تطعيم الدرن | أهميته وفاعليته للأطفال والكبار

هل تعلم أن تطعيم الدرن (Tuberculosis vaccination) أحد أهم التطعيمات الأساسية للمواليد؛ لذلك يوضع في الجدول الخاص بتطعيمات الطفل عند الولادة.

يُعد الأطفال أكثر عُرضة للإصابة بالدرن، كذلك فإن تشخيص الدرن لديهم أكثر تعقيدًا مما هو عليه لدى البالغين.

يقتل الدرن عديد من الأشخاص حول العالم أكثر من أي عدوى أخرى؛ إذ يصاب حوالي 16-20 مليون شخص بالسُّل، بينما يموت حوالي 1.8 مليون شخص كل عام.

لذلك يجب التعرف إلى الدرن وكيفية الإصابة به، وأهمية الحصول على التطعيم.

ما الدرن (Tuberculosis)؟

يُعرف الدرن أو ما يُسمى بالسُّل (Tuberculosis) بأنه مرض معدي، ينتج من الإصابة بنوع من البكتيريا يُسمى بكتيريا المتفطرة السُّلية (Mycobacterium tuberculosis).

تهاجم هذه البكتيريا الرئتين، وتصيب أيضًا أجزاء أخرى في الجسم، مثل: الكلى، والعمود الفقري، والدماغ.

تتسبب البكتيريا في عدوى السل الكامنة (Latent TB Infection) عند دخولها الجسم، لكنها قد تتحول إلى عدوى نشطة (Active TB) في حالة عدم علاجها.

مراحل الدرن (TB phases)

يوجد مرحلتان لمرض الدرن:

مرحلة الدرن الكامن (Latent TB phase)

تكون البكتريا غير نشطة فلا تتكاثر عند دخولها الجسم، وغير معدية ولا يصاحبها أعراضًا، لكنها قد تنشط في حالة عدم العلاج، فهو غير مُعدٍ، لكن يجب علاجه.

مرحلة الدرن النشط (Active TB phase)

تكون البكتيريا نشطة فيسهل انتشارها إلى أجزاء مختلفة من الجسم مما يلحق ضررًا على أنسجته، كذلك يسُهل انتقالها للآخرين عند إصابة الرئة، ويلزم علاجه.

الأعراض

إذا كانت الإصابة في الرئتين؛ تنتقل البكتيريا المسببة للدرن من خلال رزاز شخص مصاب عند العطس أو السعال أو في أثناء التحدث، وقد يعاني المريض أيًا من الأعراض الآتية:

• سعال شديد مدة 3 أسابيع أو أكثر.
• ألم في الصدر في أثناء التنفس.
• فقدان الوزن والشهية.
• سعال مصحوب بدم أو مخاط.
• ضعف بدني.
• حُمى.
• تَعرق ليلي.

المضاعفات

يصاحب الدرن مضاعفات قد تصل إلى الوفاة في حالة عدم العلاج، ومنها:

• آلام العمود الفقري.
• تلف المفاصل.
• التهاب السحايا.
• مشكلات في الكبد أو الكلى.
• الدُّكاك القلبي (Cardiac tamponade).

التشخيص

توجد بعض التحاليل والاختبارات للكشف عن الإصابة بالدرن كما يلي:

• اختبار الجلد أو ما يُسمى اختبار مانتو (Mantoux): ليس دقيقًا للتأكد من العدوى؛ فقد يكون إيجابيًا نتيجة تطعيم الدرن، وليس نتيجة الإصابة فقط؛ لذلك فإنه غير جازم، ويُنصح به للأطفال أقل من 5 سنوات.
• اختبار مقايسة إطلاق جاما انترفيرون (Interferon Gamma Release Assay): يتميز عن اختبار الجلد في أنه أكثر دقة؛ فلا يعطي نتيجة إيجابية كاذبة لتطعيم الدرن.

يُخبِر اختبار الجلد أو اختبار الدم الإيجابي إصابة الشخص بالدرن فقط، لكنه لا يوضح إذا كان مصابًا بالدرن الكامن أو إنه تطور للدرن النشط.

لذلك توجد اختبارات أخرى للكشف عن الإصابة بالدرن، مثل: تصوير الصدر بالأشعة السينية وفحص عينة من البلغم.

كيفية الوقاية من العدوى

يستغرق علاج الدرن النشط عدة أسابيع؛ لذلك ينصح باتباع المصاب التعليمات الآتية؛ تجنبًا لنقل العدوى إلى أفراد عائلته وأصدقائه، وتشمل:

• الحرص على البقاء في المنزل الأسابيع الأولى من العلاج.
• تهوية الغرفة؛ إذ يسهُل انتشار الجراثيم في الأماكن المغلقة.
• تغطية الفم بالمناديل الورقية في أثناء العطس أو السعال.
• ارتداء قناع الوجه في أثناء تواجد أشخاص بجانب المريض.

تزيد فرصة البكتيريا في البقاء على قيد الحياة، ويزداد خطر مقاومتها للأدوية، في حالة عدم استكمال مدة العلاج أو تجاوز الجرعات.

تطعيم الدرن

يُستخدم لقاح الدرن أو ما يسمى عصية كالميت غيران (Bacille Calmette-Guerin) كجزء من برامج تطعيم الدرن الوطنية.

يُصنع تطعيم الدرن (BCG) من خلال إضعاف سلالة من البكتيريا تسمى المتفطرة البقرية (Mycobacterium bovis).

يُحقن تطعيم الدرن تحت الجلد مباشرةً أعلى الذراع اليسرى عادةً.

قد يلزم إجراء اختبار مانتو (Mantoux) قبل تلقي التطعيم، للتأكد من عدم الإصابة بالدرن مسبقًا، ولا ينبغي إعطاء التطعيم إذا كانت نتيجة الاختبار إيجابية.

هل تطعيم الدرن له آثار جانبية؟

يوجد لكل لقاح أو تطعيم بعض الأعراض الجانبية، عادةً تكون بسيطة وتزول سريعًا في خلال يومين.

يصاحب تطعيم الدرن غالبًا ما يلي:

• احمرار.
• تورم موضع الحقن.
• حرارة.

يظهر أحيانًا تَدرُّن صغير موضع الحقن، ويمكن أن يكون مؤلمًا بضعة أيام، وسيزول الألم تدريجيًا تاركًا ندبة تطعيم الدرن.

تعليمات بعد التطعيم

ينصح باتباع ما يلي:

• الحفاظ على مكان الحقن نظيفًا وجافًا.
• التعقيم المستمر بالكحول.
• ترك المنطقة مكشوفة.
• عدم استخدام كريمات مطهرة أو مراهم.

فئات يجب أن تحصل على التطعيم

يُوصى تطعيم الدرن للاطفال والكبار على النحو التالي:

• الأطفال حديثو الولادة قبل تمام العام.
• الأطفال أقل من 16 عامًا، ولم يأخذوا التطعيم عند الولادة وعلى اتصال بشخص مصاب بالدرن.
• الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 16-35 عامًا المعرضون لخطر الإصابة، مثل: العاملون في الرعاية الصحية، والمختبرات الطبية، والطاقم البيطري.

محاذير تطعيم الدرن

يحذر تلقي التطعيم في الحالات الآتية:

• من سبق لهم التطعيم.
• الأشخاص ذوو تاريخ مرضي مع الدرن.
• الذين يعانون التحسس تجاه أحد مكونات التطعيم.
• من يعانون ضعف المناعة إما نتيجة حالة صحية، مثل: فيروس نقص المناعة البشرية، أو نتيجة الأدوية، مثل: العلاج الكيميائي، والأدوية المثبطة للمناعة.
• في حالة النتيجة الإيجابية لاختبار مانتو (Mantoux test).
• مرضى سرطان الدم (Leukaemia) أو الغدد الليمفاوية (Lymphoma).
• الحامل.
• من هم أكبر من 16 عامًا وغير المُعرضين لخطر الإصابة.

تطعيم الدرن للمواليد

يُعطى التطعيم في مصر للأطفال عند الولادة -ضمن جدول التطعيمات الأساسية- وحتى ستة أشهر، ويُنصح عدم تأخير تطعيم الدرن للمواليد، لكن يمكن إعطاؤه في أي وقت حتى سن الخامسة.

ختامًا، عزيزي القارئ، يرجى معرفة أن تطعيم الدرن فعّال للوقاية منه، فلا تهمل التطعيم حفاظًا على صحة أطفالك، ولا تنسَ أن الوقاية خيرٌ من العلاج.

اقرأ أيضًا

السعال الديكي | أعراضه وطرق علاجه وتطعيماته