لا أعلم ما الجاثوم ولا حتى أسباب الجاثوم المستمر الذي يحدث معي، كل ما أتيقن منه أني أُريد التخلص منه ولا أطيق تحمل هذا الرعب أكثر.
إنها تجربة مرعبة وكأن شيطانًا ما يجثُم فوق صدري يُكبلني، لا أستطيع الحراك أصرخ وأصرخ بكل قوتي، لكن كأن صوتي لا يتجاوز شفتاي.
كان الظلام يسود المكان أنا متأكد أن ما رأيته حقيقي كنت مستيقظًا.
كان طفل صغير يقف في الظلال ينتظر ليهجم علي، لكن لحظة! إنه ليس بطفل بل شيطان مسخ يريد قتلي.
كان هذا الوصف من بعض الأشخاص الذين عانوا تجربة الجاثوم من قبل، لذا سنعرض لك -عزيزي القارئ- خلال هذا المقال كل ما يتعلق بالجاثوم.
ما هو الجاثوم؟
شعور مفزع يمر به بعض الأشخاص في أثناء النوم، إذ يستيقظ الشخص وهو مدرك تمامًا لكل ما يحيط به، لكن لا يمكنه الحركة فهو مشلول تمامًا.
يتزايد الشعور بالرعب تدريجيًا بمرور الثواني مع هذا الشلل ومع مقاومة الشخص للحركة، مما يُعرضه لبعض التخيلات والهلاوس بوجود أحدهم في الجوار.
يستعيد الشخص حركته تدريجيًا وببطىء أو أحيانًا يعود للنوم هروبًا من شعور الرعب.
شلل النوم (Sleep paralysis)
يُعد حالة فقدان تام لحركة الجسم، يمر بها الإنسان نتيجة إفراز كميات كبيرة من الأسيتيل كولين (Acetylcholine)، في أثناء مرحلة حركة العين السريعة من النوم(REM).
متى يحدث الجاثوم؟
يمر الإنسان في أثناء نومه بمرحلتين للنوم هما:
- حركة العين غير السريعة (Non-rapid eye movement)
- حركة العين السريعة (Rapid eye movement)
مرحلة حركة العين السريعة(REM) تُعد مرحلة النوم العميق؛ إذ يرى الشخص فيها أحلامه.
لذا يُفرز الأسيتيل كولين بكميات كبيرة كإجراء دفاعي من الجسم لمنع حركته وتفاعله مع ما يراه في أحلامه.
يعاني الشخص الجاثوم في حال حدوث خلل في الانتقال بين المرحلتين حركة العين السريعة، وحركة العين غير السريعة، إذ يستيقظ الشخص في مرحلة حركة العين السريعة (REM) فيجد نفسه غير قادر على الحركة تمامًا.
لا يُعد شلل النوم أو الجاثوم حالةً خطيرة أو مؤشرًا للإصابة بمرض نفسي ما.
أعراض الجاثوم
أكثر ما يميز نوبة شلل النوم أو الجاثوم عدم القدرة على الحركة أو الكلام، وتستمر ما بين بضع ثواني إلى دقيقتين.
قد تواجه بعض المشاعر المختلفة أيضًا، مثل:
- الشعور بالخوف والفزع.
- الشعور وكأن شخصًا ما حولك في الغرفه أو شبح.
- صعوبة التنفس.
- العرق.
- آلام في العضلات.
- الشعور وكأن شيئًا ما يجذبك للأسفل.
- بعض الهلوسة في أثناء النوم أو بعده مباشرة.
تنتهي النوبة عادةً من تلقاء نفسها أو عندما يلمسه أحد لإيقاظه.
يعاني بعض الأشخاص هلاوسًا تشبه الحلم لكنها غير ضارة، يتمكن الشخص أيضًا من تذكر هذه الهلاوس بعد انتهائها.
أسباب حدوث الجاثوم
إذا تسائلت عن أسباب الجاثوم المستمر، فشلل النوم يُصيب البالغين وأيضًا الأطفال من كلا الجنسين، لكن هناك بعض المجموعات تكون عرضة أكبر للإصابة بشلل النوم أو الجاثوم، منهم مرضى:
- الأرق.
- اضطراب ما بعد الصدمة.
- اضطراب ثنائي القطب.
- الاكتئاب الشديد.
- القلق والتوتر.
كذلك تتضمن بعض الأسباب المتعلقة بالنوم، مثل:
- عدم اتباع عادات نوم سليمة للحفاظ على جودة النوم.
- اضطرابات النوم، مثل: انقطاع النفس النومي.
- جدول النوم المتقطع بسبب فترات العمل الليلية، أو اضطراب الرحلات الجوية الطويلة.
أحيانًا ينتشر شلل النوم عائليًا، لكن لا جود علمي على أنه حالة وراثية، كذلك تزيد وضعية النوم على الظهر فرصة حدوث وتكرار شلل النوم.
هل الجاثوم مرض نفسي؟
الجاثوم بذاته لا يُعد مرضًا نفسيًا، لكنه يشير أحيانًا إلى وجود مرض نفسي أو اضطراب ما.
لكن ليس بالضرورة أن يكون الجاثوم إشارة لمرض نفسي، وقد يظهر فقط نتيجة ضغط عصبي أو توتر (مثلما ذُكر من قبل).
تشخيص الجاثوم
لا يلزم إجراء فحوصات طبية لتشخيص الجاثوم.
سيسألك طبيبك فقط عن أنماط النوم الخاصة بك كذلك تاريخك الطبي، وقد يطلب منك أيضًا تدوين مذكرات نومك توثيقًا لتجربتك مع الجاثوم.
أحيانًا في بعض الحالات يتسبب الجاثوم في فقدان الشخص للنوم، لذلك يطلب الطبيب دراسة نوم ليلية لتتبع موجات الدماغ والتنفس في أثناء النوم.
أضرار الجاثوم
تتمحور أضرار الجاثوم حول المخاوف التي يخلفها في النفس، مثل:
- الشعور بالقلق من الأعراض.
- تترك الأعراض حالة من الإرهاق الشديد في خلال النهار.
- الاستيقاظ في أثناء الليل خوفًا من الأعراض.
- فقدان النوم أو تجنبه خوفًا من الجاثوم.
طرق علاج الجاثوم
كل ما يأمله الأشخاص المعرضة للجاثوم النوم الهادئ، عادةً تزول أعراض الجاثوم في غصون دقائق ولا تترك أي آثار أو صدمة دائمة، ومع هذا تكون مرعبة لبعض الأشخاص.
عادةً، لا يحتاج أصحاب الجاثوم إلى أدوية معينة، لكن يلجأ الطبيب إلى وصف بعض الأدوية الخاصة في حال كان النوم القهري أحد أسباب الجاثوم المستمر.
يمكنك اتباع بعض الخطوات والنصائح لتقلل احتمالية الإصابة بالجاثوم والحصول على نوم أفضل؛ ومنها:
- الحفاظ على مواعيد النوم والاستيقاظ حتى أيام العطلة.
- توفير بيئة مريحة للنوم، ذلك بوجود غرفة هادئة وأسِرّة وملابس نوم مريحة.
- تقليل التعرض إلى لضوء ليلًا، والتعرض إلى إضاءة كافية عند الاستيقاظ في خلال النهار.
- تجنب العمل والدراسة بغرفة النوم.
- عدم تناول وجبات مسائية دسمة، ويفضل الفصل بين آخر وجبة والنوم بساعتين.
- الامتناع عن الكحول والكافيين مساءً.
- المواظبة على ممارسة الرياضة يوميًا.
- عدم استخدام الأجهزة والإلكترونيات قبل النوم بساعة، بالإضافة إلى تركهم خارج الغرفة في خلال النوم.
بما أن الجاثوم بذاته لا يُعد مرضًا، فإن علاج الجاثوم نهائيًا يتلخص في قدرة وعزيمة الشخص على التغلب عليه؛ لهذا عليه اتباع بعض النصائح، مثل:
- القراءة ومعرفة طبيعة الجاثوم والتأكد بأنه لا يعاني أي اضطرابات أخرى.
- محاولة البُعد عن التوتر الدائم.
- السيطرة على نوبات الهلع في خلال نوبة الجاثوم التي تُزيد تفاقم الأعراض، ذلك من خلال ممارسة تمارين تساعد على الهدوء، وضبط النفس.
- دراسة التصرف المناسب في خلال نوبة الجاثوم؛ إذ يجب على الشخص تحريك أضعف عضلاته، مثل: عضلات العين للاتجاه المعاكس وبدء تحريك الأصابع تدريجيًا لحين القدرة على تحريك اليد كاملة، ومنها حركة الجسد.
- تجنب الإجهاد العضلي في محاولة حركة الجسم كاملًا من اللحظة الأولى.
علاج الجاثوم بالأعشاب
تساعد بعض الأعشاب على علاج الجاثوم من خلال مساعدة الشخص على الاسترخاء وزوال الأرق، وتشمل هذه الأعشاب الآتي:
- الميرمية وهي أحد أفضل الأعشاب لعلاج الأرق.
- استنشاق زيت اللافندر.
- مشروب زهور البابونج.
- عشبة الناردين التي تتوفر في المكملات الغذائية، أو مشروب شاي الناردين.
- شاي زهرة الآلام الحمراء، الذي يساعد على الاسترخاء وتحسين جودة النوم.
- مشروب الينسون.
ختامًا -عزيزي القارئ- قد تكون سبق وتعرضت لنوبة الجاثوم أو ربما قرأت عنه لأن أحد المقربين لك تعرضوا له.
لكن بعد عرض أسباب الجاثوم المستمر وكل ما يتعلق به، فهنيئًا لك معرفتك حقيقة الجاثوم وأنه ليس مرضًا.
واعلم أنها تجربة مرعبة لذا أوصيك دائمًا باتباع نصائح النوم لتجنب الجاثوم تمامًا، دُمتم سالمين.
اقرأ أيضًا
اضطراب ثنائي القطب | أسبابه وعلاجه
الوسواس القهري | أنواعه وأعراضه وهل يمكن علاجه؟