يتشابه التكيف مع الضغوط النفسية مع السفن التي تتهادى على سطح الماء مختالةً تتنقل من بلدٍ إلى بلدٍ ومن حالٍ إلى حالٍ.
تسير بلطف ويسر في أوقات وقد تواجه أمواجًا كالجبال أوقاتًا أخرى، فلن تجد السفن بحرًا بلا أمواجٍ أو عواصف تستطيع الإبحار فيه.
ما حياة الإنسان سوى بحر لجي من أمواج الطموح، والعمل، والإنجازات، وكذلك الضغوط النفسية.
تتعاقب عليه الأفراح، والأتراح، والنجاح، والفشل، واليسر، والعسر، والحياة، وكذلك الموت أيضًا.
فهيا نتعرف عزيزي القارئ في هذا المقال إلى استراتيجيات التكيف مع الضغوط النفسية والتعامل معها
وأنواعها والأعراض الناتجة عنها.
تعريف الضغوط النفسية
يعرف الضغط النفسي بأنه الاضطراب والتوتر العاطفي أو النفسي أو السلوكي الناتج عن أي حدث أو فكر يؤدي إلى الإحباط أو الغضب أو العصبية.
كذلك يمثل الضغط النفسي رد الفعل الطبيعي لجسم الإنسان لما يواجهه من تحديات بكل أشكالها.
يولد قليل من الضغط طاقةً وعزمًا لإنجاز المهام، لكن زيادته عن الحد تؤثر سلبًا في الصحة النفسية، والعضوية للشخص.
يجعل القلق الطالب مجتهدًا في مذاكرته وإذا زاد قلقه عن اللازم صار لا يقوى على المذاكرة وفهم أي شيء، وصار هشًا لا يقدر على الفهم أو أداء الامتحان أو التكيف مع الضغوط النفسية.
علامات الضغوط النفسية وأعراضها
تتأثر كل أجزاء الجسم أو بعضها نتيجة الضغوط المستمرة عليها وعدم القدرة على التكيف مع الضغوط النفسية؛ ومن ثَم تظهر بعض هذه الأعراض، مثل:
- الإسهال أو الإمساك أو ألم بالمعدة أو آلام القولون.
- الإرهاق والتعب.
- اضطراب النوم وعدم انتظامه.
- القلق الدائم أو تقلب المزاج الحاد.
- صداع الضغط العصبي وعدم القدرة على التركيز والنسيان المتكرر.
- زيادة أو نقص الوزن.
- عدم الإقبال على الطعام أو النهم.
- التدخين أو تعاطي المخدرات.
- عدم الرغبة في العمل والكسل.
- آلام متفرقة بالجسم.
- الإحساس بالكدر والهم.
- حب العزلة.
- التعرق ورعشة اليد.
- جفاف الفم.
- خفقان القلب.
- عدم الرغبة في الاستمتاع بأي شيء في الحياة.
مضاعفات الضغوط النفسية
قد يُصابُ الإنسان أو تتدهور حالته الصحية إذا كان مصابًا ببعض الأمراض نتيجة عدم القدرة على التكيف مع الضغوط النفسية واستمرارها ومن أمثلة هذه الأمراض:
- ارتفاع ضغط الدم.
- مرض السكري.
- أمراض القلب.
- السمنة.
- الربو.
- الاكتئاب أو القلق.
- اضطرابات الدورة الشهرية عند النساء.
- تفاقم حب الشباب أو التهابات الجلد والحساسية.
أنواع الضغوط النفسية
يواجه الإنسان في مختلف مراحل عمره تحديات وعوامل كثيرة تمثل ضغوطًا عليه.
كذلك يتفاوت التكيف مع الضغوط النفسية وفق شخصية الإنسان وطباعه ونشأته وأهدافه المنشودة.
من أبرز أنواع الضغوط النفسية التي تواجه الإنسان ما يلي:
- الدراسة.
- وفاة أحد أفراد العائلة أو شخص عزيز.
- البطالة.
- الزواج أو الطلاق أو ولادة طفل.
- المشكلات العائلية وتربية الأطفال.
- الانتقال إلى مكان جديد للعيش فيه أو الهجرة.
- قلة المال وكثرة المتطلبات.
- الإصابة بالأمراض، خاصةً المزمنة.
- التدخين والمخدرات.
- الكوارث الطبيعية والأمراض الوبائية أيضًا.
الضغوط النفسية في بيئة العمل
تمتلئ بيئة العمل بكثير من الضغوط النفسية، مثل:
- بدء عمل جديد.
- مواعيد العمل المتغيرة.
- تغير مكان العمل أو نوعه.
- طبيعة العمل، خاصةً الأعمال الخطرة.
- التنافس والغيرة بين الأفراد والمؤسسات.
- مشكلات العمل اليومية.
- عدم الرضا عن العمل.
- الإيقاف عن العمل.
- التقاعد.
استراتيجيات التعامل مع الضغوط النفسية
توجد كثير من أساليب التكيف مع الضغوط النفسية، ومن أهمها:
- الإقلاع عن التدخين والمخدرات، لأنها تزيد الضغوط العصبية والجسدية للإنسان.
- مشاركة همومك مع مَن تٌحب وتثق فيه والاستماع إلى آرائهم ونصائحهم.
- قضاء أوقات الفراغ مع مَن تحب من الأهل والأصدقاء.
- المشاركة في الأنشطة الجماعية.
- تعلم الصفح والعفو؛ فمن منا بلا أخطاء أو عيوب.
- التعبير عن النفس وعدم كبت المشاعر كي لا تتزايد الآلام والضغوط.
- تناول غذاء صحي متوازن غني بالخضراوات والفواكه ليمنح النشاط والحيوية.
- تقليل المنبهات والسكريات، مثل: الشاي والقهوة يساعد على الاسترخاء والنوم الجيد أيضًا.
- ممارسة الهوايات التي تحبها، مثل: الرسم أو الكتابة أو الخياطة أو الصيد.
- تجنب الحديث في الأمور التي تثير الجدل مثل الأمور السياسية.
- استشارة الطبيب النفسي والتحدث معه عند الحاجة.
التحكم في الضغط النفسي
توجد طرق عدة للتحكم في الضغط النفسي مثل:
- نظم وقتك بين العمل والراحة والعلاقات الاجتماعية؛ فالعمل لن ينتهي.
- قسِّم مشاريعك وخططك إلى مراحل وخطوات متتابعة مما يُسهل الأمور كثيرًا ويجعلك تشعر بالسعادة بإنجاز ما أتممت من خطوات.
- تجنب الأشخاص المزعجين لك ما أمكن أو قلل الاحتكاك بهم قدر المستطاع أو اقطع علاقتك بهم إذا تطلب الأمر.
- لا تقسُ على نفسك ولا تحملها ما يثقلها، فمن منا لا يعاني؟
إدارة الضغوط النفسية
يمكن إدارة الضغط النفسي بعدة طرق منها:
- التعامل بإيجابية وسرعة الحل كي لا تتراكم.
- تداركها وتجنبها في حال عدم القدرة على التكيف أو التعامل معها.
- عدم تحمل مزيد من المهام وترتيب الأولويات كي لا تتحمل ما لا طاقة لك به.
- مراجعة نمط الحياة ومعرفة الأهداف والأولويات والقدرات الشخصية أيضًا.
- انظر إلى الجزء الإيجابي من الضغوط التي تدفعك إلى التحدي وكذلك إنجاز المهام.
طرق تفريغ الضغط النفسي
إليك بعض الأساليب التي تساهم في تفريغ الضغط، مثل:
- في حالة الغضب خذ نفسًا عميقًا ببطء وأخرجه ببطء أيضًا أو عِد من رقم واحد إلى تسعة مما يساعد على الهدوء.
- ممارسة الرياضة بانتظام وهي من أهم الوسائل للمحافظة على الصحة.
- الاسترخاء والتأمل لتنقية الذهن.
- التمتع بقسط وافر من النوم.
- أخذ نزهة في الهواء الطلق للتمتع بالمناظر الطبيعية المريحة للأعصاب.
- قراءة كتاب أو قصة أو مجلة.
ختامًا، لكل منا همة وقدرة؛ فيجب علينا ألا نحمل أنفسنا ما لا طاقة لنا به ونلجأ إلى التكيف مع الضغوط النفسية.
كذلك علينا العمل والصبر ومواجهة الحياة والاستمتاع بها، ولنعلم أن ما لا يدرك كله لا يترك كله.
في النهاية، لا بد من التوازن بين العمل والراحة والاسترخاء لتتمتع بطاقة متجددة للاستمرار في الحياة دون كدر.
اقرأ أيضا
10 مفاتيح لبناء الصمود النفسي لمواجهة التحديات
أسباب متلازمة الاحتراق النفسي | 7 طرق للعلاج والوقاية