تحلم كل سيدة أو فتاة ببشرة ناعمة ملساء، تشبه بشرة الأطفال وخالية من علامات الدهر أو الشيخوخة؛ إنه ليس بحُلم بعيد المنال، بل واقع سيحققه لكِ جهاز الهايفو.
تطرأ على أسماعنا كل يوم أخبار عن التطور العلمي المُذهل في كل ما يخص العناية بالبشرة وكل ما هو جديد في عالم التجميل، مثل: الليزر، والفيلر، والبوتوكس، والهايفو مؤخرًا.
لكن تُرى كيف ستُحقق هذه التقنية الحديثة حُلم كثير من النساء؟ وكيف تساعد على محاربة التجاعيد وعلامات تقدم العمر؟
جهاز الهايفو
تعتمد هذه التقنية على الموجات فوق الصوتية المُركزة عالية الكثافة، لتكون علاجًا تجميليًا حديثًا لشد الجلد، وهو إجراء غير جراحي ولا يُسبب ألمًا على الإطلاق.
تستخدم الموجات فوق الصوتية لتحفيز إنتاج الكولاجين الذي يلعب دورًا هامًا في الحفاظ على شد البشرة ونضارتها وجعلها تبدو أصغر سنًا.
كان أول استخدام له في عالم التجميل في عام 2008 بعد تمتعه بشهرة واسعة كعلاج فعال للأورام، مثل: سرطان البروستاتا.
حصل على الموافقة من هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في عام 2009 لاستخدامه رسميًا في رفع الحاجب.
كذلك استخدم -في عام 2014- لشد تجاعيد الجزء العلوي من الصدر وخطوطه، كذلك تحسين مظهر خط العنق.
أثبتت عديد من التجارب السريرية فاعلية هذا جهاز لشد الوجه والرقبة وتأكدت نتائجه الإيجابية والآمنة في غضون أشهر قليلة، دون اللجوء إلى الجراحات التجميلية.
الهايفو للوجه
تستهدف تقنية الهايفو طبقات الجلد تحت البشرة مباشرةً، من خلال الموجات فوق الصوتية المركزة.
تعتمد هذه الموجات على تسخين الأنسجة والخلايا المستهدفة، وما أن تصل إلى درجة حرارة معينة تبدأ في تحفيز الخلايا لإنتاج مزيد من الكولاجين وتفتيت الدهون المُخزنة.
يعمل الكولاجين (بروتين هام لبناء الجلد) على شد البشرة وجعلها أكثر تماسكًا، ولا سيما تقليل ظهور التجاعيد أيضًا.
أكد أطباء التجميل وفقًا للمجلس الأمريكي لجراحات التجميل؛ أن العلاجات بالموجات فوق الصوتية ذات نتائج فعالة.
لذلك اتجه العلماء إلى استخدام تقنية الهايفو للذقن المزدوج بالإضافة إلى الآتي:
- شد جلد الرقبة المترهل ويُطلق عليه عُنق الديك الرومي (Turkey neck).
- تقليل ظهور الفكين أو تحديدهما.
- رفع الخدود، والجفون المتدلية أو الحاجبين.
- شد جلد الصدر.
- منح نعومة للجلد.
قد لا تكون هذه التقنية الحديثة مناسبة للجميع، لكن لها تأثيرًا فعالًا لمن هم فوق الثلاثين عامًا والذين يعانون ترهلات خفيفة إلى متوسطة في الجلد.
محاذير الهايفو
يحذر استخدام تقنية الهايفو مع الحالات التالية:
- الذين يعانون الترهلات الجلدية الشديدة.
- الأشخاص الذين يعانون الشيخوخة الضوئية الشديدة.
- الجلد المترهل في الرقبة.
قد تحتاج مثل هذه الحالات إلى التدخل الجراحي لضمان الحصول على أفضل النتائج.
لا يُنصح باستخدام الهايفو في الحالات الآتية:
- العدوى.
- الآفات الجلدية المفتوحة بالمنطقة المستهدفة.
- الجروح المفتوحة في المنطقة المستهدفة.
- حَب الشباب الحاد أو الكيسي.
- الغرسات المعدنية في المنطقة المستهدفة.
الهايفو لشد الجسم
تُعد تلك التقنية الاختيار الأمثل، بل والأكثر أمانًا للأشخاص الذين يرغبون في إنقاص وزنهم وشد ترهلات الجسم دون خضوعهم للعمليات الجراحية.
لا يقتصر استخدام الموجات فوق الصوتية على تفتيت الخلايا الدهنية المُخزنة في منطقة البطن أو الفخذين فقط، بل تعزز إفراز الكولاجين الذي يجعل الجلد مشدودًا.
تتركز تلك الدهون العنيدة في منطقة البطن والفخذين والأرداف والظهر مما يصعب تفتيتها، لكن باستخدام الموجات فوق الصوتية قد يصبح الأمر سهلًا.
تنتقل هذه الموجات عبر أنسجة الجلد حتى تصل إلى الطبقات العميقة حيث توجد الخلايا الدهنية لإذاباتها والتخلص منها.
كذلك يعمل الهايفو على شد الجلد المترهل بالجسم وتقليل السليوليت بتلك المناطق.
هل الهايفو فعال؟
أشارت عديد من التقارير إلى أن استخدام تقنية الهايفو آمنة وفعالة بدرجة كبيرة، هذا ما أكده الباحثون في 231 دراسة عن تأثير الموجات فوق الصوتية في شد الوجه والجسم وتقليل السليوليت.
تظهر النتائج الإيجابية في غضون شهرين إلى ثلاثة أشهر، ربما تصل إلى عامٍ كامل في حالة العناية الجيدة بالبشرة.
أشاد 94% من الأشخاص بهذه التقنية؛ إذ لاحظوا تحسنًا كبيرًا في شد الجلد وذلك من خلال المتابعة الدورية مدة ثلاثة أشهر.
كذلك أكدت دراسة أخرى أجراها باحثون آخرون بعد خضوع 73 امرأة ورجلين لهذه التقنية في شد الوجه، حدوث تحسن كبير في بشرة الوجه والرقبة قد يصل إلى نسبة 80%.
خطوات تقنية الهايفو
- تعقيم المنطقة المستهدفة من البشرة.
- ثم وضع مادة هلامية (مادة جيلاتينية) عليها.
- توجيه الجهاز نحو المنطقة المستهدفة وتشغيله.
- انبعاث الموجات فوق الصوتية على دفعات قصيرة.
- تستغرق الجلسة الواحدة عادةً بين 30 إلى 90 دقيقة.
- قد يلجأ الطبيب إلى وضع دهان من المُخدر الموضعي في حالة الشعور بألم.
- يصف الطبيب بعض مسكنات الألم، مثل: أسيتامينوفين (Tylenol)، أو إيبوبروفين (Advil) بعد الجلسة لتخفيف الآلام.
- يمارس الأشخاص نشاطاتهم اليومية مباشرةً عقب هذا الإجراء مقارنةً بالجراحات التجميلية الأخرى.
- تستدعي بعض الحالات أكثر من جلسة قد تصل إلى 6 جلسات، للحصول على أفضل نتيجة.
مخاطر الهايفو
تشير الأدلة إلى أن للهايفو بعض الآثار الجانبية التي تعقب إجرائه، قد يعاني الأشخاص بعض الآلام أو عدم الراحة بعد الإجراء مباشرةً.
لكن أكدت الدراسات عدم حدوث آثار جانبية شديدة الخطورة، مع ذلك قد يعاني بعض الناس أعراضًا طفيفة، مثل:
- الاحمرار.
- الخدر أو التنميل.
- بعض الكدمات.
- التورم.
- الطفح الجلدي.
قد تظهر تلك الأعراض بعد الإجراء مباشرةً وربما يستمر الألم قليلًا، ثم يختفي تمامًا في غضون أربعة أسابيع، وسرعان ما تزول الأعراض دون أي تدخل علاجي.
على الرغم من أن مخاطر الهايفو وتكاليفه أقل بكثير من عمليات شد الوجه الجراحية، فإنه قد يحتاج إلى تكرار الإجراء عدة مرات.
إذ إن النتائج لا تدوم أكثر من عامٍ واحد، ثم تبدأ علامات الشيخوخة في الظهور مرة أخرى.
سعر التكلفة
يختلف سعر التكلفة وفقًا لمكان المركز أو العيادة الطبية التي يُجرى بها، كذلك خبرة الطبيب في هذه التقنية وعدد الجلسات أيضًا.
ذكرت الجمعية الأمريكية لجراحة التجميل في عام 2017 أن متوسط سعر إجراء شد الوجه غير الجراحي مثل الهايفو 1700 دولار.
ختامًا، يا عزيزتي يجب أن تكوني على دراية بفوائد تقنية الهايفو وأضرارها قبل الإقدام عليه.
تبقى الفرصة متاحة لاختيار الإجراء المناسب لكِ لاستعادة نعومة بشرتك ونضارتها والتمتع بها.
يجب أن تحرصي أيضًا على اتباع النظم الغذائية الصحية وإدراج الخضروات والفاكهة لقائمة الطعام.
كذلك شُرب الماء بكميات كافية طوال اليوم يمنحك الجلد النعومة والنضارة التي تحلمين بها، بالإضافة إلى ممارسة الرياضة بانتظام للحصول على جسم رشيق ومثالي.
دمتم أصحاء.