تعد الصفراء عند حديثي الولادة من الحالات الشائع حدوثها، وهو ما يقلق الأهل كثيرًا في بداية الساعات الأولى للطفل.
لكن عادة ما تختفي الأعراض في غضون 2 إلى 3 أسابيع.
تحدث الصفراء عند الأطفال نتيجة تراكم مادة البيليروبين (Bilirubin) -مادة صفراء اللون- في الدم.
تسبب هذه المادة اصفرار العين والجلد، نتيجة عدم اكتمال نمو الكبد لديهم.
يُطلق عليها كذلك:
- اليرقان الوليدي.
- الصفار.
- الصفراء الفسيولوجية.
هيّا بنا -عزيزي القارئ- نتعرف سويًا إلى كل ما يجب عليك معرفته عن الصفراء عند حديثي الولادة من أسباب، وأعراض، كذلك كيفية التشخيص والعلاج.
أسباب الصفراء عند حديثي الولادة
يتخلص الطفل في أثناء وجوده داخل رحم أمه من مادة البيليروبين الصفراء من خلال المشيمة.
لكن بعد ولادته ومع عدم اكتمال نمو الكبد؛ يحدث ما يسمى بـالصفراء عند الأطفال حديثي الولادة.
كذلك تحدث الإصابة لعدة أسباب نذكرها فيما يأتي:
- تحدث عادةً للأطفال الخُدج (الذين ولدوا قبل الأسبوع 37).
- كذلك تحدث للأطفال الذين لا يحصلون على التغذية الكافية من لبن الأم أو اللبن الصناعي، بسبب صعوبة الرضاعة.
- كذلك قد تنتج الصفراء من عدم تماثل نوع دم الطفل والأم؛ مما يؤدي إلى تكسير كريات الدم الحمراء (RBCs) وزيادة نسبة البيليروبين في الدم.
تلك أيضًا أسباب إصابة حديثي الولادة بالصفراء، وهي:
- وجود نزيف داخلي.
- مشكلات الكبد.
- وجود عدوى.
- وجود خلل في خلايا الدم الحمراء.
- نقص الإنزيم المسؤول عن تكسير مادة البيليروبين.
أعراض الصفراء
يعد اصفرار الجلد والعيون عند حديثي الولادة مؤشرًا لوجود اليرقان.
يبدأ عادةً خلال يومين إلى 4 أيام بعد الولادة، بدايةً من الوجه وقبل انتشاره في الجسم كله.
عادةً تزيد حدة الأعراض بعد 3 إلى 7 أيام من الولادة، كذلك قد تستمر من أسبوعين إلى 3 أسابيع.
متى يجب محادثة الطبيب؟
تخرُج عادةً الأم وطفلها من المستشفى، ويُطلب منها مراجعة الطبيب بعد عدة أيام لمتابعة الطفل.
إذا ظهرت عليه أعراض الصفراء، يُطلب حينها إجراء التحاليل اللازمة.
أما إذا ظهرت الأعراض في خلال 24 ساعة من ولادة الطفل؛ إذًا يجب إجراء تحليل الصفراء على الفور.
كذلك إذا ظهرت الأعراض الآتية على الطفل، فيجب التواصل مع الطبيب على الفور:
- استمرار الصفراء أكثر من 3 أسابيع.
- زيادة انتشار الصفار.
- ارتفاع درجة حرارة الطفل أكثر من 38°سليزية.
- معاناة الطفل صعوبة في الرضاعة.
- إذا كان الطفل لا يتوقف عن الصراخ والبكاء.
- إذا واجهت الأم صعوبة في إيقاظه.
متى تنتهي أعراض الصفراء عند حديثي الولادة؟
عادةً ما تنتهي أعراض الصفراء بعد أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع من الولادة.
لكن عند استمرار الصفراء أكثر من 3 أسابيع عند حديثي الولادة يجب مراجعة الطبيب، إذ إن استمرارها قد يدل على إحدى المشكلات الآتية:
- كسل الغدة الدرقية.
- مشكلات الجهاز الهضمي (مثل انسداد بالقناة المرارية أو الالتهاب الكبدي).
- حدوث عدوى.
- مشكلة في حجم خلايا الدم الحمراء أو شكلها.
مضاعفات الصفراء لدى الأطفال حديثي الولادة
إذا كان اليرقان بنسبة عالية، فقد يصاب الطفل بأحد هذه الأمراض:
- الصمم.
- حدوث تلف بالدماغ، مثل اليرقان النووي (Kernicterus).
- الشلل الدماغي (Cerebral palsy).
- مشكلات الرؤية.
- مشكلات النمو.
كيفية تشخيص الصفراء عند حديثي الولادة
يُفحص الطفل جيدًا بدايةً من الوجه إلى أصابع قدميه، إذ قد يُشخص الطبيب الصفراء بالنظر إلى الطفل.
يُشخص الصفار كذلك بإحدى هذه الطرق:
- ظهور الصفار في العين فتصبح العيون الصفراء من الداخل من أكثر الأعراض الواضحة.
- كذلك يصفر لون الجلد عند الضغط عليه مدة دقيقتين، ثم تركه.
- يتحول لون البول والبراز إلى اللون الأصفر الفاتح في حالة انسداد القناة المرارية.
لكن قد يطلب الطبيب إجراء بعض التحاليل لاختيار الخطة العلاجية المناسبة.
تتضمن هذه التحاليل الآتي:
- صورة دم كاملة.
- نسبة البيليروبين في الدم.
- تحليل وظائف الكبد.
- أو تحاليل فصيلة الدم.
- كذلك تحليل بول للكشف عن وجود عدوى.
نسبة الصفار عند الأطفال
وضع الأطباء جدول نسبة الصفراء عند حديثي الولادة ليساعد على التشخيص بناءً على نسبة انتشار الصبغة بالجلد مثلما يأتي:
| مساحة الجسم | نسبة البيليروبين في الدم |
| الوجه. | 4 إلى 6 مجم/ ديسيليتر. |
| الصدر والجزء العلوي للبطن. | 8 إلى 10 مجم/ ديسيليتر. |
| الجزء السفلي من البطن والأفخاذ. | 12 إلى 14 مجم/ ديسيليتر. |
| الذراعان والجزء السفلي للساقين. | 15 إلى 18 مجم/ ديسيليتر. |
| راحة اليد وباطن القدم. | 15 إلى 20 مجم/ ديسيليتر. |
هذا جدول آخر لنسبة الصفراء عند الأطفال حديثي الولادة وفقًا لأعمارهم:
| عمر الطفل بالساعات | نسبة البيليروبين في الدم |
| أقل من 24 ساعة. | أكثر من 10. |
| من عمر 24 إلى 48 ساعة. | أكثر من 15. |
| من عمر 49 إلى 72 ساعة. | فوق 18. |
| أكثر من 72 ساعة. | فوق 20. |
علاج الصفراء عند المواليد
عادةً ما تختفي الأعراض عندما يكتمل نمو الكبد، لكن يحتاج الطفل في هذه الأثناء إلى التغذية الجيدة، من خلال إرضاعه من 8 إلى 12 مرة في اليوم.
تساعد التغذية الجيدة على التخلص السريع من البيليروبين، وإذا كان الطفل غير قادر على الرضاعة من ثدي أمه فقد يُنصح باللبن الصناعي.
لكن إذا اشتدت الحالة، فقد يُنصح بإحدى هذه العلاجات:
العلاج بالضوء (Phototherapy)
قد يُنصح بوضع الطفل تحت الضوء لمساعدة الجسم على التخلص من الصفار، ويوضع الطفل دون ملابس -فقط الحفاض- وتغطى عينيه لحمايتها من الضوء.
من ضمن الإضاءات المستخدمة:
- الألياف الضوئية أو لمبات الهالوجين.
- لمبات النيون.
- لمبات LED.
لكن أكثرهم استخدامًا وشيوعًا، استخدام اللمبة النيون للصغار في البيت.
تغيير الدم
في بعض الحالات الخطرة التي تكون فيها نسبة البيليروبين مرتفعة جدًا، ولا توجد استجابة للعلاج بالضوء أو للطرق التقليدية؛ يصبح حينها تغيير الدم العلاج الأمثل.
إذ يتخلص الطفل من الدم المحمل بالصفراء ويأخذ بدلًا منه خلايا دم حمراء جديدة.
يؤدي ذلك الإجراء إلى رفع نسبة كريات الدم الحمراء، كذلك يسهم في تقليل نسبة البيليروبين في الدم.
أدوية علاج الصفراء عند حديثي الولادة
مع أن الصفراء الفسيولوجية لا تحتاج عادةً إلى أدوية، لكن قد تُستخدم الأدوية في بعض الأحيان الأخرى.
يُعد علاج الفينوباربيتال (Phenobarbital) واحدًا من ضمن العلاجات، يعمل محفزًا للتمثيل الغذائي الكبدي؛ إذ يقلل نسبة الصفراء بالدم بتكسيرها وإخراجها خلال البول والبراز.
لذلك يُنصح عادةً باستخدامه في المناطق التي يرتفع بها نسبة الإصابة بالصفراء أو اليرقان النووي (Kernicterus).
في الختام، علمًا منا بمدى حب الأهل لطفلهم؛ يجب على الآباء ملاحظة أطفالهم في أول 5 أيام من عمرهم، كي يتمكنوا من رؤية ظهور أي عرض من أعراض الصفراء، مثل اصفرار لون الجلد والعيون.
إذا كان الطفل يعاني أحد هذه الأعراض السابق ذكرها في المقال، فاستشر الطبيب على الفور.
لأنه على الرغم من أن الصفراء عند حديثي الولادة أمر طبيعي ويزول عادةً بعد 2 إلى 3 أسابيع من الولادة، فإن عدم متابعتها بحذر قد يسبب مضاعفات للأطفال.
