إنه لأمر مثير حقًا عندما تخطط الأسرة لمولودٍ جديد، وقد يبدو أنه كلما جاء الطفل مبكرًا كان ذلك أفضل دون العلم بما يتعلق بالأطفال الخدج والنمو السليم لهم.
لكن يحتاج الأطفال إلى إكمال مراحل مهمة للنمو قبل ولادتهم.
إذ يُطلق على الأطفال المولودين قبل بلوغهم الموعد الطبيعي، من 37 إلى 40 أسبوعًا داخل رحم الأم “خدج” أو “مبتسر”.
سنتعرف في هذا المقال إلى كل ما يتعلق بالأطفال الخدج والنمو السليم لهم، هيا بنا.
الأطفال المبتسرين
يُصنف الطفل الخديج مثلما يلي:
- خدج الولادة المبكرة المتأخرة بين 34 و36 أسبوعًا.
- أما خدج الولادة المبكرة المعتدلة، بين 32 و34 أسبوعًا.
- خدج الولادة المبكرة جدًا، وُلد في أقل من 32 أسبوعًا.
أسباب الولادة المبكرة
يرجع ذلك عادةً إلى معاناة الأم مشكلة صحية في أثناء الحمل، ومنها:
- مرض السكري.
- ارتفاع ضغط الدم.
- مشكلات القلب أو الكلى.
- عدوى في الأغشية المحيطة بالجنين أو المهبل أو المسالك البولية.
كذلك تُوجد أسباب أخرى لحدوث الولادة المبكرة، ومنها ما يأتي:
- نزيف بسبب المشيمة المنزاحة أو انفصال المشيمة.
- وجود رحم غير طبيعي الشكل.
- حمل أكثر من طفل.
- نقص الوزن في أثناء الحمل وقبله.
- النساء المدخنات أو اللاتي يتعاطين المخدرات أو يشربن الكحول في أثناء الحمل.
ينقسم الحمل إلى ثلاث مراحل منفصلة تُسمى الثلث، في كل ثلث تحدث مراحل نمو محددة جدًا.
إذ يُعد فهم كيفية تطور دماغ الأطفال الخدج والنمو الخاص بهم في خلال كل مرحلة، الخطوة الأولى في تحديد نوع إصابة الدماغ التي قد يتعرض لها الطفل المبتسر.
نمو دماغ الأطفال
يولد الأطفال الناضجون، ما بين 37 إلى 40 أسبوعًا، وتكون أدمغتهم قد أكتملت وجاهزة لمواجهة العالم، إذ تمر بمراحل عديدة للتطور.
نذكرها بإيجاز في ما يأتي:
نمو الدماغ في الثلث الأول من الحمل
يبدأ نمو الدماغ في خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل مثلما يأتي:
- يتكون ما يسمى “الأنبوب العصبي”.
- تنقسم خلايا الأنبوب العصبي مرارًا وتكرارًا لتشكيل المناطق الأساسية للدماغ.
- تُعد الخلايا العصبية خلايا التفكير في الدماغ، وتتشكل خلايا جديدة وتنتقل عبر أنسجة المخ إلى مكانها النهائي.
نمو الدماغ في الثلث الثاني من الحمل
تحدث كذلك مراحل مهمة ومنها:
- يتكون على الجزء الخارجي من الدماغ أنسجة وعرة من الأخاديد والتلال في خلال هذا الوقت.
- تبدأ هياكل الدماغ الأكثر تقدمًا في التكون من الهياكل العامة التي أُنشئت في خلال الأشهر الثلاثة الأولى.
نمو الدماغ في الثلث الأخير من الحمل
يتضاعف حجم دماغ الطفل تقريبًا وينمو الدماغ بسرعة كبيرة.
بالإضافة إلى ذلك يحدث تكوّن الميالين (Myelin)، ويتميز بما يأتي:
- يسمح غلاف الميالين للرسائل بالانتقال على طول المحور العصبي.
- إذ يمكن للخلايا العصبية التواصل مع بعضها البعض بسرعة أكبر بكثير مما كانت عليه قبل وجود الميالين.
- يوفر الميالين كذلك للمحور العصبي المواد التي يحتاج إليها.
نمو دماغ الأطفال الخدج
عندما يُولد الطفل مبكرًا قليلًا، ما تزال هناك فرصةً لتعرضه لإصابة دماغية نتيجة نمو غير طبيعي للدماغ.
إذ تبدأ في خلال الثلث الثالث من الحمل عملية تكوّن الميالين، وإذا قُطعت هذه العملية فقد لا يتطور الميالين الذي يدعم المحاور.
كذلك يُوجد بعض الاختلافات الرئيسية التي يجب أن تتوقعها في الأطفال الخدج والنمو الصحيح لهم مقارنةً بحديثي الولادة مكتملة المدة.
الفرق بين الطفل الخديج والطفل الطبيعي
فيما يلي خمسة اختلافات رئيسية يمكن توقعها بين المولود الخديج والطفل كامل المدة.
المظهر الخارجي
لن يبدو المولود الخديج مثل الأطفال حديثي الولادة مكتملة المدة، لكن سيبدو مثلما يلي:
- ستظهر رأسه أكبر مقارنةً بجسمه.
- إذ إن الأطفال الخدج لديهم قليل جدًا من الدهون في الجسم مما يجعل بشرتهم تبدو أرق وأكثر شفافيةً.
- قد تلاحظ كذلك أن الطفل الصغير لديه شعر على جسمه أكثر، وعادةً ما يتساقط هذا الشعر من تلقاء نفسه.
عملية التنفس
يحتاج الطفل المبتسر إلى مساعدته على التنفس، فقد يتلقى كمية إضافية من الأكسجين أو يُوضع على جهاز التنفس الصناعي.
إذ يضمن ذلك حصول جميع أعضاء الجسم على كمية كافية من الأكسجين.
كذلك يُزيل الطبيب التنفس الصناعي أو الأكسجين بمجرد أن يشعر أنه قد وصل إلى المراحل الأساسية الصحيحة.
الاختلاف في التغذية
اعتمادًا على نضج الأطفال الخدج والنمو الخاص بهم؛ فقد يحتاج بعض الأطفال المبتسرين إلى التغذية من خلال الوريد.
كذلك يُغذون من خلال أنبوب التغذية الذي يُوضع عبر أنفهم أو فمهم الذي يذهب مباشرةً إلى المعدة.
الأطفال الخدج والرضاعة
يُعد حليب الثدي مثاليًا للأطفال الخدج، إذ يوفر أجسامًا مضادة تساعد على مكافحة العدوى، ويقوي الاستجابة المناعية لديهم.
كذلك إذا كان الطفل الخديج صغيرًا جدًا لا يرضع من الثدي، بينما يمكن ضخ حليب الثدي من أجل الرضاعة الأنبوبية أو بالزجاجة.
إذا كانت الأم لا تُرضع الطفل رضاعةً طبيعيةً، فيحصل الطفل على الحليب الصناعي.
يمكن إضافة عناصر غذائية إضافية إلى حليب الثدي أو الحليب الصناعي.
ذلك لأن الأطفال الخدج والنمو الصحيح لهم يحتاج إلى سعرات حرارية وبروتينات مغذية أخرى أكثر مما يحتاج إليه الأطفال الناضجون.
يراقب الأطباء وخبراء التغذية الأنظمة الغذائية للأطفال الخدج والنمو الخاص بهم بعناية شديدة للتأكد من حصول الأطفال على العناصر الغذائية اللازمة للنمو.
العمر والمعالم المعدلة
يتطور الأطفال بسرعة بأساليبهم الخاصة، ومع ذلك سيحتاج آباء الأطفال المبتسرين إلى تعديل عمر أطفالهم للحصول على إجابات تلك الأسئلة التي تدور في ذهن الأمهات، ومنها الآتي:
- متى يكون الطفل الخديج طبيعي؟
- الطفل الخديج متى يتكلم؟
- متى يأكل الطفل الخديج؟
- الطفل الخديج متى يمشي؟
- متى يبدأ الطفل الخديج بالنظر؟
- متى يسنن الطفل الخديج؟
إذ إن العمر المعدل يضع الطفل الخديج في مكانه الصحيح للنمو المتعارف إليه لدى جميع الأطفال.
كذلك لحساب العمر المعدل للطفل، خذ عمره الفعلي (بالأسابيع)، واطرح عدد الأسابيع التي ولد فيها مبكرًا.
على سبيل المثال، طفل يبلغ من العمر 10 أسابيع ولد قبل أربعة أسابيع من الوقت المحدد، إذ يبلغ عمره المعدل 6 أسابيع.
الاختلاف في الوزن والحجم
يبلغ متوسط وزن الجنين عند الولادة حوالي 7 أرطال، ويختلف وزن الرضيع الخديج كثيرًا، ويعتمد على عمر حمل الطفل عند الولادة.
الوزن عند الأطفال الخدج
يزن الطفل المولود في 24 أو 25 أسبوعًا أقل من الطفل المولود في 28 أو 29 أسبوعًا، إذ إن كل أسبوع يُحدث فرقًا:
- قد يزن الأطفال الذين ولدوا بوزن منخفض عند الولادة بين 1.5 كيلوجرام إلى 2.5 كيلوجرام.
- زيادة الوزن مقياس مهم لصحة الأطفال الخدج والنمو السليم لهم، إذ لم تكن هناك مشكلات صحية أساسية تُصّعب على الطفل النمو.
- يزاد الأطفال الخدج والنمو الخاص بهم بمعدل أسرع من الأطفال الناضجين في خلال عامهم الأول.
- كذلك يُقاس وزن الأطفال الخدج والنمو الصحيح لهم بناءً على العمر الذي كانوا سيولدون فيه في الوقت المحدد بدلًا من تاريخ ميلادهم الفعلي.
- إذا ولد الطفل الخديج قبل أوانه بأربعة أسابيع، فإن وزن الطفل الخديج في الشهر الثاني يعادل وزن الطفل حديث الولادة في شهره الأول.
يلتحق عديد من الأطفال الخدج بعد عامهم الأول بالرضع الناضجين مقارنةً بالوزن، وقد لا يتمكن بعضهم من اللحاق بالركب حتى يبلغوا عمر 18 إلى 24 شهرًا.
إليك -عزيزي القارئ- جدول نمو الأطفال الخدج حتى بلوغ 18 شهرًا:
العمر بالشهر | الوزن (جم/يوم) | الطول (سم/شهر) | محيط الرأس (سم/شهر) |
1 | 26 إلى 40 | 3 إلى 4.5 | 1.6 إلى 2.5 |
4 | 15 إلى 25 | 2.3 إلى 3.6 | 0.8 إلى 1.4 |
8 | 12 إلى 17 | 1 إلى 2 | 0.3 إلى 0.8 |
12 | 9 إلى 12 | 0.8 إلى 1.5 | 0.2 إلى 0.4 |
18 | 4 إلى 10 | 0.7 إلى 1.3 | 0.1 إلى 0.4 |
يمكن أن تكون رعاية الأطفال الخدج والنمو الخاص بهم أكثر إلحاحًا من رعاية طفل كامل المدة.
كيفية رعاية الطفل الخديج
لا يوجد لدى الأطفال المبتسرين ما يكفي من دهون الجسم للحفاظ على درجة حرارة أجسامهم.
لذلك يوضعون في الحاضنات أو المدافئ المشعة في وحدة رعاية حديثي الولادة (NICU):
- الحاضنات: أسِرَّة صغيرة محاطة ببلاستيك صلب شفاف.
- إذ يمكن التحكم في درجة الحرارة في الحاضنة للحفاظ على درجة حرارة جسم الطفل.
- كذلك يمكن للأطباء والممرضات رعاية الطفل من خلال ثقوب في جوانب الحاضنة.
المشكلات الصحية التي تواجه الأطفال الخدج
كلما كان الطفل خديجًا، زادت فرصة تعرضه للمشكلات الصحية، ونذكر منها الآتي:
- فقر الدم.
- مشكلات التنفس.
- اليرقان، وهو اصفرار بياض العينين والجلد.
- التهاب الأمعاء أو القولون الناخر (مرض خطير يصيب الأمعاء).
- مشكلة في القلب.
- اعتلال الشبكية الخداجي(ROP) (إصابة عيون الأطفال الخدج).
متى يزول الخطر عن الطفل الخديج؟
يحتاج الأطفال الخدج والنمو السليم لهم إلى رعاية خاصة بعد مغادرة وحدة رعاية حديثي الولادة (NICU).
اعتمادًا على صحتهم، قد يحتاجون إلى رعاية متخصصين مثل أطباء المخ والأعصاب وأطباء العيون وأطباء الجهاز التنفسي.
يحتاج كذلك الأطفال الخدج والنمو السليم لهم إلى الذهاب لجميع زيارات الطبيب، وذلك لفحص ما يلي:
- نمو الطفل.
- التنمية، بما في ذلك الكلام واللغة والتعلم والمهارات الحركية.
- قوة العضلات وردود الأفعال.
- كذلك يجب فحص العين بصورة دورية للتأكد من أن الأكسجين لم يؤثر في الشبكية.
- يجب إجراء فحص السمع للمواليد.
في الختام، سيراقب الأطباء عن كثب الأطفال الخدج والنمو السليم لهم لضمان تقدمهم.
كذلك يعد الوالدان أفضل من يعرف الطفل، فهم مَن يشعرون بطفلهم واحتياجه إلى المساعدة من عدمها.
كذلك على الأم الاعتناء بنفسها من خلال تناول الطعام جيدًا، والراحة وممارسة الرياضة.
اقرأ أيضًا
فحص السمع للمواليد | أفضل موعد لإجراء الاختبار
ماذا تعرفين عن تطعيم الثلاثي الفيروسي للاطفال