الاكتئاب المبتسم | وراء كل ابتسامة وجع خفي
قد يختلط الاكتئاب مع الابتسامة، ومن ثَّم تظهر ظاهرة تسمى”الاكتئاب المبتسم “، وتُعد ظاهرةً غريبةً من نوعها، ويغفل عنها عديد من الأشخاص.
يعبر ارتفاع صوت الضحكات، وسماع القهقهات عن حالة السعادة، والفرحة للشخص، ولا يخطر في بال عديد من الأشخاص مدى الحزن المسيطر وراءه.
سوف يتناول المقال كل ما يخص الظاهرة بالتفصيل.
ما هو ال smiling Depression؟
يُعد الاكتئاب المبتسم اضطرابًا مزاجيًا نتيجة حالة نفسية، ولا تُصنف مرضًا عضويًا، ذلك عندما يخفي الأشخاص المصابون بالاكتئاب أوجاعهم وراء ابتسامة مزيفة.
يختلف الأشخاص المصابين بالاكتئاب العادي عن نظيره المبتسم في عدم ظهور الحزن، كذلك البكاء على وجوههم؛ لأنهم يخفونه سرًا داخلهم.
يتراوح عدد المصابين بالاكتئاب عموما إلى 264 مليون شخصٍ من جميع الأعمار، ذلك بناءًا عن تصريحات منظمة الصحة العالمية.
ما هي أعراض الاكتئاب المبتسم؟
تتعدد الأعراض ما بين المرئية، وغير المرئية، وسنذكرها فيما يأتي:
- تغيرات الشهية: قد يصاب بعض الأشخاص الذين يعانون الاكتئاب بزيادة الشهية، أو فقدها.
- مشكلات النوم: تختلف من شخص إلى أخر، مثل:
- النوم طوال اليوم، كذلك عدم النهوض من الفراش.
- الأرق نتيجة عدم المقدرة على النوم.
- تغيير في مواعيد النوم، مثل: الاستيقاظ ليلًا، وبعد ذلك النوم طوال النهار.
- الشعور باليأس: يشعر الأشخاص المصابون بالاكتئاب بالذنب، كذلك أنهم عديمي القيمة.
- فقدان الشغف خاصةً الأنشطة المحببة لهم.
- التعب، كذلك الإرهاق.
- التغيرات المزاجية، كذلك النوبات.
- مشكلات اتخاذ القرار، كذلك التركيز.
هل الاكتئاب المبتسم خطير
تراود المصابين بالاكتئاب دائما فكرة الانتحار، والتخلص من الحياة مهما كان نوعه خاصة المبتسم؛ لامتلاكهم طاقة كافية لمتابعة أفكارهم الانتحارية.
عدم علاج مرض الاكتئاب قادرًا على زيادة احتمالية الأفكار الانتحارية.
ما هو اخطر نوع من الاكتئاب؟
يعد الاكتئاب السريري من أخطر أنواع الاكتئاب؛ لذلك يعرف باضطراب الاكتئاب الشديد، ويختلف عن الاكتئاب المبتسم فيما يلي:
- العلاقات مع الآخرين.
- الأنشطة اليومية، مثل:
- العمل.
- المدرسة.
- الأنشطة الاجتماعية.
قد يؤثر الاكتئاب السريري على أي شخص، كذلك الأطفال.
اختبار هل لديك الاكتئاب المبتسم؟
قد يساعد اختبار الاكتئاب المبتسم للمراهقين، والبالغين على الكشف عن إذا ما كانوا مصابين بالمرض، وتتمثل في عدة أسئلة، وسنذكر بعضها فيما يأتي:
- هل تعاني مشاعر الحزن، أو اليأس، أو الفراغ؟
- هل تفقد الشغف في الاستماع بالأنشطة المحببة إليك؟
- هل تغيرت الشهية؟
- هل تفتقد الطاقة، والتحفيز في اليوم؟
- هل تشعر عدم الرغبة في ممارسة الجنس؟
- ماذا عن النوم، وهل تواجه صعوبة في الاستيقاظ، أم لا تنام من الأساس؟
- هل تفكر في إيذاء نفسك، كذلك الانتحار؟
لا بد أن ننوه هنا أن النتائج لا يمكن الاعتماد عليها، ولكنها مؤشرًا على الإصابة بالاكتئاب، لذلك ينصح استشارة الطبيب المختص بعد اجتياز الاختبار.
ما سبب إخفاء الاكتئاب وراء الابتسامة؟
يخفي الأشخاص اكتئابهم بعيدًا عن المجتمع، ذلك خوفًا من حكم الآخرين عليهم، ذلك بسبب الآتي:
الخوف من إرهاق الأشخاص المقربين
أولًا، لا يرغب الأشخاص في إرهاق الأطراف الأخرى عبر مساندتهم لهم، إذ إنهم اعتادوا على رعايتهم، ولا يفضلوا العكس.
ثانيًا، لا يعلموا كيف يطلبون المساعدة لنفسهم.
الإحراج
يُخفي الاكتئاب وراء الابتسامة، معتقدًا أنه دليلٌ على ضعف شخصيته، وعيبها.
يتمنى التخلص منه، لكنه غير قادر على التعامل معه؛ خوفًا من الإحراج.
الإنكار
ينكر الشخص أنه في حالة اكتئاب عبر رسم ابتسامة عريضة على وجهه، كذلك يتظاهر بالسعادة؛ إنكارًا للحقيقة.
الخوف من ردود الأفعال العنيفة
يخاف الشخص من معرفة المقربين له لمروره بحالة من الاكتئاب، ذلك خوفًا على إصدارهم ردود أفعال عنيفة سواءًا في الحياة الشخصية، أو العملية.
القلق من الظهور بشخصية ضعيفة
ينتابهم القلق من معرفة الآخرين بالمرض؛ خوفًا من استغلال المقربين الموقف، والضغط عليهم.
الشعور بالذنب
يصاحب الاكتئاب الشعور بالذنب، إذ يظن الأشخاص إن عليهم الاستمتاع بالحياة، لذلك لا يشعروا الآخرين تعرضهم للمحنة.
الاكتئاب المبتسم علاج
قد تتحسن الأعراض مهما كانت شدتها عبر:
- الأدوية المضادة للاكتئاب: تساعد على زيادة نشاط هرمون السيروتونين “هرمون السعادة“.
- الاستشارات النفسية: تستخدم في مساعدة الشخص على فهم الأفكار، والمشاعر عبر العلاج بالكلام؛ لتعلم مهارات التكيف الصحي المناسب، أنواعها:
- المعرفي.
- الديناميكي النفسي.
- الجماعي.
- الشخصي.
- العائلي.
- السيطرة على الإجهاد: يساعد على التحكم في إدارة التوتر، منعًا لتطورالاكتئاب، كذلك التحكم في أعراضه.
- التغذية السليمة: قد يساهم تناول الأطعمة المفيدة في تقليل الأعراض، مثل:
- الخضراوات.
- الدهون الصحية.
- الفاكهة.
- ممارسة الرياضة: تساعد الرياضة على الوقاية من الاكتئاب، مثل: المشي.
- العلاج بالضوء: قد يساهم في علاج أنواع معينة من الاكتئاب، ذلك عبر صندوق الضوء المخصص للعلاج.
- العلاج بالصدمات الكهربائية: تستخدم في علاج أنواع معينة من الاضطرابات الاكتئابية، ذلك عندما لا تجدي العلاجات الأخرى نفعًا.
الاكتئاب اللا نمطي
يطلق عليه أيضا “الاضطراب الاكتئابي الرئيسي غير النمطي”، وتتشابه أعراضه مع أعراض “اضطراب الاكتئاب الشديد” (Major Depressive Disorder)، واختصاره(MDD).
يختلف عن الأنواع الأخرى، إذ يتحسن مزاج الشخص مع الأحداث الإيجابية.
يسهل تشخيصه مبكرًا في سنوات المراهقة.
أعراض الاكتئاب غير النمطي
تتشابه الأعراض مع أعراض الاكتئاب عمومًا، بالإضافة إلى:
- تحسن الحالة المزاجية مع الأحداث الإيجابية، كذلك السعيدة.
- آلام الجسم.
- الحساسية المفرطة خاصة عن النقد، أو الرفض.
- ثقل في الذراعين، أو الساقين.
قد يصاحبه أعراض نادرة، مثل:
- الأرق (Insomnia).
- الصداع (Headaches).
- ضعف الجسم.
أسباب الاكتئاب غير النمطي
تتعدد الأسباب، وسنذكرها فيما يأتي:
- قد يتسبب وجود خلل في النواقل العصبية في حدوثه، ويشمل الآتي:
- الدوبامين (Dopamine).
- السيروتونين (Serotonin).
- نورإبينفرين (Norepinephrine).
- قد يزيد وجود حالات تاريخية وراثية في العائلة في الإصابة بالمرض.
- تعاطي المخدرات يزيد من احتمالية الإصابة بالاكتئاب عموما.
- تتسبب حالات طبية معينة في احتمالية الإصابة، مثل:
- الاضطرابات ثنائية القطب ( Bipolar Disorders).
- الرهاب الاجتماعي ( Social Phobia).
- اضطرابات القلق.
- الاضطرابات الشخصية.
- اضطراب تشوه الجسم (Body Dysmorphic Disorders).
- تجارب الطفولة الصادمة.
- الضغوطات الحياتية، مثل: وفاة شخص قريب.
التشخيص
قد تساعد الخطوات التالية على استبعاد المشكلات الأخرى، كذلك التشخيص، وسنذكرها فيما يأتي:
- الفحص البدني: يفحص الطبيب الجسد، وبعد ذلك يسأل بعض الأسئلة؛ لتحديد سبب الاكتئاب.
- التحاليل الطبية: يساعد عمل اختبار صورة الدم الكامل (CBC)، وتحليل الغدة الدرقية على التشخيص السليم.
- الاستشارات النفسية: يحدد نوع الاكتئاب على حسب الإجابة عن الأسئلة المرتبطة بالأفكار، كذلك المشاعر، وبعد ذلك السلوك.
- معايير (DSM-5): يقارن الطبيب المختص نتيجة الأعراض مع معايير المتفق عليها للاضطرابات العقلية للطب النفسي.
نصائح للمساعدة على تخطي المحنة
إليك بعض النصائح البسيطة، لمساعدة الأشخاص المصابين بالاكتئاب، وسنذكرها فيما يأتي:
- عرض المساعدة عليهم على حسب طبيعة العلاقة، مثل:
- التوصيل إلى الموعد الطبي، كذلك الحضور، وتقديم الدعم النفسي.
- التحدث إلى الطبيب المختص عند رفض أحد المقربين تلقي المساعدة.
- وضع الأهداف، كذلك تبسيط الالتزامات على قدر الإمكان.
- تساعد الكتابة، والتدوين على تحسين الحالة المزاجية؛ إذ إنه يسمح للتعبير عن الخوف، أو الغضب، كذلك الألم.
- قد تساهم القراءة في الكتب النفسية، والمواقع الموثوقة على العلاج.
- ينصح تجنب العزلة، والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية؛ لمواجهة التحديات، كذلك تبادل الخبرات.
ختاما، لا تستسلم لأي نوع من الاكتئاب، أو الاكتئاب المبتسم، واجهه الصعاب مهما كانت، كن مثل الصخر الراسخ القوي.