يُعد تحليل الهشاشة للسيدات الطريق المثالي لاكتشاف هشاشة العظام؛ ذلك لأنه ليس له أعراض مرضية ويُعرف باللص الصامت.
كذلك نكتشف مرض هشاشة العظام صدفةً، عند حدوث كسر مفاجئ في العمود الفقري أو عظمة الفخذ.
يصيب النساء بعد سن اليأس أكثر من الرجال، إذ وُجِد أن 80% من المرضى نساء، ويرجع ذلك لانقطاع الطمث.
لمعرفة -عزيزي القارئ- كيفية تشخيص المرض وعوامل خطر الإصابة به؛ تابع القراءة.
تشخيص هشاشة العظام
يُعد العظام نسيجًا حيًا مرنًا يُستبدل باستمرار من خلال عمليتي الهدم والبناء.
تنمو العظام وتأخذ شكلها النهائي منذ الولادة حتى سن البلوغ، ثم يبدأ فقدان كتلة العظام، ويعود ذلك إلى عدة عوامل، ومنها:
- العوامل الوراثية.
- الصحة في أثناء النمو.
- التغذية.
- حالة الغدد الصماء.
- الجنس.
- النشاط البدني.
تحدث إعادة تشكيل العظام تلقائيًا في الجسم -تتضمن إزالة العظام القديمة لاستبدالها بعظام جديدة- لإصلاح الكسور الدقيقة ومنعها من أن تصبح كسورًا كبيرة.
كذلك يؤدي انقطاع الطمث وتقدم العمر إلى اختلال التوازن بين معدلات الهدم والبناء؛ إذ يُصبح معدل الهدم أعلى من البناء، لذلك ينصح المختصون بعمل تحليل الهشاشة للسيدات.
هناك عوامل تزيد خطر الإصابة بالكسور المرتبطة بهشاشة العظام، وتشمل الآتي:
- الشيخوخة.
- نقص الستيرويد الجنسي.
بالإضافة إلى عوامل الخطر الأخرى، مثل: استخدام القشرانيات السكرية (Glucocorticoids)، التي تسبب:
- انخفاض تكوين العظام أو فقدانها.
- انخفاض جودة العظام.
- تعطيل السلامة المعمارية الدقيقة.
كذلك يتضمن التقييم الطبي لتشخيص هشاشة العظام وتقدير خطر الإصابة بكسر العظام الخطوات الآتية:
- تاريخ عائلي للإصابة بأمراض هشاشة العظام.
- الفحص البدني.
- اختبارات المعمل.
- اختبار كثافة العظام.
- كذلك اختبار كثافة المعادن في العظام (BMD).
اختبار كثافة المعادن في العظام (BMD)
نجرى هذا الاختبار لمعرفة هل الشخص مصاب الهشاشة أم لا؟
كذلك يُتيح هذا الاختبار معرفة كمية المعادن الموجودة في العظام في منطقة معينة من العظام، بما في ذلك الورك أو العمود الفقري أو الساعد أو المعصم أو الإصبع.
اختبار كثافة العظام
فحص كثافة العظام أحد أهم الفحوص في تحليل الهشاشة للسيدات، كذلك كونه إجراءً سريعًا وغير مؤلم.
يتضمن الاستلقاء على الظهر على طاولة الأشعة السينية (DEXA)، كذلك يمكن البقاء بالملابس كاملة عدا منطقة الفحص، ونزيل أي ملابس بها قطع أو أجزاء معدنية.
مراحل الفحص بالأشعة السينية (DEXA)
يجب الحفاظ على ثبات الجسم في أثناء الفحص حتى لا تُشوش الصور، وعادةً يُجرى الفحص بواسطة فني تصوير الأشعة، مثلما يلي:
- يمرر المختص ذراع مسح كبير على الجسم في أثناء الفحص لقياس كثافة العظام في مركز الهيكل العظمي.
- يمرر حزمة ضيقة من جرعة منخفضة من الأشعة السينية عبر الجزء الذي يُفحص من الجسم.
- لكن نظرًا لاختلاف كثافة العظام في أجزاء مختلفة من الهيكل العظمي، يُفحص أكثر من جزء من الجسم.
- قد نفحص الساعد بحثًا عن بعض المشكلات الصحية، مثل فرط نشاط جارات الدرقية، أو إذا كان المسح غير ممكن في الورك أو العمود الفقري.
- تمتص الأنسجة بعض الأشعة السينية التي مرت خلال الجسم، مثل الدهون والعظام.
- ثم يقيس كاشف الأشعة السينية الموجود داخل ذراع المسح كمية الأشعة السينية التي مرت خلال الجسم.
- نستخدم هذه المعلومات لإنتاج صورة للمنطقة الممسوحة ضوئيًا.
- يستغرق الفحص عادةً من 10 إلى 20 دقيقة، إذ يمكن العودة إلى المنزل بعد الانتهاء منه.
نتيجة الفحص
يقارَن فحص كثافة العظام مع كثافة العظام المتوقعة لشاب بالغ يتمتع بصحة جيدة.
نحسب الفرق على أنه درجة الانحراف المعياري (SD)، ويقيس الفرق بين كثافة عظام المريض والقيمة المتوقعة.
يُعرف الفرق بين قياس كثافة عظام المريض وقياس الشاب البالغ الأصحاء بدرجة T.
تُصنف منظمة الصحة العالمية (WHO) درجة T على النحو التالي:
- نعده أمرًا طبيعيًا عندما تكون T فوق -1 SD.
- يُعرف أنه انخفاض طفيف في كثافة المعادن في العظام (BMD)، عندما تُصبح T بين -1 و-2.5 SD.
- يُعرف بأنه هشاشة العظام، عندما تكون T عند أو أقل من -2.5 SD.
على الرغم من أن نتائج كثافة العظام توفر مؤشرًا جيدًا على قوة العظام، إلا إنها لن تتنبأ بما إذا كان الشخص سيصاب بكسر أم لا.
هذا لأن عوامل أخرى، مثل العمر أو الجنس أو ما إذا تعرض الشخص للسقوط سابقًا، تحدد أيضًا ما إذا كان سيُصاب بكسر.
سنتعرف الآن إلى نسبة مصابي هشاشة العظام، ومن هم أكثر عرضة للإصابة.
ما هي نسبة هشاشة العظام؟
أظهرت النتائج أن 16% من النساء و4% من الرجال الذين تبلغ أعمارهم 50 عامًا أو أكثر يعانون هشاشة العظام.
إذ يعاني واحد من كل 10 أشخاص فوق سن الخمسين هشاشة العظام.
يزداد خطر الإصابة بالهشاشة مع تقدم العمر، كذلك أظهرت النتائج أن 10% من النساء في الستينيات من العمر تصبن به.
كذلك 27% من النساء في السبعينيات من العمر، 35% من النساء في سن 80 وما فوق تعانين هذه الحالة.
بالإضافة إلى أن نقص هرمون الإستروجين عاملًا مهمًا في الإصابة بهشاشة العظام بعد انقطاع الطمث لدى النساء.
أظهرت النتائج أيضًا أن ما يقرب من نصف البالغين الذين تبلغ أعمارهم 50 عامًا أو أكثر يعانون حالة تسمى انخفاض كتلة العظام.
لذلك يجب على النساء اللواتي يبلغن من العمر 65 عامًا أو أكثر أن يُجرين تحليل الهشاشة للسيدات مرة واحدة على الأقل.
كذلك يجب على النساء بعد سن اليأس الأصغر من 65 عامًا أن يخضعن لتحليل الهشاشة للسيدات.
يمكن أن تساعد هذه الاختبارات مقدم الرعاية الصحية على معرفة ما إذا كان هناك حالة طبية أخرى تسبب فقدان العظام.
للتعرف إلى ما هو تحليل هشاشة العظام في الدم -الذي يتضمن تحليل الهشاشة للسيدات- اللازم للتشخيص ومتابعة العلاج؛ تابعي -عزيزتي- القراءة.
تحليل هشاشة العظام في الدم
يهدُف تحليل الهشاشة للسيدات إلى تحديد ما إذا كانت السيدة مصابة بهشاشة العظام، أو تعاني كتلة عظام منخفضة، أو مخاطر متزايدة للإصابة بالمرض.
كذلك لتقييم حالة العظام، ومراقبة علاج هشاشة العظام وفاعليته.
يشمل تحليل الهشاشة للسيدات مجموعة من الاختبارات، ونذكر منها الآتي:
- مستويات الكالسيوم في الدم: عادةً ما يكون هذا الاختبار طبيعيًا في حالة هشاشة العظام، لكنه قد يرتفع مع أمراض العظام الأخرى.
- فيتامين د: يمكن أن يؤدي نقص فيتامين د إلى انخفاض امتصاص الكالسيوم.
- تحليل الغدة الدرقية: مثل T4 وTSH للكشف عن أمراض الغدة الدرقية.
- هرمون الغدة الجار درقية (PTH): للتحقق من فرط نشاط الغدة جار الدرقية.
- الهرمون المنبه للجريب (FSH): للتحقق من انقطاع الطمث.
- التستوستيرون: للتحقق من النقص لدى الرجال.
- الرحلان الكهربي للبروتين: لتحديد البروتينات غير الطبيعية التي ينتجها نوع معين من السرطان (يسمى المايلوما المتعددة)، التي يمكن أن تكسر العظام.
- الفوسفاتاز القلوي (ALP): لاختبار المستويات المتزايدة التي قد تشير إلى وجود مشكلة في العظام.
اختبارات قياس فقدان العظام
تُبين تلك الاختبارات معدل فقدان العظام، ويمكن فحصها قبل العلاج ومرة أخرى بعده لمعرفة ما إذا كان معدل فقدان العظام قد انخفض، وتشمل ما يلي:
- تيلو ببتايد C: الطرفي من النوع كولاجين1 (C-telopeptid).
- الكولاجين البَولي من النوع 1 المترابط (N-Telopeptide-NTX).
- ديوكسيبيريدينولين (DPD) تشابك بيريدينيوم.
- هيدروكسي برولين البَولي.
- الفوسفاتاز الحمضي.
- بروتين سيالو بروتين العظام (BSP).
اختبارات تكوين العظام
تخبرنا اختبارات تكوين العظام عن معدل إنتاج العظام، ويمكن فحصها قبل بدء العلاج ودوريًا بعد العلاج لمعرفة ما إذا كان تكوين العظام قد زاد، وتشمل الآتي:
- الفوسفاتاز القلوي الخاص بالعظام (ALP).
- أوستيوكالسين (بروتين جلا العظام).
- بروكولاجين من النوع1 ((N-Terminal Propeptide (P1NP) و((C-terminal (C1NP).
أخيرًا قد ترغبين -عزيزتي- معرفة أسعار تحليل الهشاشة للسيدات، وهل مكلّفة أم لا؟
سعر تحليل هشاشة العظام
يشمل تحليل الهشاشة للسيدات عديد من الاختبارات المعملية، ومنها ما نستخدمه للتشخيص أو لمتابعة العلاج.
لذلك سنعرض أسعار أهم الاختبارات الأولية للتشخيص المعملي على النحو التالي:
نوع التحليل | السعر بالجنيه المصري |
كالسيوم الدم | 133 |
فيتامين د (Vit D) | 904 |
الغدة الدرقية (TSH) | 196 |
هرمون الغدة جار درقية (PTH) | 292 |
هرمون المنبه للجريب (FSH) | 145 |
الفوسفاتاز القلوي (ALP) | 108 |
ختامًا، أنصحكِ -عزيزتي- بإجراء تحليل الهشاشة للسيدات مع انقطاع الطمث، أو عند بلوغ 65 عامًا.
كذلك الوقاية خير من العلاج، فعليكِ عزيزتي الاهتمام بتناول نظام غذائي صحي غني بالكالسيوم والمعادن التي يحتاجها الجسم، مع ممارسة التمارين الرياضية التي تقوي العظام.
دمتم أصحاء.