الوسواس القهري | أنواعه وأعراضه وهل يمكن علاجه؟

الوسواس القهري

“هل أقص عليك معاناتي، وكيف يتحكم الوسواس القهري (Obsessive Compulsive Disorder) في سلوكياتي؟

إذن لأخبرك، أترى جفاف يدي وتشقُّقها؟!

أعاني وساوس تلازمني أن يدي متلوثة وغير نظيفة، وتسحبني تلك الأفكار سحبًا إلى تكرار غسلها رغم علمي إنها نظيفة، لكني مجبرة”.

تمثل هذه القصة بعض معاناة مرضى الوسواس القهري، لكن أتعلم -عزيزي القارئ- أن الأعراض لا تقتصر على هاجس النظافة فقط؟

يمكن أن يعاني المريض وساوس أخرى تترجم إلى سلوكيات تعيق حياته، فتابع معي هذا المقال لتتعرف إلى كل ما يشغلك عن الوسواس القهري.

 

ما الوسواس القهري؟

مرض عقلي مزمن، يتميز بالوساوس والأفكار القهرية المستمرة غير المنطقية؛ مما يؤدي إلى ممارسة السلوكيات والأفعال المتكررة.

يعلم المصاب أن وساوسه وأفعاله غير منطقية، إلا إنه غير قادر على الامتناع عن ممارستها.

يشعر الشخص دائمًا أنه مجبر على ممارسة وتكرار طقوسه الخاصة به، على الرغم من معاناته صعوبات تتسبب في تعقيد حياته.

كذلك يوجد ارتباط وثيق بين الوسواس القهري الفكري والخوف؛ فالشخص الذي يتأكد باستمرار من قفل الأبواب والنوافذ عدة مرات، لديه خوف شديد من عمليات السطو أو السرقة.

 

أسباب الوسواس القهري

لم يتوصل العلماء بعد إلى فهم السبب الرئيسي للإصابة بالمرض، إلا إنه توجد عوامل ربما تساعد على الإصابة، ومن أهمها:

عامل الوراثة

ربما تكون الجينات الوراثية عاملًا للإصابة؛ فقد يصبح الشخص أكثر عرضةً للإصابة إذا كان هناك تاريخًا أسريًا لهذا المرض في العائلة، مثل: الأب أو الأم.

اختلاف نشاط المخ

لاحظ العلماء زيادة نشاط مناطق معينة بالمخ لدى المصابين، كذلك ربما يعانون مستويات منخفضة من السيروتونين (Serotonin).

أحداث وضغوطات الحياة

ربما يبدأ الوسواس بعد تعرض الإنسان لحدث مؤثر في حياته، مثل الموت.

بالإضافة إلى ذلك، فقد يشيع في الأشخاص الذين عانوا التنمر والإساءة إليهم في الصغر.

اختلاف الشخصية

تزيد فرصة الإصابة لدى الأشخاص متحملي المسؤولية الكبيرة تجاه أنفسهم والآخرين.

الوسواس القهري عند النساء

قد تُصاب النساء بأعراض الوسواس القهري في أثناء مدة الحمل أو بعد الولادة؛ إذ تتكرر الوساوس المرتبطة بإيذاء الطفل، أو عدم تعقيم أدواته جيدًا.

أنواع الوسواس القهري الفكري

لا يوجد تصنيف رسمي لأنواعه، لكن يمكن تقسيمه إلى أنواع استنادًا إلى التشابه بين الأعراض في كل نوع، مثلما يلي:

  1. التلوث والخوف من الجراثيم.
  2. ترتيب وتماثل الأشياء.
  3. هاجس الاكتناز والادخار.
  4. الأفكار العدوانية والمُحرّمة، أو المحظورة.
  5. هاجس الشك في إتمام العمل.

قد توجد أنواع أخرى، لكن تقع أغلب الأعراض تحت هذه الأنواع المذكورة.

 

أعراض الوسواس القهري

أعراض الوسواس القهري

توجد أعراض شائعة بين مَن يعانون نوعًا مشتركًا من الأنواع، فمثلًا:

التنظيف والخوف من التلوث

من أهم الأعراض لهذا النوع:

الترتيب والتنظيم

تشمل أعراض هذا الهاجس ما يلي:

الأفكار العدوانية أو الدينية أو المحظورة

من أهم أعراض هذا النوع:

الاكتناز

يُعد الاكتناز من أشد أنواع الوسواس القهري؛ إذ يمكن أن يسبب الاحتفاظ بالأشياء تراكم الجراثيم وزيادة خطر الإصابة بالأمراض.

كذلك ربما يؤدي الاحتفاظ بالأشياء الضارة إلى كوارثٍ بيئية، ومن أهم الأعراض المصاحبة لهذا الهاجس:

الشك في أداء المهمات

من الأمثلة التي تتكرر يوميًا في حياة هذا الشخص، ما يلي:

 

الوسواس القهري الجنسي

يُطلق عليه كذلك “اضطراب فرط النشاط الجنسي” (Hypersexuality Disorder)، ويتميز بأنه حالة لا يستطيع فيها الشخص التحكم في سلوكه الجنسي.

ربما يتداخل ذلك مع قدرة الشخص على العمل وإدارة حياته.

لذلك أدرجت منظمة الصحة العالمية الوسواس القهري الجنسي في التصنيف العالمي للأمراض.

تعريف الوسواس القهري الجنسي

يُعرّف بأنه استمرار فشل المرء في التحكم في الدوافع الجنسية الشديدة، يؤدي ذلك إلى الممارسات الجنسية المتكررة.

الأعراض

توجد بعض الأعراض التي تُشير إلى معاناة الشخص بهذا النوع، ومن أهمها:

يجب الحصول على استشارة الطبيب والمساعدة؛ إذ يمكن أن يؤذي الشخص نفسه، ويسبب مشكلات للآخرين كذلك.

 

تشخيص الوسواس القهري

يجب الذهاب إلى الطبيب فورًا إذا عانى الشخص أعراض الوسواس القهري.

يتحدث الطبيب مع المريض حول أعراضه وأفكاره، وعاداته.

يتطلب تشخيص المرض غالبًا ما يلي:

يسهم التشخيص الصحيح في إيجاد أنسب طرق العلاج بالنسبة للمريض؛ إذ يستبعد الطبيب أي مشكلات نفسية أو عقلية أخرى.

 

هل يمكن الشفاء من مرض الوسواس القهري؟

تتعدد التساؤلات حول إمكانية الشفاء من هذا المرض، إلّا إن الوسواس القهري اضطراب عقلي مزمن؛ فلا يوجد علاج يشفي منه تمامًا.

تساعد اتجاهات العلاج الآتي ذكرها المريض على التحكم في الأعراض أو منعها.

يمكن أن تعود الأعراض مرةً أخرى بمجرد توقف المريض عن تناول الأدوية، أو برنامج العلاج.

كذلك يجب التعامل معه مثل أي مرض مزمن يصيب الإنسان؛ إذ يتعين على المرء دائمًا تغيير تفكيره من الشفاء الكامل إلى كيفية إدارة المرض والتغلب على الأعراض.

 

علاج الوسواس القهري

توجد أساليب عدة تساعد المريض على التحكم في أعراضه؛ كي لا تؤثر في كيفية إدارته لأمور حياته، مثلما يأتي:

العلاج النفسي

يساعد العلاج السلوكي المعرفي (Cognitive Behavioral Therapy) الشخص على تغيير نمط تفكيره والتحكم في وساوسه.

يتعرف الشخص في هذا العلاج إلى كيفية التريُّث، والتوقف عن الأفكار والسلوكيات القهرية.

الأدوية

يصف الطبيب بعض الأدوية النفسية التي تسمى مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRI)؛ إذ تساعد هذه الأدوية الشخص على السيطرة على الأفكار المزعجة.

يظهر تأثير هذه الأدوية بعد ما يقرب من شهرين إلى 4 شهور من الاستخدام، ومن أمثلتها:

قد يلجأ الطبيب إلى نوع آخر من الأدوية تسمى مضادات الذهان (Antipsychotic)؛ إذا لم تتحسن الأعراض، مثل:

الاسترخاء

قد تساعد بعض الأنشطة البسيطة مثل اليوجا والتدليك على الحد من الأعراض المُجهِدة.

التعديل العصبي (Neuromodulation)

يُستخدم في حالات نادرة، عندما لا يُجدي العلاج والأدوية المستخدمة نفعًا أو تأثيرًا جيدًا.

قد يستخدم الطبيب بعض الأجهزة التي تغير النشاط الكهربائي لمنطقة معينة في المخ، مثل:

التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة (Transcranial Magnetic Stimulation)

تقنية غير جراحية معتمدة من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية يُثبَّت فيها جهازًا أعلى الرأس يستخدم المجال المغناطيسي، ليستهدف أجزاءً معينة من المخ.

 

ختامًا، إذا كنت تعاني أحد أعراض الوسواس القهري، فلا تتردد في طلب الدعم والمساعدة وقتما تحتاج.

اهتم بعلاجك واتبع تعليمات طبيبك؛ لكي تتحكم في الوساوس التي تعانيها، وتحيا حياةً طبيعيةً.

 

اقرأ أيضًا

اضطراب ثنائي القطب | أسبابه وعلاجه

اضطراب ما بعد الصدمة | أنواعه وأسبابه وكيفية التعامل معه

Exit mobile version