟

كما ذكرنا سابقًا أن السبب الرئيس وراء ظهور داء سيلياك هو اضطراب المناعة الذاتية للجسم، بسبب بروتين الجلوتين.
ترجع عوامل الإصابة إلى وجود جين وراثي، الذي ينشط تحت تأثيرات بيئية.

تجدر الإشارة، أن إصابة أحد أفراد العائلة بأحد أمراض المناعة الذاتية مثل سكري النوع الأول؛ سببًا في ظهور داء سيلياك في العائلة أو أحد أمراض المناعة الذاتية الأخرى.

أعراض مرض السيلياك عند الأطفال

أعراض مرض السيلياك عند الأطفال
أعراض مرض السيلياك عند الأطفال

يؤثر مرض السيلياك عند الأطفال في الجهاز الهضمي، تحديدًا الأمعاء الدقيقة مسببًا أعراضًا معوية.

من هذه الأعراض:

  • إسهال ذو رائحة كريهة.
  • فقدان الوزن وأنيميا.
  • حرقان المعدة.
  • انتفاخ وغازات.
  • عسر هضم.
  • إمساك.

يوجد أعراض عامة غير مرتبطة باضطرابات الأمعاء، وهو ما يعرف باسم السيلياك الصامت.

من هذه الأعراض:

  • إرهاق وتعب شديد قد يكون مؤشر الإصابة بفقر الدم.
  • فقدان الوزن غير المتعمد.
  • حكة والتهابات جلدية تشبه الهربس.
  • عدم توازن الحركة والتنسيق وصعوبات التعلم والنطق.
  • تأخر البلوغ عند الأطفال.
  • مشكلات في الخصوبة والإنجاب عند الكبار.
  • التهاب الأعصاب الطرفية للجسم.

تشخيص مرض السيلياك عند الأطفال

يحدث خطأ في تشخيص أغلبية الحالات المصابة بداء سيلياك، على الرغم من انتشاره في الآونة الأخيرة وكثرة الوعي به.

الجدير بالذكر، لو كان التشخيص صحيحًا لكل الحالات المصابة بداء سيلياك، لأصبح أشهر من سكري النوع الأول.

لا تظهر أعراض واضحة في أغلبية الحالات المصابة، لذلك يؤخر التشخيص الصحيح للمرض.

يحدث أيضًا خطأ في التشخيص مع مرض التهاب الأمعاء أو حساسية اللاكتوز(Lactose Intolerance).

لذلك، يبدأ الاختبار بإضافة الجلوتين إلى النظام الغذائي للتأكد من ظهور الأعراض، إذ يعتمد على الخبز 4 مرات يوميًا مدة 8 أسابيع.

يُشخص المرض أيضًا من خلال الفحص السريري والتاريخ المرضي للمريض؛ إذ إن مرضى سكري النوع الأول ومرضى اضطراب الغدة الدرقية وأيضًا أمراض الكبد المناعية هم أكثر عرضةً للمرض.

بالإضافة إلى أخذ عينة من الأمعاء وفحص النسيج للتأكد من وجود التهابات في جدار الأمعاء.

كذلك، يمكن إجراء فحص مخبري للأجسام المضادة لدم المريض والفحص الجيني له أو التصوير بالمنظار.

الفرق بين السيلياك وحساسية القمح

تحدث حساسية القمح نتيجة إنتاج الجسم أجسام مضادة ضد البروتين الموجود في القمح،

ويتعامل الجسم مع بروتين القمح معاملة الميكروب أو العدوى.

من ناحية أخرى، يحدث مرض سيلياك بسبب المناعة الذاتية للجسم، فعند تناول طعام يحتوي على الجلوتين يهاجم الجهاز المناعي الأنسجة الطبيعية بالخطأ بدلًا من أن يهاجم الجسم الغريب.

الجدير بالذكر، أن هناك حساسية جلوتين غير سيلياكية، إذ يحدث حساسية نتيجةً لتناول طعام يحتوي على جلوتين دون أن يسبب التهاب الأمعاء الدقيقة.

درجات مرض السيلياك وأنواعه

تتراوح درجات المرض من حالة إلى أخرى، هناك مريض لا يظهر عليه أعراض واضحة ويصعب هنا التشخيص المبكر ويحدث خطأ في التشخيص أيضًا.

يوجد بعض الحالات المصابة التي لا يظهر عليها أي من الأعراض إلا تحت تأثير عوامل خارجية مثل الضغط العصبي.

بالإضافة إلى الحالات ذات الأعراض الواضحة التي تُشخص مُبكرًا.

هناك أيضًا تصنيف آخر لمرض سيلياك وهو مثلما يأتي:

سيلياك النوع الأول

يُعدأقل في الخطورة من النوع الثاني؛ إذ يمكن السيطرة عليه وعلاجه بالامتناع عن السبب المؤدي للمرض الذي سنذكره لاحقًا في المقال.

سيلياك النوع الثاني

أشد خطرًا من النوع الأول، يتميز بأنه لا يستجيب للنظام الغذائي الخالي من الجلوتين ويسمى سيلياك المستعصي.

الجدير بالذكر أن من مضاعفاته الإصابة بسرطان الغدد الليمفاوية التائية المرتبطة بالاعتلال المعوي وأمراض سوء التغذية.

مضاعفات مرض السيلياك عند الأطفال

تنتهي الإصابة بداء سيلياك النوع الثاني أو النوع الأول إذا لم يُعالج بمضاعفات وأمراض خطيرة.

تتمثل هذه المضاعفات في الآتي:

سوء الامتصاص

يؤدي مرض سيلياك إلى سوء امتصاص العناصر الغذائية، مما يؤدي إلى نقص في العناصر الغذائية الذي يعرف بنقص الفيتامينات أو المعادن.

يتمثل نقص الفيتامينات والمعادن فيما يأتي:

  • نقص الحديد: يؤدي إلى الإصابة بفقر الدم الناتج عن نقص الحديد.
  • نقص فيتامين (B12) أو الفولات: مؤديًا للإصابة بفقر الدم الناتج عن نقص فيتامين (B12) والفولات.
  • نقص فيتامين (د) والكالسيوم: يترتب على ذلك مشكلات في نمو العظام وكذلك الأسنان وربما ينتهي الأمر بهشاشة ولين العظام.

سوء التغذية

ينتج سوء التغذية عن أمراض سوء التغذية المترتبة على سوء الامتصاص التي ذكرت أعلاه في المقال.

السرطان

يُصاب مرضى السيلياك النوع الثاني بسرطان الأمعاء أو سرطان الغدد الليمفاوية التائية المرتبطة بالاعتلال المعوي.

مرض سيلياك والحمل

يُنصح بتجنب الطعام المحتوي على جلوتين في أثناء الحمل، كي تتجنب الأم مشكلات الأمعاء واضطرابها.

الجدير بالذكر، أن الأطفال المولودة لأم مصابة بداء سيلياك لا تصاب بالمرض، إذ إن الرضاعة الطبيعية تحمي الطفل من الإصابة بالمرض بالإضافة إلى ظهور الأعراض يعتمد على نوعية غذاء الطفل هل يحتوي على جلوتين أم لا.

العلاج والوقاية من مرض السيلياك عند الأطفال

تتساءل كثير من الأمهات هل يمكن الشفاء من مرض السيلياك؟ نعم عزيزتي الأم وسنوضح لكِ طرق الوقاية والعلاج من داء السيلياك الآن.

يُعالج مرض سيلياك بالامتناع عن الأطعمة المحتوية على الجلوتين، وكذلك الاعتماد على الخضروات والفواكه.

يمكن استبدال الأطعمة المصنعة بأطعمة خالية من الجلوتين وهي متوفرة حاليًا في الأسواق.

من هذه الأطعمة: المعكرونة والكعك أو البيتزا الخالية من الجلوتين.

يجب أيضُا الاطلاع على مكونات الأطعمة المصنعة والمعلبة كذلك الأدوية، كي تتجنب المضاف إليها جلوتين.

الجدير بالذكر، يعالج الأطباء مرضى السيلياك من خلال علاج الأعراض الناتجة عن الإصابة بالمرض، التي تشمل علاج سوء التغذية والأنيميا أو نقص الفيتامينات والمعادن والانتفاخ والإسهال أو الإمساك.

 إذ إن العلاج الوحيد للمرض هو الابتعاد عن السبب وهو الغذاء المحتوي على جلوتين (Gluten).

في الختام، ننصحك عزيزتي الأم الانتباه لأعراض مرض السيلياك عند الأطفال ووضعها في الاعتبار حتى لا يحدث خطأ في التشخيص للطفل.

يقي التشخيص المبكر للمرض الأطفال من مضاعفات المرض وتجنب ظهور الأعراض الحادة.

اقرأ أيضًا

ما لا تعرفه عن اسباب الاسهال المستمر عند الاطفال

التأخر الحركي عند الأطفال | اضطرابات النمو والمعدل الطبيعي

بواسطة
د. فاطمة عوض
المصدر
webmdmayoclinicnhsrarediseases

د. فاطمة محمد عوض

طبيبة بيطرية وأخصائية تحاليل طبية إكلينيكة. أعمل كاتبة محتوى طبي ومترجمة طبية وكاتبة حرة أيضًا، صدر كتابي الأول معرض القاهرة الدولي للكتاب ٢٠٢١ بعنوان وأد البنات بين الجاهلية والحاضر الصادر عن دار دريم بن للترجمة والنشر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى