مرض الثعلبة (Alopecia Areata) من أكثر الأمراض المؤرقة التي تُسبب سقوط الشعر المتكرر.
يُشكِّل ذلك عبئًا نفسيًا على المصاب، فمن منّا لا يخشى فقدان شعره؟
للتعرف إلى تفاصيل هذا المرض وطرق العلاج كذلك التعايش معه، تابع معي هذا المقال.
ما هو مرض الثعلبة؟
هو مرض مناعي شهير إذ يهاجم الجهاز المناعي بصيلات الشعر مسببًا سقوط الشعر عشوائيًا؛ لذلك يطلق عليه كذلك ثعلبة المناعة الذاتية، يعانيها الرجال والنساء والأطفال على حدٍ سواء.
اعراض مرض الثعلبة
لمرض الثعلبة أعراض كثيرة ومتنوعة مثل:
- سقوط الشعر على شكل رقع دائرية أو بيضاوية في حجم العملة المعدنية.
- قد تكون هذه الرقع صغيرة وغير ملحوظة أو قد تتصل ببعضها لتغطي مساحات كبيرة من فروة الرأس.
- أحيانًا يشعر الشخص بوخز أو ألم بسيط في مكان سقوط الشعر.
- يبدو الجلد طبيعيًا في مكان سقوط الشعر.
- يصعب التنبؤ بمعدل فقدان الشعر؛ إذ إنه ربما يسقط فجأةً في خلال أيام معدودة أو قد يستغرق الأمر عدة أسابيع.
- لا يُسبب المرض موت بصيلة الشعر؛ فغالبًا ما يعود النمو الطبيعي للشعر، لكن سرعان ما تتكرر حالة السقوط ثانيةً.
- يختلف كثيرًا مدى تساقط الشعر وإعادة نموه من شخص لآخر، وفقًا لشدة الإصابة.
أنواع مرض الثعلبة
لا يُصاب الشخص بمرض الثعلبة في الرأس فقط، بل قد يمتد ليشمل باقي شعر الجسم.
قد يظهر مرض الثعلبة في الذقن ويسبب تساقط الشعر وفي الحواجب أو الرموش كذلك.
هناك أنواع عديدة من هذا المرض تختلف في أعراضها ونمط سقوط الشعر.
جدول مقارنة بين أنواع الثعلبة المختلفة:
نوع الثعلبة | الوصف |
| يتميز هذا النوع من المرض بوجود رقعة صلعاء أو أكثر على فروة الرأس أو الجسم. وتنقسم إلى الأنواع التي سنذكرها في السطور القادمة، في حالة توسعها أو انتشارها. |
| يحدث هذا النوع عندما يسقط كل شعر الرأس. |
| لا يقتصر سقوط الشعر هنا على الرأس فقط، لكن يمتد ليشمل شعر الوجه والجسم كذلك. |
| يتشابه هذا النوع مع تساقط الشعر من النمط الأنثوي والذكري (Female- or Male-pattern Hair Loss). يتسبب المرض في سقوط مفاجئ وغير متوقع للشعر في جميع أنحاء فروة الرأس، وليس في منطقة أو رقعة واحدة فقط. |
| يتميز هذا النوع بسقوط الشعر على شكل موجة طويلة تشمل محيط الرأس من الأسفل (القزع). أشُتق اسم المرض من الكلمة اللاتينية(ophis) التي تعني ثعبان لتشابه نمط سقوط الشعر بشكل الثعبان. |
أسباب مرض الثعلبة
يحدث مرض الثعلبة نتيجة خلل في الجهاز المناعي للشخص؛ فيبدأ الجسم في إنتاج أجسام مضادة تهاجم بصيلة الشعر مسببة تساقط الشعر.
لكن تحظى بصيلات الشعر أو العينين أو الجھاز العصبي المركزي بما يُسمى بالامتياز المناعي (Immune Privilege).
لا تستطيع خلايا جهاز المناعة مهاجمة هذه المناطق إلا عند حدوث خللًا في الامتياز المناعي ويسهل زرع رقعًا من الأنسجة بها.
تحافظ بصيلات الشعر على الامتياز المناعي بواسطة:
- غياب النزح اللمفي (Lymphatic Drainage) فلا توجد خلايا بائية أو تائية (B Cells or T Cells) لتُهاجم بصيلة الشعر.
- وجود مصفوفة من الخلايا خارج بصيلة الشعر مما يُشكل حاجزًا فيزيائيًا يمنع غزو خلايا المناعة.
- لا تعرض خلايا الشعر المستضدات المولدة للأجسام المضادة على سطح الخلية لكي لا تتعرف عليها خلايا جهاز المناعة.
- تُنتج مادة مثبطة تسمى عامل مثبط هجرة البلاعم (MIF)، والبلاعم خلايا مناعية تبتلع الخلايا الدخِيلة.
في حالة خرق أي من هذه الحواجز، فإن خلايا المناعة تهاجم خلايا الشعر وتتسبب في سقوطها.
أكثر ما يميز هذا المرض تجمع الخلايا التائية (T Cells) حول بصيلة الشعر، مسببةً التهاب وتساقط الشعر اللاحق.
عوامل تزيد خطر الإصابة بالمرض
يزيد خطر الإصابة في الحالات الآتية:
- وجود تاريخ عائلي للإصابة بالمرض.
- الإصابة بأمراض مناعية أخرى مثل: الذئبة الحمراء.
- الإصابة بأمراض الغدة الدرقية أو البهاق أو الإكزيما التأتبية أو أمراض خلل الكروموسومات، مثل: متلازمة داون.
- تناول العلاجات البيولوجية التي تتفاعل مع جهاز المناعة لعلاج الاضطرابات الالتهابية أو السرطانات.
هل مرض الثعلبة معدي؟
الإجابة هنا بالنفي؛ إذ يحدث المرض نتيجة خلل في نظام المناعة وليس نتيجة انتقال عدوى ميكروبية.
التشخيص
يشخص الطبيب المرض بفحص نمط سقوط الشعر أو فحص الشعر تحت المجهر.
يظهر الشعر الذي يحيط بالرقع الصلعاء بشكل مميز يُشبه علامات التعجب.
يمكنك كذلك أخذ خزعة من فروة الرأس لاستبعاد الأمراض الأخرى التي تسبب تساقط الشعر مثل الالتهابات الفطرية ومن أمثلتها سعفة الرأس.
تؤخذ عينة من الدم لإجراء فحوص معينة لاستبعاد الأمراض المناعية المختلفة.
يعتمد نوع الاختبار على المرض الذي يتوقع الطبيب الإصابة به، لكن عادةً تشمل الاختبارات الفحص عن وجود نوع أو أكثر من الأجسام المضادة.
هناك اختبارات تجرى لاستبعاد الحالات الأخرى مثل:
- بروتين سي التفاعلي (CRP).
- معدل ترسيب كرات الدم الحمراء (ESR).
- هرمونات الغدة الدرقية.
- اختبار الأجسام المضادة للنواة.
- هرمون التستوستيرون الكامل والحر.
- الهرمون المنشط للجريب (FSH).
- هرمرن اللوتين (LH).
علاج مرض الثعلبة
لا يوجد علاج نهائي لمرض الثعلبة، إذ يمكن أن يصاب به الشخص ويُشفى منه مرةً أخرى دون توقع.
تساعد العلاجات الموجودة فقط على تقليل حدة سقوط الشعر أو تسريع معدل نموه ثانيةً.
العلاجات الطبية
توجد كثير من العلاجات، منها الطبي والطبيعي، ونذكر من العلاجات الطبية ما يلي:
العلاجات الموضعية
تُفرك فروة الشعر بهذه العلاجات، مثل:
- المينوكسيديل (Minoxidil): يؤثر هذا الدواء فقط في الحالات الخفيفة من المرض ويتطلب سنة كاملة لملاحظة تحسن ملموس في زيادة معدل نمو الشعر.
- الأنثرالين (Anthralin): يهيج أو يحفز نمو الشعر بتحفيز تهيج الجلد.
- الكورتيكوستيرويدات (Corticosteroids): تقلل هذه الأدوية التهاب البصيلة؛ ولذلك تقلل سقوط الشعر.
الحقن
تُحقن الستيرويدات بواسطة إبرة صغيرة في المناطق المصابة مباشرةً لتحفيز نمو الشعر.
كذلك يجب تكرار الجرعة كل شهر أو شهرين لإعادة نمو الشعر، لكن لا يمنع هذا العلاج تكرار سقوط الشعر.
الأقراص
تستخدم الأقراص في علاج الثعلبة مثل:
- الكورتيكوستيرويدات: تُؤخذ بالفم في الحالات الشديدة، لكن لها أعراض جانبية خطرة فيجب استشارة الطبيب قبل تناولها.
- مثبطات المناعة (مثل: الميثوتريكسات والسيكلوسبورين): تساعد هذه الأدوية على منع استجابة الجهاز المناعي، لكن لها آثارًا خطيرة، مثل: ارتفاع ضغط الدم أو تلف الكبد أو زيادة معدل الإصابة بسرطان الغدد الليمفاوية.
العلاج الضوئي
يمزج هذا النوع بين علاج يؤخذ بالفم يُسمى سورالين والأشعة فوق البنفسجية.
العلاجات الطبيعية
يفضل بعض الناس استخدام العلاجات الطبيعية، وذلك لتفادي الآثار الجانبية للأدوية خاصةً أنه مرض مزمن يلازم الشخص مدى حياته.
تتضمن بعض العلاجات الطبيعية ما يلي:
- العلاج العطري (ِAromatherapy).
- الوخز بالإبر (Acupuncture).
- العلاج بالإبر الدقيقة (Microneedling).
- البروبيوتيك (Probiotics).
- العلاج بالليزر منخفض المستوى (Low-Level Laser Therapy).
- الفيتامينات، مثل: الزنك والبيوتين.
- مشروبات الصبار.
- فرك عصير البصل على فروة الرأس.
- فرك زيوت طبيعية، مثل: زيت شجرة الشاي أو إكليل الجبل أو الخزامى أو النعناع أو جوز الهند أو زيت الخروع أو الزيتون أو الجوجوبا.
- استخدام الأعشاب الطبيعية ،مثل: الجينسنغ أو الشاي الأخضر، أو الكركديه الصيني أو بالميتو المنشار.
- تدليك فروة الرأس.
كيفية التعايش مع مرض الثعلبة
الإصابة بمرض الثعلبة لها آثار نفسية سلبية، ولذلك وجب الاهتمام بهذا الجانب بالإضافة إلى علاج الأعراض.
من طرق تجنب العزلة أو الاكتئاب التي قد يسببها المرض ما يلي:
الالتحاق بمجموعات الدعم النفسي
يلتحق بهذه المجموعات المرضى المصابون بالمرض، ويقدم الطبيب النفسي النصح والدعم اللازمين لمساعدتهم على تخطي المشاعر السلبية.
إخفاء المناطق الصلعاء
كذلك يمكن استخدام الشعر المستعار والرموش اللاصقة ورسم الحواجب.
ختامًا، مرض الثعلبة مرض مزمن له آثار نفسية سلبية، لكن مع المواظبة على العلاج وإخفاء المناطق الصلعاء يمكن التعايش معه في سلام.
اقرأ أيضًا
الذئبة الحمراء | أعراضها وأسبابها وكيفية علاجها
التصلب المتعدد | مرض خطير ما أعراضه وطرق علاجه؟