هل يؤثر الصيام على الأطفال؟ سؤال يحير الآباء كل سنة مع قدوم شهر رمضان المبارك.
يهتم الآباء بتعويد أبنائهم على الصوم، لكن ينتابهم دائمًا الخوف على أبنائهم من تأثير الصوم في صحتهم.
لذلك سوف نناقش في هذا المقال هل يؤثر الصيام على الأطفال؟ وما العمر المناسب للصيام التدريجي؟
هل يؤثر الصيام على الأطفال؟
يُعد الصيام ركن من أركان الإسلام، وقد أثبت العلم فوائد عدة للصيام على الجسم.
لكن قد يؤثر الصيام في الأطفال في السن الصغير، بسبب صغر حجمهم، واحتياجهم الضروري إلى العناصر الغذائية والسوائل، خاصةً عندما يأتي شهر رمضان في شهور الصيف وتطول ساعات الصيام.
إذ يحتاج الطفل إلى مزيد من السوائل ومصادر للطاقة للحفاظ على صحة الجسم، ولا سيما لنمو الدماغ.
كذلك يؤدي انخفاض نسبة السكر في الدم، الذي يُعد المصدر الأساسي للطاقة إلى الشعور بالضعف أو التعب، ومجموعة من التغيرات السلوكية، مثل: الغضب وانخفاض في الوظيفة الإدراكية.
لذا يجب على الآباء تقييم قدرة الطفل على الصيام بناءً على صحته، ومستوى نشاطه وتحمله للجوع وتكرار تناول الطعام، كذلك يجب أن يكون للأطفال جزءًا من قرار الصيام.
متى يجب تعويد الطفل على الصيام؟
لا يُعد صيام شهر رمضان فرضًا إلا بعد سن البلوغ، لكن يجب اتباع نظام الصوم التدريجي للاطفال.
إذ يجب على الآباء الحرص على تشجيع صوم رمضان للأطفال في سن السابعة.
إذ يحدد عديد من علماء الدين سن السابعة لبدء تعويد الأطفال على الأعمال الإلزامية، مثل: الصلاة والصوم حتى تصبح عادةً ويسهل عليهم الالتزام عند البلوغ.
كذلك يفضل أن يبدأ الطفل لأول مرة بصيام بعض ساعات من اليوم، وتزيد عدد ساعات الصيام بالتدريج حتى يعتاد الطفل على صيام اليوم كاملًا.
ينصح كذلك أن يكون الصيام في ساعات اليوم الأخيرة، حتى يشعر الطفل بفرحة الإفطار ومشاركة بقية الأسرة إعداد الإفطار وتناوله.
الغذاء الصحي للأطفال في رمضان
يحتاج الطفل إلى عديد من العناصر الغذائية الضرورية يوميًا للحفاظ على نمو الجسم، لذلك يجب الاعتناء بالاختيارات الغذائية في أثناء صيام الطفل.
من أهم الأطعمة التي يجب أن يتضمنها سحور الطفل وإفطاره ما يأتي:
- الحبوب الكاملة، مثل: خبز الحبوب الكاملة والأرز البني ودقيق الشوفان.
- الفواكه والخضروات الطازجة؛ لتزويد الطفل بالفيتامينات والمعادن الضرورية لنموه.
- البروتين، مثل: الحليب واللبن والبيض والدواجن والمكسرات.
- الدهون الصحية، مثل: المكسرات وزيت الزيتون.
نصائح تساعد الأطفال على الصيام
هناك بعض النصائح التي تقلل تأثير الصيام في الأطفال، نذكر منها الآتي:
- الحرص على شرب السوائل عدة مرات طوال الليل، حتى إذا كنت لا تشعر بالعطش الشديد.
- تجنب السوائل التي تحتوي على الكافيين، ذلك لأن المشروبات المحتوية على الكافيين قد تسبب الجفاف.
- تذكر أن الإفطار بالماء وثلاث تمرات ليس أمرًا تقليديًا، بل يضمن الماء الحصول على أفضل مصدر لترطيب الجسم، والألياف من التمر كذلك قبل أن يشتت انتباهك بالطعام.
- تساعد مكونات الوجبة المتوازنة، في وجبة السحور على بقاء نسبة السكر في الدم مستقرة.
- عدم تناول أطعمة غنية بالسكريات والدهون غير الصحية واستبدالها بالفواكه الطازجة.
- يفضل ممارسة التمارين الرياضية بعد الإفطار، إذ قد تتسبب ممارسة الرياضة في النهار في الشعور بالتعب والعطش.
- تجنب الأطعمة المالحة، لتجنب الشعور بالعطش.
- الاهتمام بتناول البروتينات خاصةً في وجبة السحور، إذ تساعد البروتينات على الشعور بالشبع.
- عدم الإفراط في تناول الطعام، لتجنب حرقة المعدة وعسر الهضم.
- الحرص على تناول وجبة السحور، وعدم تفويتها.
أفضل وجبات السحور للأطفال في الصيام
تُعد وجبة السحور مهمةً جدًا لمنح الطفل العناصر الغذائية الضرورية في خلال ساعات الصيام.
لذلك يجب الحرص على احتوائها على الأطعمة، التي تُهضم ببطء وتحتوي على المغذيات الضرورية للطفل كذلك.
إليك بعض أمثلة لوجبة السحور الصحية والمغذية للطفل، مثل:
- دقيق الشوفان مع الحليب قليل الدسم والمغطى بالفواكه والمكسرات.
- وعاء من الحبوب الكاملة مع حليب قليل الدسم مغطى بالفواكه والمكسرات.
- قطعة توست من الحبوب الكاملة، وبيضة مسلوقة وقطعة فاكهة.
- شطيرة زبدة الفول السوداني على خبز الحبوب الكاملة وكوب من الحليب قليل الدسم.
- موزة أو تفاح مع زبدة الفول السوداني وكوب حليب قليل الدسم.
- وعاء من شوربة الخضار، وقطعة توست من الحبوب الكاملة، مع كوب حليب قليل الدسم.
- قطعة توست وسلطة من الخضار المشكل وزيت الزيتون والتونة المعلبة.
ختامًا -عزيزي القارئ- أرجو أن نكون استطعنا أن نجيب عن سؤالك “هل يؤثر الصيام على الأطفال؟”.
لكن يجب الانتباه إلى أن ما ذكرنا سابقًا ينطبق على الأطفال الأصحاء.
إذ يجب استشارة الطبيب قبل بدء تعويد الطفل على الصيام في حالة وجود أي حالة مرضية لديه.
دمتم أصحاء.