متلازمة انفجار الرأس | أسبابها وأعراضها وكيفية العلاج

ما أجمل الحصول على نومٍ هادئ وعميق بعد يوم عمل شاق، لكن أنَّى لي ذلك مع متلازمة انفجار الرأس!

عند ذهابي إلى النوم، ما ألبث أن أدخل في النوم العميق إلَّا ويحدث انفجار لقنبلة ما، حقًّا هذا ما أسمعه!

أستيقظ مع قلق وتوتر واضحين، ونبضات قلب مرتفعة جدًا، لأكتشف أنَّ صوت الانفجار ذاك لا وجود له في الواقع.

هل سمعت -عزيزي القارئ- عن متلازمة انفجار الرأس من قبل؟ تعرَّف معي في هذا المقال إلى تلك المتلازمة وكل ما يشغلك عنها.

ما متلازمة انفجار الرأس؟

تحدث متلازمة انفجار الرأس عند النوم أو الاستيقاظ، وتُعرف كذلك بمتلازمة الرأس المنفجر (Exploding Head Syndrome).

تتمثل في شعور الشخص ببعض الأعراض المزعجة والمفاجئة جدًا التي توقظه من نومه.

من أهم تلك الأعراض سماع ضوضاء وأصوات عالية جدًا تُشبه إطلاقًا ناريًا، أو انفجار قنبلة، وتحدث عادةً لوقتٍ قصير.

تُعد نوعًا من أنواع اضطرابات النوم (Parasomnias) التي تتسبب في استيقاظ الفرد من نومه، مثل:

• الكوابيس (Nightmares).
• المشي في أثناء النوم (Sleepwalking).

أسباب متلازمة الرأس المنفجر

لم يتوصل العلماء إلى الآن إلى سببٍ رئيس لحدوث هذه المتلازمة، إلا إنه هناك بعض النظريات العلمية التي تحاول شرح السبب.

من أهم النظريات التي يظن العلماء أنها ربما تكون السبب، الآتي:

• نوبات صرع طفيفة في الفص الصدغي من المخ (Temporal Lobe of The Brain).

• التغير المفاجئ لأجزاء أو مكونات الأذن الوسطى.

من أهم الأسباب المحتملة كذلك، الضغط والقلق، أو التوتر الذي يواجهه الشخص في حياته.

قد توجد أسباب أخرى لمتلازمة انفجار الرأس، مثل:

• خلل وظيفي في جذع الدماغ (Brain Stem).

• ضعف في إشارات الكالسيوم.

ربما تكون أصوات الانفجارات العالية التي يسمعها الشخص ليست بسبب متلازمة انفجار الرأس؛ إذ ربما يكون لها سبب آخر، مثل:

• وجود أي نوع آخر من أنواع اضطرابات النوم.

• حدوث هذه الأعراض بسبب أثر جانبي لدواء يتناوله الشخص.

• تعاطي المخدرات والكحول.

• اضطراب عقلي آخر.

مَن الأكثر إصابة بمتلازمة انفجار الرأس؟

تشيع المتلازمة أكثر عند:

• النساء؛ إذ تُعد النساء أكثر عرضةً للإصابة بمتلازمة انفجار الرأس من الرجال.

• من تزيد أعمارهم عن 50 عامًا.

لكن تصيب المتلازمة كذلك الأطفال ممن تقل أعمارهم عن عشر سنوات.

أعراض متلازمة انفجار الرأس

تبعًا للتصنيف الدولي لاضطرابات النوم، يجب أن يجتمع الثلاثة أعراض الآتية:

• إحساس الشخص بالضوضاء المزعجة جدًا، التي تشبه انفجار قنبلة ما أو انهيار مبنى، عند النوم أو قرب الاستيقاظ.

• مشاعر الخوف أو القلق والضيق عند الاستيقاظ بسبب الأصوات.

• لا وجود لأي ألم أو تعب جسدي عند الشخص غالبًا.

من الأعراض التي ربما تصاحب الضوضاء والأصوات العالية شعور الشخص بومضات ضوء مع المتلازمة.

كذلك ربما يزيد معدل نبضات القلب، ويشعر الفرد بتشنجات لا إرادية في بعض العضلات.

من الجدير بالذكر أنه مع أن الأصوات التي يسمعها الشخص تُعد هلوسةً ولا وجود لها في الواقع، إلا إنها تبدو واقعيةً وحقيقيةً جدًا للشخص عند الشعور بها.

ربما تؤدي تلك الأصوات إلى استيقاظ الشخص، وتَحُول دون عودته إلى النوم مرةً أخرى.

أظهرت دراسة أُجريت عام 2019 أن من 3.98% إلى 6.54% من بين المصابين بالمتلازمة يُعاني نوبةً واحدةً على الأقل شهريًا.

من المثير للدهشة أنَّ اسم المتلازمة يوحي بالشيء الخطر مثل انفجار الدماغ مثلًا، إلا إن متلازمة انفجار الرأس لا تسبب أي آلام جسدية.

مضاعفات متلازمة الرأس المنفجر

لا تسبب المتلازمة في حد ذاتها ضررًا أو خطرًا كبيرًا، إلا إنه ربما يتحول الخوف الناتج من الاستيقاظ بسبب الأصوات العالية إلى القلق الدائم.

قد يؤدي هذا القلق المستمر إلى صعوبة النوم؛ مما يسبب كثيرًا من المشكلات الجسدية أو النفسية.

تشخيص متلازمة انفجار الرأس

يحتاج الطبيب إلى الإلمام ببعض المعلومات من المريض لتشخيص الإصابة بالمتلازمة.

لذا قد يسأل الطبيب عدة أسئلة، مثل:

• منذ متى بدأت الأعراض؟

• معدل حدوث الأعراض.

• مدة سماع الضوضاء عندما تحدث.

كذلك يجب على المريض إعطاء المعلومات المهمة عن حالته وكل ما يتعلق بأموره الصحية، مثل:

• اضطراب نوم آخر.

• معاناته أي مشكلة صحية أخرى.

• الأدوية التي يتناولها.

لا توجد اختبارات خاصة بمتلازمة الرأس المنفجر، لكن يحتاج الطبيب في بعض الأحيان إلى إجراء اختبار تخطيط النوم (Polysomnographic Testing).

ينام المريض في إحدى الليالي في معمل النوم لإجراء ذاك الاختبار؛ حتى يتمكن الطبيب من تسجيل موجات الدماغ والنشاط العصبي للمخ باستخدام مخطط كهربية المخ (Electroencephalogram).

كذلك يُسجل التغيرات التي تحدث في أثناء النوم، مثل: معدل التنفس ونبضات القلب.

علاج متلازمة انفجار الرأس

لا يوجد علاج قياسي إلى الآن لعلاج متلازمة الرأس المنفجر.

مع أنّ المتلازمة ليست خطيرة، لكن ربما يحتاج بعض الأفراد إلى المساعدة على التغلب على الأعراض.

يجب كذلك زيارة طبيب مختص؛ للتأكد من أن الأعراض التي يعانيها المريض سببها متلازمة انفجار الرأس وليس سببًا آخرًا.

يعتمد العلاج غالبًا على العمر والأعراض الأخرى، كذلك إلى أي درجةٍ تؤثر المتلازمة في أسلوب حياة الشخص.

ربما تفيد بعض الأدوية في بعض الحالات، ومن أهم الأدوية الشائعة التي تُستخدم مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات (Tricyclic Antidepressants)، مثل: كلوميبرامين (Clomipramine).

قد يلجأ الطبيب أحيانًا إلى حاصرات الكالسيوم (Calcium Channel Blockers).

علاجات أخرى

توجد بعض الحلول العلاجية الأخرى التي تساعد على تقليل عدد النوبات التي يعانيها الشخص، مثل:

الاسترخاء أو اليوجا

تُعد أساليب الاسترخاء من أهم الحلول التي تسهم في تقليل عدد النوبات إذا كان الإجهاد سببًا لها.

الهدوء وعدم التوتر

كما ذكرنا سابقًا قد يؤدي القلق والضغوطات الحياتية التي يواجهها الفرد إلى وجود النوبات، أو زيادة معدل حدوثها.

لذا فالهدوء من أهم العوامل التي ربما تساعد الشخص على الحصول على نومٍ هادئ دون أي اضطرابات.

النوم المتوازن

إذا كان نقص النوم سببًا لحدوث النوبات، حينها يكون اتباع نظام نوم صحي ومتوازن بما لا يقل عن 6 ساعات يوميًا مفيدًا جدًا في هذه الحالة.

ختاما كما ذكرنا -عزيزي القارئ- متلازمة انفجار الرأس ليست خطيرة، لكن قد يحتاج الفرد إلى زيارة الطبيب إذا أثرت توابعها في حياته الطبيعية.

كذلك التوتر والإجهاد لا يؤثران في عملك بالنهار فقط، بل قد يمتد تأثيرهما للنوم؛ لذا حاول أن تتجنب مصادر التوتر في حياتك.

اقرأ أيضًا

اضطراب ثنائي القطب

الخرف الكاذب