أمراض

الزهايمر المبكر | عندما تعيش كل يوم كأنه أول يوم

الزهايمر المبكر

هل سبق لك التفكير في مرضى الزهايمر المبكر؟ عندما تستيقظ كل يوم ولا تعلم أين أنت؟

تتعرف على أبنائك في كل مرة كأنه أول تعارف بينكم.

تذهب إلى السوق ولا تدري ما الذي جاء بك إلى هنا؟ ومن كل هؤلاء الأشخاص من حولك؟

تختلط عليك السنين والشهور وحتى الأيام.

ينتابك شعور من وصل إلى الحياة للتو ولا يعرف أين أو لمن يذهب؟

لذلك سنتحدث في هذا المقال عن الزهايمر المبكر، أشهر أمراض العصر الذي أصبح لا يفرق في السن بين صغير أو كبير.

ما هو مرض الزهايمر المبكر؟

يمثل داء الزهايمر المبكر الشكل الأكثر شيوعًا للخرف، غالبًا ما يؤثر في الذاكرة والتفكير والسلوك، وقد يتطور إلى المرحلة التي يؤثر في الأنشطة والوظائف اليومية.

يُعد كبار السن هم الأكثر عرضة للإصابة بمرض الزهايمر، لكنه قد يصيب أيضًا الأشخاص في الثلاثينيات والأربعينيات من العمر.

يعرف مرض الزهايمر عندما يصيب الأشخاص أقل من 65 عامًا باسم الزهايمر المبكر.

 

اسباب الزهايمر المبكر عند الشباب

يرجح بعض العلماء إلى وجود بروتينين قد يتسببا في تدمير الخلايا العصبية، وتتجمع بقايا أحدهما مكونًا لويحات تؤثر في مناطق الذاكرة في الدماغ، وقد تصل إلى مناطق أخرى منها مع الوقت تتسبب في ألزهايمر.

يعاني معظم المصابين بمرض الزهايمر المبكر الشكل الأكثر شيوعًا للمرض الذي يسمى مرض ألزهايمر المتقطع (Sporadic Alzahimer’s).

لا تتسبب الجينات الوراثية في هذا النوع، ولا يعرف العلماء السبب وراء إصابة المريض بألزهايمر المتقطع في سن أصغر من المرضى الآخرين.

لكن يوجد نوع آخر من هذا المرض يسمى مرض ألزهايمر العائلي (Familial Alzahimer’s)، و يرجح أن المصابين بهذا النوع لهم تاريخ عائلي للإصابة بداء ألزهايمر في سن مبكر أيضًا.

يحدث مرض الزهايمر المبكر الذي يورث في العائلات بسبب الطفرات الجينية (التغير في الجينات)، إذ يرتبط بثلاث جينات يحدث فيها هذه الطفرات النادرة -APP و PSEN 1 و PSEN 2-.

تختلف هذه الجينات عن جين APOE الذي يزيد من خطر الإصابة بمرض الزهايمر بصفة عامة.

تتواجد هذه الجينات الثلاثة معًا بنسبة أقل من %1 في جميع المصابين بمرض ألزهايمر، بينما توجد في حوالي 11% من المصابين بمرض الزهايمر المبكر.

 

علامات الزهايمر المبكر

تؤدي التغيرات الدماغية المرتبطة بمرض الزهايمر المبكر إلى زيادة الحدة في الحالات الآتية:

فقدان الذاكرة 

ينتاب كل شخص هفوات في الذاكرة بين الحين والآخر، ولكن فقدان الذاكرة المرتبط بالزهايمر يستمر وقتًا أطول.

 وقد تتفاقم الأعراض مما يؤدي إلى:

  • نسيان المحادثات أو المواعيد أو الأحداث.
  • تكرار الأسئلة والعبارات مرارًا وتكرارًا.
  • الاحتياج الدائم إلى مساعدات الذاكرة -مثل ملاحظات التذكير، الأجهزة الإلكترونية أو أحد أفراد الأسرة – للقيام بالأنشطة التي اعتادوا القيام بها بأنفسهم.

الصعوبة في التخطيط أو حل المشكلات

يرتكب كثير منا أخطاء عارضة عند إدارة الشؤون المالية أو فواتير الأسرة، لكن المصابون بمرض الزهايمر يجدون صعوبة في التركيز أو التعامل مع الأرقام.

كذلك يستغرق المصابون وقتًا أطول بكثير مما كانوا يحتاجون من قبل لاتباع وصفة مألوفة أو تقصي موعد دفع الفواتير في وقت استحقاقها.

عدم القدرة على إكمال المهام المألوفة 

يجد الأشخاص المصابون بالزهايمر المبكر صعوبة في القيادة إلى موقع كان مألوفًا لهم، ويعانون عدم القدرة على القيام بالمهام اليومية، مثل:

  •  تنظيم قائمة البقالة.
  • التخطيط لوجبة وطهيها.
  • تذكر قواعد اللعبة المفضلة.
  • قد يصل الأمر في المراحل المتأخرة من المرض إلى نسيان كيفية أداء المهام الأساسية، مثل: ارتداء الملابس والاستحمام.

الخلط بين الزمان والمكان 

يفقد المصابون بالزهايمر هوية التاريخ، المواسم ومرور الوقت، وقد يجدون صعوبة أحيانًا في تحديد مكانهم أو إدراك كيفية وصولهم إلى مكان ما.

مواجهة مشكلات في فهم الصور المرئية والعلاقات المكانية

قد تكون صعوبة الرؤية في بعض الأحيان علامة على مرض الزهايمر المبكر.

كذلك عندما يجد الشخص صعوبة في القراءة والتعرف على الألوان والتباين بينها وعدم القدرة على تحديد المسافات مما يسبب مشاكل أثناء القيادة.

صعوبة التعبير عن الأفكار

يواجه الأشخاص المصابون بالزهايمر صعوبة في العثور على الكلمات المناسبة لتعريف الأشياء أو متابعة محادثة أو المشاركة فيها.

قد يتوقفون في منتصف المحادثة ليس لديهم أي فكرة عن كيفية الاستمرار أو يعيدون حديثهم كأنه أول مرة.

وضع الأشياء في غير أماكنها المعتادة 

يضع مريض الزهايمر الأشياء في غير أماكنها وفي كثير من الأحيان يضعها في أماكن غير منطقية مما يفقده القدرة على العثور عليها مرة أخرى.

وقد يتهم الآخرين بالسرقة خاصةً مع تأخر الحالة المرضية.

سوء تقدير الموقف

يتسبب مرض الزهايمر في انخفاض القدرة على اتخاذ قرارات وأحكام صحيحة في المواقف اليومية التي نواجهها، مثل: ارتداء الملابس المناسبة لمكان معين أو لحالة الطقس وقلة الاهتمام بالنظافة الشخصية عن المعتاد.

كذلك يعاني مريض الزهايمر صعوبة الاستجابة لمشكلات الحياة اليومية، مثل: حرق الطعام على الموقد.

الانسحاب من العمل أو الأنشطة الاجتماعية

تتسبب عدم قدرة مريض الزهايمر على متابعة المحادثات في انسحابه من ممارسة الأنشطة الإجتماعية أو الهوايات أو الارتباطات الأخرى.

التغيرات المزاجية والهوية الشخصية

تؤثر التغيرات الدماغية التي تحدث لمرضى الزهايمر المبكر في الحالة المزاجية والسلوكية، مما ينتج عنه بعض المشكلات، مثل:

  • الاكتئاب.
  • اللا مبالاة.
  • عدم الثقة في الآخرين.
  • تغير عادات النوم.
  • السير بلا هدف.
  • الخوف والقلق.
  • الأوهام، مثل: اعتقاد سرقة شيئًا ما.

 

متى تظهر أعراض الزهايمر؟

في بداية الأمر قد يكون مريض الزهايمر المبكر واعيًا بالتغيرات التي تطرأ عليه من حيث الصعوبة في تذكر الأشياء وتشتت الأفكار، ومن المحتمل أيضًا أن يلاحظ أحد أفراد أسرته أو المقربين له هذه التغيرات.

لكن مع تفاقم المرض تظهر الأعراض الأخرى.

 

اختبار الزهايمر المبكر

اختبار الزهايمر المبكر

لا يوجد اختبار معين يمكن من خلاله تشخيص مرض الزهايمر.

لكن يلجأ الأطباء -بمساعدة الأطباء النفسيين وعلماء النفس العصبي وأطباء الأعصاب- إلى إجراء مجموعة متنوعة من الفحوصات والاختبارات.

تساعد هذه الاختبارات في تشخيص مرض الزهايمر، ومن بينها ما يأتي:

التاريخ الطبي للمريض 

يسأل الطبيب في هذه المرحلة عن الأدوية التي يتناولها المريض، ويراجع التاريخ الطبي عامةً بما في ذلك التاريخ النفسي والتغيرات السلوكية للمريض.

يحتاج أيضًا إلى معرفة ما إذا كان هناك أي مخاوف أو مشكلات طبية حالية أو سابقة.

ويسأل الطبيب عن التاريخ العائلي للمريض إذا كان سبق وأُصيب أحد أفراد الأسرة بالزهايمر أو بأي نوع آخر للخرف.

الفحص البدني

كذلك يجري الطبيب الاختبارات الآتية:

  1. معرفة النظام الغذائي، أساليب الأغذية وهل المريض يتناول الكحول أم لا؟
  2. قياس ضغط الدم ودرجة الحرارة والنبض.
  3. جمع عينات الدم أو البول للفحص المخبري.

قد تساعد المعلومات المستمدة من الفحص البدني في تحديد المشكلات الصحية التي يمكن أن تسبب أعراض الخرف.

الفحص العصبي

في أثناء ذلك الفحص يبحث الطبيب عن وجود أي اضطرابات أخرى في الدماغ، مثل: هل هناك أي علامات للسكتة الدماغية؟ 

كذلك يبحث عن وجود مرض باركنسون، وأورام الدماغ وتراكم السوائل بالدماغ، والحالات الأخرى التي قد تضعف الذاكرة والتفكير.

سيختبر أيضًا صحة الأعصاب من خلال ردود فعل المريض، واحساسه، وحركة العين، وهل يعاني صعوبة في الكلام أم لا؟

اختبارات الحالة العقلية المعرفية

 يجري أخصائي علم النفس العصبي عدة اختبارات لتقييم الوضع الحالي للذاكرة، والتفكير، والقدرة على حل المشكلات البسيطة.

بعض هذه الاختبارات قصيرة، في حين أن بعضها يكون أكثر تعقيدًا ويحتاج وقتًا أطول.

الهدف من هذه الاختبارات هو إعطاء انطباعًا عامًا بما إذا كان مريض الزهايمر المبكر مدركًا ما يلي: 

  • الوقت والتاريخ.
  • المكان الذي يتواجد فيه.
  •  قائمة قصيرة من الكلمات.
  • العمليات الحسابية البسيطة؟

الأشعة التصويرية

يتضمن التصوير الهيكلي باستخدام تصوير الرنين المغناطيسي (MRI) أو التصوير المقطعي (CT).

يحتاج الطبيب إلى هذا النوع من الأشعة لاستبعاد الحالات الأخرى التي قد تسبب أعراضًا مشابهة لمرض الزهايمر المبكر لكنها تحتاج نظام علاجي مختلف.

في الختام، نظرًا لأن السبب الدقيق للإصابة بمرض الزهايمر المبكر غير واضح حتى الآن؛ فلا توجد طرق معروفة للوقاية من هذا المرض.

لكن هناك أشياء يمكن القيام بها قد تخفف حدة الإصابة به:

  • الإقلاع عن التدخين أو تناول الكحول.
  • اتباع نظام غذائي صحي.
  • ممارسة الرياضة باستمرار.

اقرأ أيضًا

الخرف الكاذب | تعرف إلى أسبابه وأعراضه وعلاجه

علاج اضطرابات القلق | متى تهدأ عاصفة أفكاري؟

بواسطة
د. ميادة خالد
المصدر
hopkinsmedicinemayoclinicalz

د. ميادة خالد

بكالريوس علوم جامعة الإسكندرية أدركت من خلال دراستي أن المهارة ليست في امتلاكك كم من العلم والمعلومات، لكنها في كيف ستفيد الآخرين بهذه المعلومات؟ لذاك اتجهت إلى كتابة المحتوى الطبي لعلي ولو بجزء بسيط أساعد في إيصال معلومة طبية بشكل دقيق ومبسط لمن يشغله أمرا ما.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى