التحاليل

تحليل الغدة الدرقية | كيفيته وأنواعه ونتائجه

تحليل الغدة الدرقية

حدثنا الطبيب اليوم في محاضرته عن تحليل الغدة الدرقية، تلك الغدة التي تشبه الفراشة وتقع في الجهة الأمامية أسفل الحنجرة.

كذلك أوضح لنا دورها الفعال في تنظيم حرارة الجسم وبناء العضلات وإنتاج الطاقة والحالة المزاجية كذلك.

لذا سأخبرك -عزيزي القارئ- في هذا المقال عن تحليل الغدة الدرقية، وما سبب إجرائه والعوامل المؤثرة فيه.

 

نبذة عن الغدة الدرقية

هي إحدى الغدد الصماء، ويظهر أول نتوء لها في نهاية الأسبوع الرابع من الحمل.

تعد مسؤولةً عن تكوين وإفراز هرمونات الغدة الدرقية، وتحافظ على توازن اليود داخل جسم الإنسان كذلك.

تؤثر هرمونات الغدة الدرقية في جميع خلايا الجسم تقريبًا، وتنظم تلك الهرمونات سويًّا درجة حرارة الجسم، والتمثيل الغذائي، ومعدل ضربات القلب.

 

لماذا يُجرى تحليل الغدة الدرقية؟

يسهم هذا التحليل في تشخيص اضطرابات الغدة الدرقية المختلفة، ومنها:

فرط نشاط الغدة الدرقية (Hyperthyrodism)

عندما تفرز الغدة الدرقية قدرًا زائدًا من هرمونها.

قصور الغدة النخامية (Hypopituitarism)

يحدث عندما لا تنتج الغدة النخامية كميات طبيعية من هرموناتها.

إذ تشرف الغدة النخامية على دور الغدة الدرقية وتتحكم في كمية هرموناتها في مجرى الدم.

قصور الغدة الدرقية الأولي أو الثانوي (Primary\ Secondary Hypothyroidism)

لا تنتج فيه الغدة الدرقية كميات طبيعية من هرموناتها.

الشلل الانسمامي الدوري الدرقي (Thyrotoxic Periodic Paralysis)

تضعُف العضلات في هذا الاضطراب نتيجة إفراز كميات كبيرة من هرمونات الغدة الدرقية.

 

اختبارات وظائف الغدة الدرقية

تُعرف أحيانًا اختبارات وظائف الغدة الدرقية (Thyroid Function Tests/ TFTs) بتحليل الغدة الدرقية.

تمثل هذه الاختبارات سلسلةً من اختبارات الدم المُستخدمة لقياس هرمونات الغدة الدرقية، ومدى كفاءة أداء الغدة.

تشمل الاختبارات المتاحة ما يلي:

اختبار TSH

يقيس كفاءة الغدة الدرقية عبر قياس كمية هرمون تحفيز الغدة الدرقية ( Thyroid Stimulating Hormone /TSH).

يعمل بمثابة نظام إنذار مبكر للكشف عن قصور الغدة أو فرط نشاطها، أو وجود أية اضطرابات بها حتى قبل ظهور الأعراض.

لكنه أكثر استخدامًا في الكشف عن فرط نشاط الغدة.

اختبار T4

يرصد كسل الغدة الدرقية أو فرط نشاطها، عبر معرفة انخفاض هرمون الثيروكسين (Thyroxin/ T4) أو ارتفاعه، كذلك متابعة علاج اضطرابات الغدة الدرقية.

اختبار T3

يقيس مستويات هرمون يسمى ثلاثي يود الثيرونين (Triiodothyronine/T3)، ربما يكشف عن كسل الغدة الدرقية.

لكن استخدامه الأكثر شيوعًا هو تحديد فرط نشاط الغدة الدرقية أو مدى فرطها.

تجدر الإشارة إلى أنه يمكن قياس ثلاثي يود الثيرونين الحر (Free T3)، لكنه غير كافٍ للكشف عن الاضطرابات.

اختبار الثيروكسين الحر (FT4)

يوجد الثيروكسين في صورتين داخل الجسم، الحر (Free T4) أو المرتبط (Bound T4) الذي يرتبط بالبروتينات التي تمنعه من دخول الأنسجة.

يقيس هذا الاختبار T4 الذي يلغي تأثير البروتينات المرتبطة طبيعيًّا معه، وربما تمنع القياس بدقة.

اختبار T3 العكسي (Reverse T3)

يشبه T3 من الناحية الهيكلية مع اختلاف مواضع ذرات اليود؛ إذ إنه بروتين خامل بيولوجيًّا، ويتحلل سريعًا بعد تكونه في الجسم.

لذا ربما لا يساعد هذا الاختبار على تحديد قصور الغدة الدرقية.

اختبار امتصاص الراتنج (T3RU Test)

يقيس مستوى البروتينات التي تحمل هرمونات الغدة الدرقية؛ مما يساعد على تفسير نتائج اختبارات T3 وT4.

الغلوبيولين الدرقي (Thyroglobulin)

يُستخدم لتشخيص التهاب الغدة الدرقية ومتابعة علاج سرطان الغدة الدرقية.

اختبارات الغدة الدرقية الأخرى

يوجد اختبارات أخرى يمكن أن تساعد على تشخيص وتقييم مدى فاعلية الغدة الدرقية، ومنها:

مسح الغدة الدرقية (Thyroid Scan)

تعطى كمية صغيرة من اليود بالفم للحصول على صورة للغدة الدرقية؛ إذ يتركز بها اليود.

خزعة الغدة الدرقية (Thyroid Biopsy)

يُستخدم هذا الإجراء عادةً للكشف عن السرطان؛ إذ يُؤخذ جزء صغير من أنسجة الغدة الدرقية.

الكالسيتونين (Calcitonin)

يُستخدم هذا الاختبار لتشخيص تضخم الخلايا النخاعية، وسرطان الغدة الدرقية النخاعي (كلاهما نادر الحدوث).

الأجسام المضادة للغدة الدرقية (Antithyroid Autoantibodies)‏

يُعد الاختبار الأقل شيوعًا، ويصفه الطبيب للمساعدة على تشخيص أو استبعاد أمراض الغدة الدرقية المناعية الذاتية.

اختبارات التصوير

تساعد تلك الاختبارات على تحديد مدى انتشار الخلايا السرطانية، ومنها:

  • التصوير المقطعي المحوسب (CT).
  • كذلك التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI).
  • كذلك التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET).

الموجات فوق الصوتية

يوضع مسبار على جلد الرقبة، ومن ثمّ تكشف الموجات الصوتية المنعكسة عن المناطق غير الطبيعية في أنسجة الغدة الدرقية.

 

عوامل تؤثر في نتائج تحليل الغدة الدرقية

توجد عدة عوامل ربما تُحدِث اختلافًا في مستويات تحليل الغدة الدرقية، ونذكر منها:

أوقات مختلفة من اليوم

تميل مستويات هرمون الغدة الدرقية إلى الارتفاع في الليل وتنخفض نهارًا.

تخطي جرعة العلاج

ينبغي تناول الدواء بانتظام لتحقيق أقصى استفادة ممكنة، لذا ربما يؤثر عدم الانتظام في تناول العلاج أو الجرعات الخاطئة في النتائج المخبرية.

الحمل

ربما تحتاج الحامل إلى تناول مزيد من جرعات العلاج، كذلك يمكن أن يؤثر انقطاع الطمث في مستويات الهرمون.

تغيير النظام الغذائي

ربما تتداخل بعض الأطعمة مؤثرةً في النتائج، مثل:

  • الجوز.
  • فول الصويا.
  • الأطعمة الغنية بالألياف.

الأدوية الأخرى

ربما تتداخل بعض الأدوية مع قدرة الجسم على امتصاص هرمون الغدة الدرقية، ومنها:

  • موانع الحمل.
  • الأدوية التي تحتوي على الحديد أو الكالسيوم.
  • مضادات الاكتئاب.
  • أدوية خفض الكوليسترول.
  • الكورتيكوستيرويدات.
  • مكملات البيوتين.

لذا ينبغي للمريض إخبار الطبيب بالأدوية التي يتناولها الموصوفة منها وغير الموصوفة، والمكملات الغذائية كذلك.

 

سعر تحليل الغدة الدرقية

إليك -عزيزي القارئ- سعر تحليل الغدة الدرقية، لكنه ربما يختلف من مختبر لآخر:

  • سعر اختبار TSH: يتراوح ما بين 70 إلى 90 جنيهًا مصريًّا.
  • أما سعر اختبار T3 أو T4: يتراوح ما بين 50 إلى 90 جنيهًا مصريًّا.
  • سعر اختبار الهرمون الكلي T3 وT4: يتراوح ما بين 60 إلى 80 جنيهًا مصريًّا.

 

هل يحتاج تحليل الغدة الدرقية إلى صيام؟

أشارت الدراسات أنه ينبغي الصيام عدة ساعات قبل إجراء التحليل؛ إذ يُفضّل إجراؤه في الصباح الباكر بعد صيام عشية وضحاها.

 

تحليل الغدة الدرقية للأطفال حديثي الولادة

يُجرى تحليل الغدة الدرقية روتينيًا للأطفال حديثي الولادة، لتحديد وظيفة الغدة الدرقية منخفضة الأداء، في تحليل الكعب للمولود.

لأن ترك اضطرابات الغدة الدرقية دون علاج؛ يمكن أن يؤدي إلى قصور الغدة الدرقية الخلقي (Congenital Hypothyroidism)، وما يتبعه من مشكلات في النمو.

 

هل يمكن فحص الغدة الدرقية في المنزل؟

تحليل الغدة الدرقية

يمكن إجراء فحص ذاتي وسريع في المنزل باستخدام مرآة وكوب من الماء فقط عبر الخطوات الآتية:

  • بدايةً، يحدَّد موضع الغدة الدرقية.
  • إمالة الرأس للخلف مع النظر للمرآة، وتحديدًا على موضع الغدة.
  • شرب المياه في أثناء ميل الرأس للخلف، مع مراقبة الغدة الدرقية في أثناء البلع والبحث عن وجود كتل أو نتوءات (ربما يمكن رؤيتها عند ابتلاع الماء).
  • يكرَّر هذا الاختبار عدة مرات لإلقاء نظرة فاحصة على الغدة، ثم التوجه إلى الطبيب حال ملاحظة أية تغيرات.

 

معدل تحليل الغدة الدرقية الطبيعي

ربما يختلف المعدل الطبيعي لاختبارات الغدة الدرقية اختلافًا طفيفًا بين المختبرات المختلفة، وتتمثل في الجدول الآتي:

الهرمونالمعدل الطبيعي
(TSH) الهرمون المحفز للغدة الدرقية 0.5 إلى 5 وحدة دولية/ لتر من الدم.
الثيروكسين الحر (FT4)0.7 إلى 1.9 نانوجرام/ ديسيلتر.
الثيروكسين الكلي (Total T4)5 إلى 12 ميكروجرام/ ديسيلتر.
ثلاثي يودوثيرونين الكلي (Total T3)80 إلى 220 نانوجرام/ ديسيلتر.

 

علاج الغدة الدرقية

يهدف الطبيب إلى إعادة مستويات هرمون الغدة الدرقية إلى معدلاتها الطبيعية من خلال علاجات مختلفة وفق كل حالة، ومنها:

علاج فرط نشاط الغدة

تدمر علاجات فرط النشاط الغدة أو تمنعها من إنتاج هرموناتها، وتشمل خيارات العلاج الآتي:

الأدوية المضادة للغدة الدرقية

تمنع تلك الأدوية الغدة الدرقية من إنتاج الهرمونات، مثل: ميثيمازول (Methimazole)، أو بروبيل ثيوراسيل (Propylthioracil).

اليود المشع (Radioactive Iodine)

يمكن استخدام جرعات منخفضة من اليود ذي النشاط الإشعاعي في اختبار الغدة الدرقية، أو لتدمير الغدة المفرطة النشاط.

كذلك تُستخدم الجرعات الكبيرة منه لتدمير الأنسجة السرطانية.

الإشعاع الخارجي (External Radiation)

تساعد الأشعة عالية الطاقة على قتل خلايا سرطان الغدة الدرقية، وذلك عبر توجيه حزمة منها إلى الغدة في أوقات عدة.

حاصرات بيتا (Beta Blockers)

تساعد على السيطرة على الأعراض، لكن لا تغير كمية الهرمونات في الجسم.

علاج قصور الغدة

يصف الطبيب هرمونًا اصطناعيًّا (في صورة دواء من صنع الإنسان) بمعدل حبة يوميًّا، ويعرف باسم ليفوثيروكسين (Levothyroxine).

تجدر الإشارة إلى أن تناول كميات كبيرة من هرمون الغدة الدرقية، يمكن أن يسبب أعراض فرط نشاط الغدة.

لذا ربما يستغرق الأمر من 6 إلى 8 أسابيع لمعرفة الجرعة الصحيحة بعد بدء تناول الدواء.

ينبغي إبلاغ الطبيب بالأدوية الأخرى التي يتناولها الشخص الموصوفة منها وغير الموصوفة، كذلك المكملات والأعشاب.

ذلك حتى لا تتداخل مع هذا الدواء مثلما يحدث كذلك عند إجراء تحليل الغدة الدرقية.

هرمون الغدة الدرقية البشري المؤتلف (Recombinant human TSH)

يُستخدم في حالات كسل الغدة الدرقية بقصد تحسين جودة حياة المريض.

كذلك يمكن استخدامه في التشخيص في مسح الأشعة السينية واختبار الثيروجلوبولين (Thyroglobulin Test)، للكشف عن سرطان الغدة الدرقية.

الجراحة

ربما يلجأ الطبيب إلى استئصال الغدة الدرقية (Thyroidectomy) كاملةً أو جزء منها، لمنع تكوين الهرمونات.

لذا يتطلب الأمر تناول الهرمونات البديلة للغدة الدرقية بقية الحياة.

 

هل يمكن التمتع بحياة طبيعية مع أمراض الغدة الدرقية؟

غالبًا ما تستمر تلك الأمراض مدى الحياة، لذا تحتاج إلى التحكم بها باستمرار.

لكن حينما يتمكن الطبيب من العثور على خيار العلاج المناسب والمواظبة عليه؛ فيمكن عادةً عيش حياة طبيعية دون قيود كثيرة.

 

أخيرًا، أهمس في أذنك -عزيزي القارئ- صحتك أمانة وتاج فوق الرأس، لذا لا تتردد في إجراء تحليل الغدة الدرقية حال طلب منك الطبيب ذلك، مع مراعاة تلافي العوامل كافة التي ربما تؤثر في نتيجة هذا التحليل.

دمتم بصحة وعافية!

 

اقرأ أيضًا

الدهون الثلاثية | مصدر ضعفك وقوتك

تحليل انزيمات القلب | ما أسباب ارتفاعها؟

بواسطة
د. بسمة عبد المنعم
المصدر
my.clevelandclinicuclahealthwebmdverywellhealth.nhspubmedmedlineplus

د. بسمة عبد المنعم

صيدلانية لطالما أحببت القراءة والاطلاع، وشغفت بتعلم العلوم الطبية، ومع كوني أم لطفلين رائعين ازداد شغفي لتقديم المعلومات الطبية الدقيقة والشاملة بصورةٍ بسيطة، لتنير درب أبنائي ودرب كل أم وقارئ بمحتوى طبيٍ وافٍ يثري اللغة العربية، ويحمل المعلومة الطبية الموثوقة أيضًا. هذا ما دفعني لأطرق أبوابًا جديدة للعلم فدرست مهارات الذكاء الاجتماعي، وتنظيم الوقت، والتسويق الرقمي، والترجمة الطبية، والتدقيق اللغوي، وكللت ذلك بدراسة كتابة المحتوى الطبي الموافق معايير السيو كذلك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى