أصبح سرطان الثدي اليوم مثل نزلات البرد والإنفلونزا فلا داعِ للخوف أو القلق، خاصةً بعد أن ساعد انتشار الحملات المجانية للكشف عنه والتشخيص المبكر على الحد من المخاطر.
لكن دعونا في بادئ الأمر نوضح ما سرطان الثدي؟ وما أعراضه، وطرق علاجه؟
ما سرطان الثدي؟
تخرج خلايا الثدي عن السيطرة وتصبح خلايا سرطانية، لذلك تختلف أنواع السرطان الذي يصيب الثدي وفقًا للخلايا المُصابة.
يتكون الثدي من الفصيصات (Lobules) التي تتفرع من الحلمة، ويحمل كل فصيص حويصلات صغيرة مُجوفة.
ترتبط جميع الحويصلات مع بعضها بواسطة شبكة من الأنابيب الدقيقة تُسمى القنيات (Ducts).
هذا بالإضافة إلى الأنسجة الضامة والغدية والدهون والعقد الليمفاوية والأوعية الدموية والأربطة.
يُمكن أن يحدث السرطان في أي جزء من أجزاء الثدي ثم يبدأ في الانتشار، لكن معظم الأنواع تبدأ بالفصيصات أو التقنيات.
قد ينتشر السرطان خارج الثدي عبر الأوعية الدموية أو الليمفاوية ويصيب أجزاء أخرى من الجسم.
اعراض سرطان الثدي الحميد والخبيث
تتضح اعراض سرطان الثدي المبكرة عند ظهور كتلة في الثدي أو تحت الإبط أو عندما تصبح بعض أنسجة الثدي سميكة عن غيرها.
تحدث تغيرات في الثدي تختلف في كلا النوعين.
تشمل أعراض سرطان الثدي الحميد ما يأتي:
- ملاحظة وجود كتلة في أثناء الفحص الذاتي للثدي أو الاستحمام أو ارتداء الملابس.
- الشعور بألم في الثدي، قد يكون غير مرتبط بالدورة الشهرية.
- تغير في محيط شكل الثدي وحجمه.
- خروج إفرازات من إحدى الحلمات.
- تغيرات في شكل الحلمة وتقشرها وتصبح حرشفية المظهر.
- تغيرات في المظهر الخارجي للثدي وسطحه.
يكشف التصوير الإشعاعي للثدي (Mammogram) هذه التغيرات؛ لذلك يلزم سرعة الفحص والكشف لتجنب المخاطر.
يتضمن سرطان الثدي الخبيث أعراضًا مختلفة، مثل:
- تغير حجم وشكل ثدي واحدًا دون الآخر.
- الشعور بألم في مكانٍ واحد.
- وجود كتلة بالثدي أو تحت الإبط يصعُب تحريكها.
- تقرحات جلد الثدي.
- احمرار الثدي.
- طفح جلدي.
- ظهور التنقير على الثدي ويصبح شكل البرتقالة.
- تصلب العقد الليمفاوية والتصاق بعضها البعض.
يمكن أن ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم، ويسمى بالسرطان النقيلي أو المتقدم أو الثانوي.
قد تختلف أعراضه حسب مكان الإصابة وتشمل ما يلي:
- الصداع.
- آلام العظام.
- اضطرابات وظائف المخ.
- صعوبة التنفس.
- تورم البطن.
- اصفرار الجلد أو العينين (اليرقان).
- الرؤية المزدوجة.
- الغثيان.
- ضعف العضلات.
- فقدان الشهية والوزن.
على الرغم من أن معظم أورام الثدي ليست سرطانية، لكن يجب على أي سيدة أو فتاة زيارة الطبيب للفحص إذا لاحظت وجود أي كتلة في الثدي.
اسباب سرطان الثدي عند النساء
تبدأ بعض خلايا الثدي في النمو بطريقة غير طبيعية، ثم تنقسم أسرع من تلك الخلايا السليمة وتتراكم مع بعضها وتكوِّن كتلةً أو ورمًا.
تنتقل هذه الأورام عبر العقد الليمفاوية إلى باقي أجزاء الجسم.
لم تتضح بعد أسباب الإصابة الفعلية، ربما تكون نتيجة التفاعل المُعقد للغاية بين التركيب الجيني والبيئة المُحيطة.
أكد الباحثون بعض العوامل التي تزيد خطر الإصابة، مثل: العوامل الهرمونية، أو نمط الحياة، أو التغيرات البيئية.
تشمل عوامل الخطر ما يلي:
العمر
كلما تقدم العمر زادت فرص الإصابة خاصةً بعد سن العشرين؛ إذ تصل نسبة الإصابة إلى 0.06% حتى ترتفع عند السبعين عامًا لتصل إلى 3.84%.
العامل الوراثي
يُعد العامل الوراثي أو الطفرات الوراثية للجينات أحد أهم اسباب سرطان الثدي من وجهة النظر العلمية.
تتسبب الطفرات التي تحدث في جينات BRCA1 وBRCA2 في زيادة نسبة الإصابة بسرطان الثدي أو سرطان المبيض أو كليهما، بالإضافة إلى طفرات جين TP53.
كذلك يزيد التاريخ المرضي العائلي خطر الإصابة؛ لذلك يوصى بإجراء الاختبارات الجينية في حال إصابة إحدى نساء العائلة بسرطان الثدي في السابق أو سرطان المبيض أو قناة فالوب.
الثدي ذو النسيج الكثيف
تعد السيدات ذات ثدي بنسيج كثيف أكثر عُرضةً عن غيرهن في زيادة فرص الإصابة.
اضطرابات هرمون الإستروجين
يُعد هرمون الإستروجين من الهرمونات الهامة للغاية لدى السيدات؛ لذلك يتسبب ارتفاع مستوياته عن الطبيعي في سرطان الثدي.
تتعرض الفتيات اللاتي يبلغن في سن مبكر حتى وصولهن إلى مرحلة انقطاع الطمث (سن اليأس) في سن متأخر إلى مستويات عالية من هرمون الاستروجين فترات طويلة؛ لذلك تزيد فرص الإصابة لديهن عن غيرهن.
كذلك يعد التعرض لهرمون الاستروجين فترات طويلة أحد أسباب سرطان الثدي عند الفتيات، ويرجع ذلك إلى التغيرات الهرمونية.
إضافةً إلى ذلك تقلل الرضاعة الطبيعية فرص الإصابة لانخفاض مستوى هرمون الاستروجين داخل الجسم في تلك المدة.
التعرض للإشعاع
يؤدي العلاج الإشعاعي في الصِغر أو الكِبر إلى زيادة فرص الإصابة.
الإنجاب بعد سن الثلاثين
يؤدي إنجاب الطفل الأول في سن متأخر إلى الإصابة بالسرطان في بعض الحالات.
العُقم عند النساء
تتعرض السيدات اللاتي لم يحملن مُطلقًا لخطر الإصابة عن غيرهن اللواتي حملن على الأقل مرة في حياتهن.
البدانة أو شرب الكحوليات
يتسببان كذلك في زيادة معدل خطر الإصابة.
تشخيص سرطان الثدي
تشمل الفحوصات:
الفحص السريري
يفحص الطبيب الثدي والعقد الليمفاوية بالإبط فحصًا دقيقًا للكشف عن أي كُتل أو تشوهات أخرى.
الماموجرام
تصوير الثدي بالأشعة السينية لمزيد من التقييم.
الموجات فوق الصوتية
يستخدم هذا الفحص لتصوير الأجزاء الداخلية من الثدي وتحديد نوع الكتلة الموجودة، قد تكون كتلة صلبة أو تحتوي على سائل.
الخزعة
تؤخذ عينة من خلايا الثدي لفحصها وتحديد نوع الخلايا السرطانية ومدى تطورها وعلى أساسها يقرر الطبيب العلاج المناسب.
لذلك يُعد هذا الإجراء الطريقة الوحيدة الحاسمة للتأكد من الإصابة بسرطان الثدي.
التصوير بالرنين المغناطيسي
تتلقى السيدات حُقنة صِبغية قبل هذا الإجراء.
علاج سرطان الثدي
يعتمد العلاج على عدة عوامل، مثل:
- نوع الخلايا السرطانية.
- مرحلة الإصابة.
- التحسس ضد الهرمونات.
- عمر المريضة.
- الصحة العامة.
تشمل طرق العلاج ما يلي:
التدخل الجراحي
لإزالة الورم أو الكُتل وبعض من الأنسجة السليمة المحيطة به.
- استئصال الثدي وإعادة بنائه ليبدو طبيعيًا؛ مما يساعد على إزالة الآثار النفسية المؤلمة.
- إزالة بعض العقد الليمفاوية المُصابة لمنع انتشار الخلايا السرطانية إلى باقي أجزاء الجسم.
العلاج الإشعاعي
تخضع المريضة إلى العلاج الإشعاعي بعد الجراحة لاستهداف أي خلايا سرطانية متبقية.
العلاج الكيميائي
يصف الطبيب العلاج الكيميائي قبل إجراء الجراحة لتقليص حجم الورم أو بعدها لقتل الخلايا السرطانية.
العلاج الهرموني
قد يكون الخِيار المناسب للسيدات اللاتي لم يتحملن العلاج الجراحي أو الإشعاعي.
العلاج البيولوجي
تستخدم بعض العقاقير لقتل الخلايا السرطانية، لكن قد ينتج منه بعض الأضرار والآثار الجانبية.
ختامًا، سرطان الثدي ليس نهاية الطريق، لكن مع التطور العلمي وتقدمه يمكن الشفاء منه نهائيًا.
بالإضافة إلى ذلك، ساعد تقديم الدعم النفسي والمعنوي لمرضى السرطان الكثير على تخطي المراحل الصعبة للمرض.
دمتم أصحاء.