علاج القيء العصبي النفسي | متلازمة القيء الدوري
تتساءل عديد من الأمهات ما هو علاج القيء العصبي النفسي عند الأطفال؟
يعاني بعض الأطفال حالة القيء العصبي النفسي أو ما يدعى بالقيء الدوري (Cyclic Vomiting Syndrome)، وهي نوبات شديدة من الغثيان يتبعها إرهاق شديد.
نسرد لكم في هذا المقال أسباب القيء العصبي النفسي وكيفية علاجه، تابعوا معنا.
متلازمة القيء الدوري (Cyclic Vomiting Syndrome)
يعاني مرضى متلازمة القيء الدوري نوبات شديدة من الغثيان والقيء والإرهاق دون سببٍ واضح، ويمكن أن تستمر بضع ساعات أو أيام.
يُميز تلك النوبات أنها تتكرر في نفس الوقت من اليوم، وتستمر تقريبًا نفس المدة الزمنية، كذلك يمكن أن تتناوب مع فترات خالية من الأعراض.
تصيب متلازمة القيء الدوري (CVS) جميع الفئات العمرية؛ إلا إنها أكثر شيوعًا لدى الأطفال بداية من سن 3 إلى 7 سنوات.
كذلك تصيب الأطفال الذين يعاني أحد والديهم الصداع النصفي.
يُجدر بالذكر أنه يصعب تشخيص المتلازمة؛ ذلك لأن القيء ضمن أعراض عديد من أمراض الجهاز الهضمي واضطراباته.
يتضمن العلاج غالبًا تغيرات في نمط الحياة تفاديًا لأي أسباب من المحتمل أن تؤدي إلى نوبات القيء.
أعراض متلازمة القيء الدوري
تبدأ الأعراض -غالبًا- في الصباح، ويمكن أن تشتمل على ثلاث نوبات من القيء أو أكثر، وتتكرر في نفس الوقت تقريبًا، وتأخذ نفس المدة الزمنية.
كذلك تتضمن الأعراض بجانب القيء ما يلي:
- ألم في البطن.
- إسهال (Diarrhea).
- دوار.
- تحسس من الضوء.
- صداع.
تتضمن خطورة القيء المستمر ظهور الجفاف (Dehydration) الشديد، وينبغي التوجه إلى الطبيب على الفور عند ظهور أي من علامات الجفاف، ومنها الآتي:
- عطش شديد.
- جفاف الفم.
- شحوب الجلد وجفافه.
- عيون غارقة.
- إرهاق شديد.
- بكاء دون دموع.
أسباب متلازمة القيء الدوري (CVS)
يُجدر بالذكر أنه لا يوجد سبب علمي معروف عن متلازمة القيء الدوري، إلا إنه يوجد بعض الاقتراحات والأسباب المحتملة، ومنها:
- عوامل وراثية.
- صعوبات الهضم.
- مشكلات الجهاز العصبي.
- الخلل الهرموني.
- الصداع النصفي.
- تغير الحمض النووي للميتوكوندريا (Mitochondria) إما بسبب عامل وراثي أو مرضٍ ما.
كذلك تزيد بعض العوامل حدوث نوبات القيء، وتتضمن الآتي:
- نزلات البرد أو الحساسية، أو التهاب الجيوب الأنفية.
- الإجهاد العاطفي، خاصةً لدى الأطفال.
- القلق ونوبات الهلع، خاصةً لدى البالغين.
- تناول بعض الأطعمة، والمشروبات مثل: الكحول، والجبن، والكافيين.
- الإفراط في تناول الطعام قبل النوم أو في حالة الصيام.
- ممارسة الرياضة أكثر من اللازم.
- مدة الحيض (Menstruation).
علاج القيء النفسي عند الأطفال
يساعد التشخيص الجيد للمريض من البداية على التحكم في علاج القيء العصبي النفسي بصورة أفضل.
تحتاج حالة متلازمة القيء الدوري إلى التشخيص الدقيق من خلال استبعاد حالات مرضية أخرى لديها أعراض مماثلة، ومنها:
- التهاب البنكرياس (Pancreatitis).
- التواء الأمعاء (Twisting Of The Intestine).
- انسداد المسالك البولية.
كذلك يُجرى الطبيب عدد من الاختبارات المختلفة لاستبعاد الاضطرابات الأيضية.
يطرح الطبيب عدة أسئلة عن التاريخ المرضي للحالة، يطلب أيضًا عدة فحوصات، مثل: اختبار فحص للجهاز الهضمي والعصبي، وفحص وظائف الكلى والكبد، وفحص دم وبول.
فحوصات لتشخيص القيء العصبي النفسي
يطلب الطبيب من المريض في بعض الحالات إجراء بعض الفحوصات، مثل:
- موجات فوق صوتية على البطن.
- تصوير الرنين المغناطيسي للدماغ (Brain Magnetic Resonance Imaging).
- تنظير الجهاز الهضمي العلوي (Upper GI Endoscopy)
- اختبار تفريغ المعدة (Gastric Emptying Test).
يخضع المريض في حالة تنظير الجهاز الهضمي العلوي إلى التخدير، ويُستخدم أنبوب مرن يدخل من الحلق وصولًا إلى المعدة.
يأخذ المريض في حالة اختبار تفريغ المعدة في الأشعة وجبة تحتوي على مادة تعمل علامة يحدد من خلالها أخصائي الأشعة مدى جودة عمل الجهاز الهضمي.
يجدر بالذكر معرفة أن جميع الإجراءات المذكورة أعلاه تُطلب وفقًا لتاريخ المريض الفردي وأيضًا نتائج الفحص البدني والمعملي.
يتضمن علاج القيء العصبي النفسي نمطان في العلاج، نمط العلاج المثبط أو المحبط للقيء، ونمط العلاج الوقائي.
يستخدم العلاج المثبط في أثناء النوبة أو خلال ظهور الأعراض المبكرة، ويشتمل العلاج على الآتي:
- الأدوية المسيطرة على الغثيان.
- أدوية تقلل حمض المعدة.
- أدوية تقلل حدة الصداع النصفي وآلام البطن.
تُستخدم السوائل الوريدية في حالة القيء الشديد والمستمر لعدة أيام؛ تجنبًا للوصول إلى حالة الجفاف.
يستخدم العلاج الوقائي لمنع النوبات المستقبلية من الحدوث، أو تقليل حدتها وعدد مرات حدوثها، ويتضمن العلاج الآتي:
- أميتريبتيلين (Amitriptyline).
- سيبروهيبتادين (Cyproheptadine).
- بروبرانولول (Propranolol).
- توبيراميت (Topiramate).
تستخدم الأدوية الوقائية في علاج القيء العصبي النفسي من خلال إعطائها بجرعة تجريبية يومية مدة شهر أو شهرين لمعرفة مدى فاعلية العلاج.
قد يصف الطبيب أحيانًا استخدام الإنزيم المساعد Q10، أو مادة الكارنيتين (L-Carnitine) لعلاج تشوهات الميتوكوندريا، لكن ما زال الأمر ذلك تحت الدراسة.
مضاعفات القيء الدوري
يمكن أن تسبب متلازمة القيء الدوري بعض المضاعفات، ومنها:
- الجفاف؛ إذ إنه يؤدي الاستفراغ دون سبب ومدة طويلة إلى جفاف شديد ينجم عنه الوفاة إن لم يُعالج سريعًا.
- التهاب المرئ (Esophagitis)، يمكن أن يتلف حمض المعدة الذي يأتي مع القيء الأنبوب الذي يربط الفم والمعدة وهو المرئ.
- تسوس الأسنان، قد يؤدي حمض المعدة إلى تآكل مينا الأسنان (Tooth Enamel).
10 علاجات منزلية للتحكم في الغثيان دون أدوية
نستطيع علاج القيء في المنزل دون الحاجة لاستخدام أدوية، باتباع بعض العلاجات المنزلية، ويمكننا علاج الاستفراغ عند الأطفال وأيضًا التحكم في علاج الاستفراغ عند الكبار.
تتضمن بعض العلاجات المنزلية علاج القيْ بالاعشاب، ومنها:
الجنزبيل (Ginger)
يعد الجنزبيل أكثر الأعشاب استخدامًا للحد من الغثيان، كذلك يعتقد الخبراء أن المركبات الداخلية في الزنجبيل تعمل بطريقة مماثلة للأدوية المضادة للغثيان.
كذلك وجدت الدراسات أن الزنجبيل آمن وفعال لوقف الغثيان في حالة الحمل، وبعد العلاج الكيميائي.
العلاج العطري بالنعناع (Peppermint Aromatherapy)
تساعد رائحة زيت النعناع في بداية الشعور بالغثيان على تقليل الأعراض.
أُجريت دراسة على فئة من الأشخاص تعاني الغثيان، استخدموا العلاج العطري بالنعناع وسجلت البيانات تقليل أعراض الغثيان في 57% من الحالات.
شرائح الليمون (Slice a Lemon)
تشير دراسة إلى أن استخدام المواد الحمضية سواءً كانت طازجة أو على هيئة زيوت عطرية يساهم بصورة كبيرة في تقليل الشعور بالغثيان.
يمكننا قول أن علاج الغثيان بالليمون فعال ومستخدم لدى كثير من السيدات خاصةً في أثناء مدة الحمل.
دمج مستخلص أعشاب معاً
يساعد دمج مستخلص بعض الأعشاب على تقليل حدة الغثيان، يجدر بالذكر أن تلك المعلومة تدعمها أدلة قصصية وأيضًا علمية، ومن ضمن تلك الاعشاب الآتي:
- مستخلص الشمر (Fennel).
- مستخلص القرفة (Cinnamon).
- مستخلص الكمون (Cumin).
كذلك يمكن اتباع بعض التعليمات اليومية لمن يعاني القيء بصفة مستمرة لأسباب مختلفة، وتتضمن تلك التعليمات الآتي:
- تجنب الأطعمة الدسمة، وأيضًا الوجبات الكبيرة.
- يفضل عدم تناول السوائل مع الوجبات.
- البعد عن الروائح القوية المثيرة.
- تناول مكملات غذائية تحتوي على فيتامين B6 ويعرف أيضًا باسم البيريدوكسين (Pyridoxine).
- محاولة إرخاء عضلات الجسم يساهم في تقليل الشعور بالغثيان.
- التحكم في التنفس؛ إذ إن التنفس ببطء وعمق يقلل الغثيان.
ختامًا، -عزيزي القارئ- يعد علاج القيء العصبي النفسي متاح لدى الجميع بمجرد إدراك واتباع بعض العلاجات المنزلية والطبية يمكن التحكم بالغثيان.
نود التذكرة أنه من الجيد الابتعاد عن المحفزات المسببة للغثيان والمذكورة أعلاه.
الإقلال من التوتر والضغط النفسي، وأخذ قسط كافي من النوم خاصةً في حالة الأطفال يساهم بصورة كبيرة في تقليل تفاقم الغثيان.
دمتم أصحاء!