سألت المذيعة الطبيب الضيف “هل الانسداد الرئوي المزمن عند كبار السن أخطر من الكورونا؟” كانت الإجابة مفصلة، وبدأ بشرح هذا المرض وأعراضه ومضاعفاته أيضًا.
ستتمكن -عزيزي القارئ- من إجابة هذا السؤال بعد قراءة هذا المقال، هيا بنا سويًا نتعرف أكثر إلى هذا المرض وخطورته.
داء الانسداد الرئوي المزمن عند كبار السن
تحدث عملية التنفس عندما يمر الهواء إلى الأكياس الهوائية فتمتلئ، ثم يخرج الهواء وتنكمش هذه الأكياس.
مرض الانسداد الرئوي المزمن هو مجموعة من أمراض الرئة التي تعرقل عملية التنفس بسبب:
- تدمير الجدران بين الحويصلات الهوائية.
- أو قلة مرونة الحويصلات الهوائية.
- أو زيادة إفرازات الرئة نتيجة لالتهابات القصبات المزمن، لذا يمكن أن تُسد.
يعاني معظم المصابين بهذا المرض انتفاخ الرئة والتهاب الشعب الهوائية المزمن.
يحدث نتيجة التعرض طويل الأمد للمهيجات التي تضر الرئتين والممرات الهوائية.
يندر أن يتسبب نقص مضاد التربسين الوراثي في الإصابة بهذا المرض.
هل الانسداد الرئوي المزمن خطير؟
يُمكن الإجابة على هذا السؤال بُناءً على الأعراض، فيما يأتي اعراض الانسداد الرئوي المزمن:
- صفير مستمر.
- سعال مصحوب بمخاط أو دونه.
- تعب.
- التهابات الجهاز التنفسي.
- أو ضيق التنفس الذي يزداد سوءًا مع النشاط.
- صعوبة في التقاط الأنفاس.
اختبارات تحدد الانسداد الرئوي المزمن عند كبار السن
يتمكن الطبيب من التشخيص من خلال إجراء عدة فحوصات، ومنها:
قياس التنفس (اختبار وظائف الرئة)
ينفخ المريض بأقصى قوة في آلة صغيرة تختبر سعة الرئة، وتظهر النتائج في الحال، ويعد الاختبار الأمثل.
الكشف بالسماعة
يستخدم الطبيب سماعته الطبية للاستماع إلى الرئتين، وإذا ظهر وقت الزفير المطول أو الصفير؛ فهذا يدل على وجود انسداد، لكن في بعض الأحيان تبدو طبيعية.
أشعة على الرئتين
يطلب الطبيب أشعة سينية (X-ray)، وتصوير مقطعي محوسب (CT) أيضًا.
في بعض الحالات يمكن للأشعة السينية أن تظهر سليمة، لكن تظهر العلامات بصورة أوضح في التصوير المقطعي المحوسب.
اختبار دم
يطلب الطبيب أحيانًا إجراء اختبار يُسمى غازات الدم الشرياني (Arterial Blood Gas Test)؛ لقياس كمية الأكسجين وأيضًا ثاني أكسيد الكربون في الدم.
الفرق بين الربو والانسداد الرئوي المزمن
يعد كلاهما أمراض جهاز تنفسي إذ يشملا التهابًا يؤدي إلى انسداد تدفق الهواء لكن لأسباب مختلفة.
تتمثل نقاط الاختلاف بينهم كما يأتي:
الأعراض
تظهر أعراض الانسداد الرئوي على هيئة سعال صباحي، أو زيادة كمية البلغم، وتكون مستمرةً.
تكون أعراض الربو أعراضًا عرضيةً غالبًا في الليل؛ نتيجةً لمحفزات محددة.
التشخيص
يُشخص الربو في أثناء الطفولة أو المراهقة، بينما يظهر هذا المرض في مرحلة البلوغ.
العلاج
يشمل علاج الربو بخاخات تحتوي على الستيرويدات، لكن الانسداد الرئوي يحتاج إلى إعادة تأهيل رئوي.
التدخين
يعد التدخين من الأسباب الرئيسية لهذا المرض -إذا كان تدخينًا سلبيًا يؤثر- بينما الربو أكثر شيوعًا لدى غير المدخنين.
تدفق الهواء
يُمكن تقييد تدفق الهواء في أغلب الأحيان عند مرضى الربو، ويصبح دائمًا أو يُقيد جزئيًا فقط في حالات الانسداد الرئوي المزمن.
الأسباب
يحدث الربو والانسداد الرئوي المزمن نتيجة التهاب، لكن من أنواع مختلفة من كرات الدم البيضاء.
الربو
التهاب ينتُج عن إنتاج الحمضات (Eosinophils) نوع من أنواع خلايا الدم البيضاء.
الانسداد الرئوي المزمن
التهاب بسبب إنتاج العدلات (Neutrophils)، والخلايا البلعمية الكبيرة (Macrophages) على مدى سنوات عدّة.
يشخص بعض المرضى بالربو الانسدادي الرئوي المزمن (ACOS) عندما يعانون أعراضًا لكلتا الحالتين؛ لذا يسمى بمتلازمة التداخل.
عوامل خطر الانسداد الرئوي
تشمل عوامل خطر الإصابة كالآتي:
التعرض لدخان التبغ
تعرض الشخص لدخان السجائر مدة طويلة، من أهم عوامل الخطر لهذا المرض عند كبار السن، ويشمل كذلك التدخين السلبي.
الربو
عندما يتعرض الشخص إلى مواد كيميائية فترات طويلة؛ يؤدي ذلك إلى تهيج الرئتين والتهابهما ويكون أكثر عرضةً للمرض.
التعرض لأبخرة احتراق الوقود
يتعرض بعض الأشخاص للأبخرة الناتجة عن احتراق الوقود للطهي أو التدفئة، مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالمرض.
عوامل وراثية
يعد اضطراب نقص التربسين (Alpha-1-Antitrypsin) سببًا لبعض حالات الانسداد الرئوي الحاد.
المضاعفات الخطيرة لمرض الانسداد الرئوي الحاد
يمكن أن يسبب عديد من المضاعفات، بما في ذلك:
التهابات الجهاز التنفسي
يزيد الانسداد الرئوي المزمن نسبة الإصابة بنزلات البرد والعدوى للجهاز التنفسي فيصعب التنفس وكذلك تتضرر الرئة أيضًا.
أمراض القلب
يزيد خطر الإصابة بأمراض القلب لأسباب غير معلومة حتى الآن.
سرطان الرئة
تزداد احتمالية الإصابة بسرطان الرئة مع الانسداد الرئوي المزمن.
ارتفاع ضغط الدم الرئوي
هو ارتفاع في ضغط الدم في الشرايين الناقلة للدم إلى الرئة.
اكتئاب
ينتُج عن عدم القدرة على أداء الأنشطة والمهام اليومية بسبب صعوبة التنفس.
التعايش مع الانسداد الرئوي المزمن
يتطلب التشخيص تغيير نمط الحياة واتباع حياة صحية وكذلك الالتزام بنصائح الأطباء، وفيما يأتي بعض العادات السليمة:
- تجنب التدخين السلبي والأبخرة الكيميائية والغبار.
- احتفظ بأرقام الطوارئ على هاتفك والأدوية التي تتناولها والجرعات.
- تجنب الأطعمة المصنعة والمليئة بالسعرات الحرارية والملح أيضًا.
- إدارة الأمراض المزمنة الأخرى، مثل: داء السكري أو أمراض القلب، إذا كنت تعاني أي منهم.
علاج الانسداد الرئوي بالبالون
أجريت تجربة على 188 مريضًا، وأظهرت النتائج أن حالتهم لا تتحسن باستخدام موسعات الشعب الهوائية، أو الكورتيكوستيرويدات، أو الأكسجين.
بعد إزالة انسداد البالون من جهاز كاراكوكا (Karakoca)، اختفت الأعراض، وارتفع مستوى الأكسجين أيضًا.
يؤكد ذلك أن التوسيع بالبالون تقنية آمنة وناجحة لمرض الانسداد الرئوي المزمن المقاوم للعلاج الطبي.
علاج الانسداد الرئوي بالاعشاب
يمثل العلاج بالأعشاب علاجًا تكميليًا، إذ يساعد على التحكم في الأعراض، مثل:
الزعتر (Thymus Vulgaris)
يحتوي الزعتر على زيوت عطرية تعمل مضادةً للأكسدة ويحسن بعض الأعراض، مثل:
- يساعد على إزالة المخاط.
- يرخي المسالك الهوائية؛ مما يزيد تدفق الهواء للرئتين.
اللبلاب (Hedera Helix)
يفتقر إلى وجود أبحاث حول استخدامه، ويسبب أحيانًا تهيجًا للجلد، لذلك لا ينصح باستخدامه لمن لديهم حساسية تجاهه.
الچينسنج (Panax Ginseng)
أظهر العلاج بالجنسينج تحسنًا في التنفس والقدرة على أداء التمارين.
الكركمين (Curmumin)
يستخدم الكركمين مضادًا للأكسدة لتقليل الإجهاد التأكسدي، الذي يعتقد أن له دور في هذه الحالة عند كبار السن.
الميرمية الحمراء
لها تأثير مضادًا للأكسدة؛ إذ تحمي الميرمية بطانة الأوعية الدموية عند انقطاع الأكسچين مؤقتًا ثم عودته.
الميلاتونين (Melatonin)
يحتاج إلى مزيد من الأبحاث لإثبات آثاره طويلة المدى على كبار السن.
علاج الانسداد الرئوي المزمن عند كبار السن
تستخدم بعض العلاجات للتحكم ببعض الأعراض، من بين هذه العلاجات ما الآتي:
تغيير نمط الحياة
يبدأ التغيير في نمط الحياة من خلال الإقلاع عن التدخين، وتجنب التدخين السلبي.
الأدوية
تستخدم الأدوية للعلاج على سبيل المثال:
موسعات الشعب الهوائية
تساعد على إرخاء العضلات حول الممرات الهوائية؛ مما يفتح مجرى الهواء.
الستيرويدات (Steroids)
تستخدم في جهاز الاستنشاق لتقليل الالتهاب.
اللقاحات المتعلقة بالجهاز التنفسي
يكون مصابين هذا المرض هم أكثر عرضة للإنفلونزا.
المضادات الحيوية
يحتاج المريض إلى المضادات الحيوية عند الإصابة بعدوى بكتيرية في الرئة.
الأكسجين
يساعد المرضى الذين يعانون انخفاضًا في نسبة الأكسجين بالدم.
إعادة تأهيل رئوي
يحتاج المرضى الذين يعانون مشكلات التنفس المزمنة إلى إعادة تأهيل الرئة Pulmonary Rehabilitation.
الجراحة
يحدث التدخل الجراحي في حالات معينة، منها:
- إزالة أنسجة الرئة التالفة عندما تكون الحالة بسبب انتفاخ الرئة.
- إزالة المساحات الهوائية الكبيرة (الفقاعات) التي تنتج عن تدمير الأكياس الهوائية.
- زراعة رئة.
خطر كورونا على مرضى الانسداد الرئوي المزمن عند كبار السن
يكون مرضى الانسداد الرئوي المزمن أكثر عرضةً لمخاطر الفيروس؛ لأن الممرات الهوائية التالفة ستواجه صعوبةً في مكافحة الكورونا، ومن مضاعفات الكورونا الآتي:
متلازمة الضائقة التنفسية الحادة (ARDS)
عند الإصابة بمتلازمة الضائقة التنفسية الحادة (ARDS) يصعب استنشاق كمية كافية من الأكسجين؛ بسبب امتلاء الرئتين بالسوائل.
تلف القلب
يحدث ذلك بسبب الصدمة إذ يعطل وصول الدم إلى الأعضاء؛ لذا يعد من المضاعفات المميتة.
تساعد ارتفاع الحرارة في التفرقة بين أعراض الانسداد الرئوي المزمن والكورونا، لكن لا يؤكد الإصابة بكورونا أو عدوى فيروسية أو بكتيرية أخرى.
ختامًا -عزيزي القارئ- لا تختلف خطورة الكورونا عن الانسداد الرئوي المزمن عند كبار السن، لذلك حافظ على صحتك وصحة عائلتك من التدخين السلبي.
دمتم أصحاء!