أمراض

كل ما تود معرفته عن متلازمة هورنر

متلازمة هورنر

قليلٌ مِنا سمع أو عرف عن متلازمة هورنر، فهي حالة نادرة تسبب ظهور خليط من الأعراض نتيجة حدوث خلل في مسار الأعصاب التي تمر من المخ إلى الوجه.

قد تحدث هذه المتلازمة لدى الأطفال ولأي سن وتُعرف بشلل العين الودي أو متلازمة هورنر- برنارد.

في هذا المقال نذكر مظاهر متلازمة هورنر وأعراضها كذلك أسبابها وتشخيصها وعلاجها وإصابتها للأطفال.

 

متلازمة هورنر

تحدث متلازمة هورنر عامةً بسبب تلف أو عرقلة المسار بين المخ والوجه الذي يُسمى الجهاز العصبي الودي أو السمبثاوي (Sympathetic nervous system) الذي يتحكم في عديد من الوظائف، مثل:

  • حجم بؤبؤ العين.
  • ضغط الدم.
  • معدل ضربات القلب.
  • التنفس.
  • عملية التعرق.

كذلك وغيرهم لحث الاستجابة السريعة الصحيحة لأي تغيرات في البيئة المحيطة.

ينقسم المسار العصبي المعرض للإصابة في أثناء متلازمة هورنر إلى ثلاثة مجموعات من الخلايا العصبية (العصبونات) وهي:

 

العصبونات من الدرجة الأولى (First-order neurons)

تخرج من أسفل الدماغ من منطقة تحت المهاد (Hypothalamus) عبر جذع المخ حتى الجزء العلوي من الحبل الشوكي وقد يحدث فيها خللًا أو تلفًا بسبب عدة أسباب، مثل:

  • السكتة الدماغية.
  • إصابة الرقبة.
  • ظهور ورم يضغط على المنطقة.
  • بعض الأمراض مثل التصلب المتعدد الذي يؤثر في الطبقة الخارجية الحامية للخلايا العصبية (الميالين).
  • ظهور تكيس العمود الفقري أو تكهف النخاع الشوكي.

العصبونات من الدرجة الثانية (Second-order neurons)

تسري من العمود الفقري وخلال الجزء العلوي من الصدر حتى جانب الرقبة وقد يحدث الخلل في هذا المسار بسبب:

  • التدخل الجراحي في التجويف الصدري.
  • تلف الوعاء الدموي الرئيسي للقلب (الأورطى).
  • سرطان الرئة.
  • الإصابات أو الجروح الرضية.
  • ظهور ورم في الطبقة الخارجية الحامية للخلايا العصبية.

العصبونات من الدرجة الثالثة (Third-order neurons)

تمتد من الرقبة إلى جلد الوجه والعضلات المتحكمة في القزحية وجفون العين وقد يحدث هذا بسبب:

  • جرح الشريان السباتي (Carotid artery) أو الوريد الوداجي (Jugular vein) أو حدوث أي تلف أو تسلخ أو ضرر في أي منهما أو إصابة في جانب الرقبة.
  • نوبات الصداع الشديد، مثل: الصداع النصفي أو العنقودي.
  • ظهور عدوى أو ورم في قاعدة الجمجمة.

في بعض الأحيان قد لا نجد سببًا لحدوث متلازمة هورنر ووقتها تُسمى متلازمة هورنر مجهولة السبب.

بعد ما تعرفنا إلى الأسباب المحتملة للمتلازمة هيا نتعرف إلى أعراض متلازمة هورنر ومظاهرها.

 

مظاهر متلازمة هورنر

تظهر عادةً أعراض المتلازمة على جانب واحد من وجه المريض، مثل:

  • ضيق بؤبؤ العين المصابة مقارنةً بالعين السليمة بصورة ملحوظة بما يعرف بانقباض الحلقة والثبات على هذه الحالة.
  • عدم اتساع بؤبؤ العين في الظلام أو البطء الشديد في اتساعه؛ مما يصعّب على المريض الرؤية الليلية.
  • تهدل الجفن العلوي للعين المصابة وتدليه.
  • احتمالية ارتفاع الجفن السفلي للعين المصابة قليلًا.
  • انقطاع التعرق في بعض الأحيان سواء في جانب واحد من الوجه أو في منطقة واحدة منه ويُطلق على هذه الحالة “اللاعرقية”.
  • ظهور العين المصابة كأنها غائرة.
  • الشعور بالألم أو الصداع أحيانًا، وتشيع هذه الحالة في الرجال متوسطي العمر.

قد تكون بعض الأعراض مثل انقباض الحلقة واللاعرقية غير ملحوظة ويصعب اكتشافها. كذلك ربما تكون الأعراض الخاصة بالمتلازمة دلالة على مشكلة خطيرة مثل تلف الأعصاب لذلك يجب التوجه للطبيب للتشخيص والعلاج بأسرع وقت.

نادرًا ما يعاني مريض المتلازمة أعراضًا خطرة، لذلك يجب التماس الرعاية الطبية العاجلة له عند ظهورها، من هذه الأعراض:

  • الدوخة.
  • التشتت.
  • فقدان الوعي.
  • مشكلات الرؤية المفاجئة أو تغيراتها.
  • ألم الرقبة.
  • نوبات الصداع المفاجئة والشديدة.
  • ضعف العضلات وعدم القدرة على التحكم في حركتها.

كذلك يجب التماس الرعاية الطبية العاجلة عند تطور الأعراض وسوء حالتها أو ظهور أعراضًا مقلقة جديدة.

نتعرف إلى طرق تشخيص متلازمة هورنر في الفقرة الآتية.

 

تشخيص متلازمة هورنر

تُشخّص متلازمة هورنر على مراحل فبدايةً يفحص الطبيب المعالج فحصًا عامًا شاملًا ويعرف التاريخ الطبي للمريض.

كذلك ربما يجري بعض الاختبارات لمعرفة سبب الأعراض والقيام بالتشخيص الصحيح، فإن شك بأنها متلازمة هورنر فقد يحيل المريض وقتها إلى طبيب عيون (رمد)، خاصةً المتخصص في الطب العيني العصبي.

يُجري طبيب الرمد اختبار قطرة العين، الذي يختبر رد فعل حدقتي العينين تجاه نفس القطرة الموسعة أو المضيقة للعين.

يقارن الطبيب رد فعل حدقة العين السليمة والمصابة لمعرفة إن كان هناك خللًا في العصب مما يسبب ظهور هذه الأعراض أم لا.

كذلك قد يجري الطبيب اختبارات أخرى مثل التصوير الإشعاعي لتحديد مكان الخلل في المسار العصبي، ومن أنواع التصوير الإشعاعي التي يستخدمها الطبيب في التشخيص:

  • التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI scan) الذي تستخدم موجات الراديو المحوسبة والمجال المغناطيسي في إنتاج صور مفصلة للأنسجة.
  • التصوير بالأشعة السينية (X-Rays).
  • فحص الشرايين السباتية بالموجات فوق الصوتية.
  • التصوير المقطعي المحوسب (CT Scan) الذي يوجّه عدة أشعة سينية من زوايا مختلفة ويجمعها معًا لرؤية أوضح وأشمل للمكان المقصود.

كذلك قد يطلب الطبيب تحاليل الدم أو البول لتشخيص أي مشكلة صحية قد تسبب تلف الأعصاب.

لكن هل هناك علاج لمتلازمة هورنر؟ هذا مانجيب عليه في الفقرة الآتية.

 

ما هو علاج متلازمة هورنر؟

يعتمد علاج المتلازمة على مسببها؛ إذ لا يوجد علاج محدد لها، لكن علاج المُسبب بكفاءة يخفف أعراضها ويُذهبها.

ربما تكون أعراض بعض الحالات خفيفة ولا تعاني ألمًا أو عدم راحة لذلك قد لا تحتاج إلى تدخل علاجي.

بعد تشخيص سبب المتلازمة يمكن للطبيب وصف الخطة العلاجية المناسبة، ومن الخيارات العلاجية ما يأتي:

العلاج الوظيفي

قد يكون مفيدًا في حالات صعوبة الرؤية بسبب تهدل الجفن ويعتمد المعالج فيه على تقوية عضلات العين ومساعدة الشخص المصاب على أداء وظائفه اليومية بسلاسة.

الجراحة

لإزالة الورم أو التقرح أو مسبب التلف في مسار الأعصاب.

الأدوية المضادة للصفيحات أو التدخل لرأب الوعاء الدموي

في حالة تسلخ الشريان السباتي.

العلاج الكيميائي أو الإشعاعي أو التدخل الجراحي

لعلاج السرطان.

مذيبات الجلطات

ذلك لعلاج أنواع معينة من السكتة الدماغية.

المضادات الحيوية أو مضادات الفيروسات

لعلاج العدوى وفق نوعها إن كانت هي السبب.

الأدوية المضادة للالتهاب

مثل الستيرويدات في مرضى التصلب المتعدد.

قد يتطلب علاج متلازمة هورنر تدخل عديد من الأطباء من تخصصات مختلفة مثل أطباء الصدر والرمد خاصةً المتخصصين في الطب العيني العصبي والأورام.

جدير بالذكر أنه عادةً تختفي أعراض المتلازمة بمجرد علاج المسبب لها.

لكن ماذا عن متلازمة هورنر عند الاطفال؟ هذا ما سنتعرف إليه الآن.

 

متلازمة هورنر لدى الاطفال
متلازمة هورنر لدى الاطفال

 

نادرًا ما تحدث هذه المتلازمة لدى الاطفال عند الولادة، ومن أعراضها التي قد تظهر على الأطفال إلى جانب الأعراض السابق ذكرها:

  • لون القزحية في العين المصابة أفتح من العين السليمة في الأطفال الرضع الأصغر من عمر السنة.
  • افتقار احمرار الجزء المصاب من الوجه وتورده، الذي يحدث طبيعيًا في الطقس الحار أو عند لعب الطفل وممارسته للنشاط البدني أو في حالات ردود الأفعال العاطفية والانفعال.

تحدث هذه المتلازمة في الأطفال لعدة أسباب، منها:

  1. الرضخ أو إصابة رقبة الطفل أو كتفه في أثناء عملية الولادة، مثل: ملخ الولادة وتأثر الشريان السباتي أو الأعصاب في هذه المنطقة وقتها.
  2. إصابة الطفل بالورم الأرومي العصبي (Neuroblastoma) الذي يظهر إما في المرحلة الجنينية في أثناء تكوّن الجنين في الرحم أو في خلال مدة الطفولة.

يعد مجموعة أورام في الجهاز العصبي الودي في الغدة الكظرية وعلى جانبي العمود الفقري وهو نوع من السرطان.

  1. حالة وراثية في بعض الحالات النادرة جدًا، تسري في العائلات ويكون الطفل معرضًا لخطر الإصابة بالمتلازمة بنسبة 50% إن كان أحد الوالدين مصابًا بها.
  2. ظهور العيوب الخلقية في الشريان السباتي.
  3. انزلاق القرص الرقبي.
  4. حدوث الضرر بعد العدوى الفيروسية.

يكون التشخيص والعلاج مثل البالغين مثلما ذكرنا سابقًا.

 

ختامًا، وبعد مقالنا عن متلازمة هورنر وذكرنا لأسبابها المحتملة، وأعراضها وتشخيصها وعلاجها وإصابة الأطفال بها، يجب حماية المريض من إصابات منطقة الرأس والرقبة والكتف.

كذلك يفضل مراقبة المريض باستمرار فإن ظهرت عليه أعراضًا مقلقة يجب الذهاب للطبيب فورًا.

 

اقرأ أيضا

مرض الوهن العضلي الوبيل | أهم أعراضه وعلاجه

متلازمة تيرنر | هل تصيب النساء فقط؟ | الأعراض والعلاج

بواسطة
د. لبنى خالد
المصدر
mayoclinicwebmdclevelandclinicverywellhealthdrugs

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى