الورم الحبيبي في الثدي | الأعراض وكيفية العلاج
نتناول في هذا المقال كل ما يخص الورم الحبيبي في الثدي، وكذلك أهم أسباب الورم الحبيبي، وكيفية علاجه.
نتعرف من خلال مقالنا على أماكن ظهور الورم الحبيبي في الجسم، وهل مقتصر فقط على الثدي؟، فتابعوا معنا.
الورم الحبيبي (Granuloma)
يشير (معنى granuloma) إلى وجود كتلة صغيرة أو عقدة، ناتجة عن تجمع خلايا مناعية أو خلايا الدم البيضاء.
تعد الأورام الحبيبية صورة من صور الاستجابة المناعية للجسم تجاه عدوى، أو أجسام غريبة غير المألوفة.
تجتمع خلايا الجهاز المناعي لمواجهة الجسم الغريب بطريقتين، وتتضمن الآتي:
- الطريقة الأولى، وفيها يحتفظ الجسم بالعدوى في مكان واحد تجنبًا لانتشارها في عدة أماكن.
- الطريقة الثانية، عزل الجسم الغريب تفاديًا لأي أضرار ممكنة.
بالإضافة إلى ذلك، من الجيد معرفة أن الأورام الحبيبية ليست سرطانية.
أسباب الورم الحبيبي
تتمثل الأسباب الأكثر شيوعًا لظهور الأورام الحبيبية بما فيها الورم الحبيبي في الثدي، فيما يلي:
الاستجابة المناعية
مثلما ذكرنا سابقًا، أنه قد تظهر الأورام الحبيبية كرد فعل مناعي تجاه بعد العدوى أو الأجسام الغريبة غير المألوفة.
يحدث ذلك من خلال تجمع خلايا الدم البيضاء معًا في منطقة الضرر لعزل الجسم الغريب، وكذلك منع انتشاره في أجزاء أخرى من الجسم.
الإصابة بداء السل (Tuberculosis)
لوحظ أن الشخص المصاب بداء السُل -غالبًا- ما يعاني من أورام حبيبية داخل الرئة.
يعود السبب في ذلك إلى رد فعل الجهاز المناعي في الجسم تجاه بكتريا السُل، وكذلك تحجيمها ومنها من الانتشار.
داء الساركويد (Sarcoidosis)
يعد حالة مرضية ضمن أمراض المناعة الذاتية، أي نتج عن خلل في جهاز المناعة.
يسبب الساركويد في تكوين أورام حبيبية داخل الأعضاء دون سبب، مما قد يمكنه أحيانًا من التدخل في بنية الأعضاء محدثًا تليف.
بالإضافة إلى ذلك، أشارت دراسة أنه 90% من المصابين بالساركويد تظهر تلك الأورام الحبيبية في الرئة.
داء كرون (Crohn’s Disease)
يعد أيضًا ضمن أمراض المناعة الذاتية، يسبب التهابًا في الجهاز الهضمي، محدثًا ظهور بعض الأعراض، مثل:
- الإسهال.
- نزيف.
- أورام حبيبية في الأمعاء.
ورم حبيبي ويغنري (Granulomatosis With Polyangiitis)
قد يصاحب التهاب الأوعية الدموية ظهور ورم حبيبي بها، مما يصعب على الدم الوصول إلى الأعضاء الحيوية.
أنواع الأورام الحبيبية
تتعدد أشكال الأورام الحبيبية، وتشتمل على:
الأورام الحبيبية للأجسام الغريبة
تتكون عند اختراق أي شيء غريب الجسم، ويظهر الورم الحبيبي على هيئة كتلة صغيرة مكان الضرر.
كذلك تتمثل أشكال الأجسام الغريبة التي تغزو الجسم في:
- شظايا (Splinters).
- لدغات النحل أو العنكبوت.
- اللقاحات، أو الحقن المنشطة.
- المواد المهيجة، مثل: الوشم، والسيليكا (Silica).
الأورام الحبيبية الجلدية
تتعدد صور الأورام الحبيبية التي تصيب الجلد، ومنها:
ورم حبيبي حلقي (Granuloma Annulare)
يعد حالة جلدية تسبب ظهور نتوءات تحت الجلد، تكون الكتل عادةً وردية أو صفراء اللون، وتظهر على هيئة حلقة.
يمكن أن تنتشر في أجزاء متفرقة من الجسم في آنٍ واحد، إلا أن الأماكن الأكثر شيوعًا هي:
- الإصبع.
- اليد.
- القدم.
- المرفق.
- الأرجل.
ورم حبيبي حلقي تحت الجلد (Subcutaneous Granuloma Annulare)
يتميز بظهور كتلة واحدة تحت الجلد، كذلك يعد شائع لدى الأطفال عن البالغين.
ورم حبيبي مثقب
قد يثقب الورم الحبيبي ويتسرب سائل قبل تقشيره، بالإضافة إلى ذلك، يساهم انثقاب الورم الحبيبي الحلقي في ظهور ندبة.
الورم الحبيبي الخطى (Linear Granuloma)
يعد حالة نادرة جدًا، وتتميز بتطور الكتل أو الورم الحبيبي إلى الظهور في خط على الإصبع.
الأورام الحبيبية الداخلية (Internal Granulomas)
تعزز الأمراض المناعية الذاتية من ظهور الأورام الحبيبية الداخلية، تظهر بصورة كبيرة في الرئتين، والأوعية الدموية، والأمعاء.
كذلك قد يوجد ورم حبيبي في المبيض (Granulosa Cell Tumor)، يسبب ارتفاع مستوى هرمون الاستروجين، ويعد ذلك الورم تحديدًا من الأورام السرطانية بطيئة النمو.
تشخيص الورم الحبيبي
يعتمد تشخيص الورم الحبيبي على مكان وجوده في الجسم، يستطيع الطبيب تشخيص حالة الورم الحبيبي الجلدي من خلال الفحص السريري.
يُطلب في حالة الورم الحبيبي الداخلي الآتي:
- اختبار دم.
- أشعة مقطعية (CT Scan)، أو الأشعة السينية (X-rays).
- بعض الأحيان يطلب الطبيب عينة من النسيج المصاب.
هل الورم الحبيبي خطير؟
دعونا نوضح نقطة هامة في هذا المقال، وهي أن الأورام الحبيبية ليست سرطانية، بل هي صورة من صور عمل الجهاز المناعي في الجسم لحمايته.
يكمن الخطر فقط في حالة الذين لديهم خلل في الجهاز المناعي أو أمراض مناعية ذاتية، هنا قد يسبب الورم الحبيبي ندبات وتليفات في الأعضاء المصابة.
ظهور الورم الحبيبي في الثدي
مثلما ذكرنا سابقًا أن الأورام الحبيبية يمكنها التواجد في أي مكان في الجسم.
يعد ظهور الورم الحبيبي في الثدي حالة التهابية نادرة، ويُعرف أيضًا بالتهاب الضرع الحبيبي مجهول السبب (Idiopathic Granulomatous Mastitis).
تتضمن أهم أعراض تلك الحالة ظهور كتلة أحادية الجانب في الثدي، وانكماش الحلمة، واحتقان الثدي.
يثير ظهور ورم أو كتلة في الثدي الذعر أحيانًا لدى بعض السيدات، وقد يظن بعضهم أنه سرطان الثدي.
بالإضافة إلى ذلك، لا يمكن للطبيب بمجرد الفحص السريري التفرقة بين سرطان الثدي والورم الحبيبي الحميد، وذلك لتشابه الأعراض في الحالتين.
يلجأ الطبيب المعالج في مثل تلك الحالات إلى التاريخ المرضي، ويكمن في سرد الأسئلة المتعلقة بوجود مرض مناعي ذاتي مما يدعم تشخيص IGM.
كذلك من المحتمل أن يطلب الطبيب المعالج إجراء فحص تشريحي وأخذ عينة من النسيج المصاب للتأكد من الحالة.
متى يظهر الورم الحبيبي في الثدي؟
أشارت دراسة أن IGM -غالبًا- ما يصيب السيدات في مرحلة الشباب.
كذلك يُرى في غضون عامين بعد الولادة لمن لديها تاريخ ولادة واحدة فقط على الأقل، ورضاعة طبيعية.
بالإضافة إلى ذلك، لوحظ أن أكثر الأعراض شيوعًا تتضمن الآتي:
- ظهور كتلة ملموسة في أحد الثديين.
- الوذمة الوعائية.
- تقرح الحلمة، وانكماشها.
- تكوين ناسور (Fistula) في بعض الحالات.
أسباب ظهور الورم الحبيبي في الثدي
يُعتقد أن خلل التوازن الهرموني، نتيجة انحراف نسبة هرمون الإستروجين، والبروجسترون.
كذلك فرط هرمون البرولاكتين في الدم قد يسبب زيادة الإفرازات والالتهابات داخل القنوات اللبنية (Galactophoritis).
يحدث توسع لتلك القنوات نتيجة لزيادة الإفرازات الغنية بالبروتين، ومن ثَم يحدث التهاب دائم عند انثقاب القناة والاتصال بين الإفرازات الناتجة والخلايا الشحمية.
بالإضافة إلى ذلك، قد يتعامل الجهاز المناعي مع هذه الإفرازات كجسم غريب ينبغي عزله، مما يفسر ظهور الورم الحبيبي في الثدي.
علاج الورم الحبيبي
تعتمد طريقة العلاج على معرفة السبب الكامن وراء ظهور الأورام الحبيبية؛ ولذلك عند معرفة السبب الرئيسي يمكننا سلك أفضل طريق للعلاج.
لا تتطلب الأورام الحبيبية الجلدية تدخل طبي؛ وذلك لكونها تزول من تلقاء نفسها، بينما الأورام الحبيبية الداخلية تحتاج إلى تشخيص دقيق ومتابعة.
قد تؤثر الأورام الحبيبية الداخلية في الأعضاء سلبًا، وقد يحدث تليف والتهاب شديد يتطلب تدخل طبي يتضمن الآتي:
- تناول الأدوية الستيرويدية (Steroids).
- تناول بعض المضادات الحيوية إن تطلب الأمر.
- التدخل الجراحي إن لزم الأمر.
في الختام، يعد الورم الحبيبي في الثدي حالة التهابية نادرة غير سرطانية، يمكن التحكم بها وتشخيصها وتجنب الأضرار اللاحقة بها.