أمراض

الالتهاب الخلوي | عندما تزعجك خلايا جسمك

الالتهاب الخلوي

يُعد الالتهاب الخلوي من الأعراض التي تسبب قلقًا وتوترًا ليس للمريض فقط وإنما لأهله أيضًا؛ خوفًا من العواقب التي تليه، إذا أُهمل ولم يُعالَج بطريقة صحيحة فيصبح مهددًا للحياة.

 سوف نسلط الضوء في هذا المقال على الالتهاب الخلوي، وأعراضه، وكيفية علاجه أيضًا خاصةَ لأصحاب مرض السكري.

 

ماذا يعني الالتهاب الخلوي؟

الالتهاب الخلوي (Cellulitis) هو عدوى بكتيرية شائعة تصيب الجلد وقد تكون مؤلمةً في بعض الأحيان، ويظهر في بداية الأمر احمرار وتورم في المنطقة المصابة ثم يبدأ في الانتشار.

يحدث غالبًا أسفل الساقين، ومن الممكن أيضًا إصابة أي منطقة في الجسم أو الوجه.

كما يصيب سطح الجلد، لكنه قد يؤثر في الأنسجة المحيطة، وربما تصل العدوى إلى العُقد الليمفاوية ومجرى الدَّم.

 

الأعراض

تشمل الأعراض ما يلي:

  • الشعور بألم ومضض واحمرار في المنطقة المصابة.
  • قرحة جلدية.
  • طفح جلدي ينمو سريعًا.
  • جلد مشدود ولامع ومنتفخ.
  • ارتفاع حرارة الجلد المُصاب.
  • حدوث خراج مع ظهور صديد.
  • ارتفاع درجة حرارة المريض في بعض الأحيان.

قد تحدث بعض الأعراض التي تعني وجوب استشارة الطبيب مثل:

  • الدوخة.
  • الإعياء.
  • الدوار.
  • القشعريرة أو التعرق.
  • آلام في العضلات.

تعني بعض الأعراض انتشار العدوى مثل:

  • النعاس.
  • الخمول.
  • ظهور بثور أو خطوط حمراء على المنطقة المصابة.

 

أسباب الالتهاب الخلوي

تحدث الإصابة نتيجة عدوى بكتيرية مثل: (البكتيريا العقدية أو المكورة العقدية) من خلال جرح، أو شق، أو لدغة الحشرات.

توجد بعض العوامل التي تزيد خطر الإصابة مثل:

  • ضعف جهاز المناعة، مثل: حالات مرضى السكري، أو سرطان الدَّم، أو الإيدز، أو بعض الأدوية التي تضعف جهاز المناعة.
  • الأمراض الجلدية، مثل: الإكزيما، أو القدم الرياضي، أو التعرض إلي الإصابة بالحزام الناري؛ التي قد تسبب شقوقًا بالجلد، تمر عبرها البكتريا إلى الداخل.
  • حدوث الوذمة اللمفية عقب إجراء جراحة في الذراع أو الساق.
  • تاريخ عائلي للإصابة.
  • السمنة.
  • تعاطي المخدرات في الوريد.

 

الالتهاب الخلوي في القدم السكري

يعاني نحو 12- 25 % من مرضى السكري زيادة عوامل الخطورة، التي تؤدي إلى عدوى القدم السكرية نتيجة الاعتلال العصبي أو الاضطرابات الحركية والحسية، إذ يفقد المريض قدرته على التمييز بين أنواع الإصابات وآلامها.

لذا تتطور هذه الإصابات وينتج عنها تقرحات القدم التي تسبب الالتهاب الخلوي، بالإضافة إلى عدم تدفق الدم الذي يحد من قدرة الجسم على مكافحة العدوى.

هنا يأتي أهمية التشخيص المبكر والتدخل السريع بالعلاج، إذ يعاني مرضى السكري خطر بتر الأطراف السفلية مقارنةً بالمرضى غير المصابين به.

لكن يمكن تجنب هذا المصير الذي يؤثر سلبًا في نفسية المريض؛ إذا خضع المريض إلى البروتوكول العلاجي بالمضادات الحيوية لمقاومة البكتريا المسببة للالتهاب الخلوي، ومتابعة العناية الجيدة للجروح.

لذا يجب على كل مصاب بداء سكري الخضوع للفحص الروتيني؛ للتأكد من وجود التقرحات التي يمكن أن تصيب القدم خاصًة الأصابع إذ إنها أكثر المناطق شيوعًا للإصابة بالعدوى البكتيرية المسببة للالتهاب الخلوي.

سنقدم لك -عزيزي القارئ- بعض الإرشادات طبقًا للتوصيات التي تعمل بها مجموعة العمل الدولية المعنية بالقدم السكري (IWGDF) فيما يتعلق بعلاج عدوى القدم السكري.

 

تشمل هذه الإرشادات ما يلي:

  • اختيار المضاد الحيوي المناسب حسب تقدم الحالة، وشدة الأعراض.
  • إجراء اختبار الحساسية قبل البَدْء في العلاج لتجنب مخاطر التفاعل الدوائي.
  • تقييم الحالة ومتابعتها بعد العلاج بالمضادات الحيوية المناسبة مدة تتراوح بين 2 إلى 4 أسابيع.
  • في حالة عدم السيطرة على الالتهاب بالمضادات الحيوية؛ حينئذ يجب التدخل الجراحي للسيطرة على الالتهاب ومنع انتشاره.
  • يجب إجراء مزرعة لتحديد نوع البكتيريا المسببة للالتهاب إذا امتدت الإصابة لتشمل العظام أو النقي (نخاع العظام)، والبدء في تناول المضاد الحيوي المناسب مدة 6 أسابيع.

 

الالتهاب الخلوي في الوجه

يعد هذا النوع من الالتهاب الذي يصيب الوجه الأشد خطورة إذ تصل خطورته إلى العين، ويزيد احتمالية الإصابة بالعمى إذا لم يُعالج سريعًا.

يصيب الالتهاب الخلوي الحجاجي الأنسجة المحيطة بالعين بسبب الإصابة بعدوى بكتيريا المكورات العقدية أو بكتريا العنقودية الذهبية وهم أكثر أنواع البكتريا شيوعًا التي تسبب هذه الحالة.

يُصاب الأطفال دون التسع سنوات بنوع واحد فقط من البكتريا المسببة للالتهاب الخلوي.

لكن من هم أكبر سنًا أو البالغون تحدث الإصابة بسبب سلالات متعددة من هذه البكتيريا في وقت واحد مما يجعل علاجها أكثر صعوبة.

كذلك يمكن أن تحدث الإصابة من خلال عدوى بالأسنان أو عدوى بكتيرية تدخل إلى مجرى الدم؛ بسبب جروح، أو لدغات الحشرات، أو عض الحيوانات بالقرب من منطقة العين.

 

الالتهاب الخلوي لمرضى الكبد

يكون مرضى الكبد أكثر عرضةَ للالتهاب الخلوي؛ إذ يؤدي تليف الكبد واعتلال الجهاز المناعي إلى تعزيز فرص انتقال العدوى البكتيرية المسببة للالتهاب الخلوي.

كذلك يختلف الالتهاب الخلوي عامةَ في مرضى الكبد عن غيرهم من حيث المسببات والتشخيص؛ إذ تكون البكتريا سالبة الجرام هي المسبب الرئيسي في هذه الحالة.

ساعد العلاج الوقائي بالنورفلوكساسين (Norfloxacin) على الحد من احتمالية الإصابة بالالتهاب الصفاق الجرثومي العفوي (SBP) -الغشاء المبطن لجدار البطن- الناتج من العدوى البكتيرية وتليف الكبد.

انخفضت معدلات الإصابة من 61% إلى 7% في عام واحد؛ إذ أثبتت الدراسات فاعليته في منع تكرار الإصابة بالنسبة لمرضى الكبد.

 

علاج الالتهاب الخلوي

يختلف العلاج حسب الحالة ومدى خطورتها، إذ يصف الطبيب العلاج المناسب وطريقة تناوله للمريض.

تشمل طرق العلاج ما يلي:

  • مضاد حيوي على هيئة كريم موضعي.
  • أقراص مضاد حيوي.
  • حقن مضاد حيوي في العضل أو الوريد.
  • مسكن للآلام.
  • خافض الحرارة.
  • مطهر موضعي يوضع لتنظيف الجروح وتعقيمها.

افضل مضاد حيوي لعلاج الالتهاب الخلوي

يُعد العلاج بالمضادات الحيوية ذا تأثير قوي وفعَّال؛ إذ كلما بادرنا بالعلاج زادت نسبة الشفاء.

من أفضل المضادات الحيوية:

  • ديكلوكساسيللين (Dicloxacillin).
  • سيفاليكسين (Cephalexin).
  • تريميثوبريم (Trimethoprim).
  • سلفاميثوكسازول (Sulfamethoxazole).
  • كليندامايسين (Clindamycin).
  • دوكسيسيكلين (Doxycycline).

العناية المنزلية

يمكن تخفيف بعض الأعراض بالعناية المنزلية للمريض ببعض الطرق البسيطة مثل:

  • رفع الطرف المصاب لتقليل التورم.
  • تحريك المفاصل من وقت لآخر لتجنب تيبسها.
  • شرب كثير من السوائل.
  • تجنب الجوارب الضاغطة.
  • تناول المكملات الغذائية والفيتامينات اللازمة لرفع جهاز المناعة.

أما في حالة وجود صديد في الجرح عندئذ يجب التدخل الجراحي لإزالته.

 

ختامًا -عزيزي القارئ- يجب استشارة الطبيب فورًا في حال ظهور أحد أعراض الالتهاب الخلوي خاصةً إذا كنت من أصحاب مرض السكري، أو إذا كنت تعاني اضطرابات الجهاز المناعي، للسيطرة على الالتهاب وعدم تفاقم الأعراض.

دمتم أصحاء!

اقرأ أيضًا

مرض دوشين | مرض نادر هل من علاج؟!

أشهر أعراض الامراض الروماتيزمية | الأسباب والعلاج

بواسطة
د. بسمة عبد العزيز
المصدر
emedicineeverydayhealthmedicinenetmayoclinicncbi

د. بسمة عبد العزيز

طيبية بيطرية حاصلة على دبلومة الكلينيكال باثولوجي والميكروبيولوجي. لدي القدرة على كتابة المعلومات الطبية وتقديمها بشكل مبسط في صورة مقالات طبية بالالتزام بمعايير السيو، أو عرضها في كافة قنوات التواصل الاجتماعي. أسعى دومًا في طريق العلم والبحث عن أهم المصادر في جميع مجالات العلوم الطبية. لأن هدفي هو إثراء القارئ وإفادته وضمان حصوله على كل ما يبحث عنه من مصادر طبية موثوقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى