يشعر المريض المصاب بمتلازمة النفق الرسغي (Carpal Tunnel Syndrome) بالخدر والوخز والضعف في يده، ذلك بسبب الضغط على العصب المتوسط (Median Nerve Compression).
يمتد العصب المتوسط على طول الذراع مرورًا بالمعصم (الرسغ) عبر ممر يُدعى النفق الرسغي (Carpal Tunnel) وصولًا إلى نهاية اليد.
سنتعرف أكثر إلى هذه المتلازمة وأعراضها وأسبابها، وإمكانية علاج متلازمة النفق الرسغي بالتمارين.
أعراض متلازمة النفق الرسغي
تشمل الأعراض ما يلي:
- الخدر والوخز والألم في الإبهام وأصابع اليد عدا الخنصر.
- الشعور بالألم في الذراع.
- الاستيقاظ من النوم ليلًا بسبب الألم في معصم اليد.
- ضعف عضلات اليد وسقوط الأشياء التي يحملها المريض بيده سقوطًا متكررًا.
قد يزداد الشعور بالأعراض عندما يكون المعصم في وضع الانثناء، مثل انثناء المعصم في أثناء القيادة، أو قراءة كتاب.
أسباب متلازمة النفق الرسغي
ذكرنا أنّ الأعراض المصاحبة لمتلازمة النفق الرسغي تنتج عن الضغط على العصب المتوسط، لكن كيف يحدث هذا الضغط؟
يحدث الضغط على العصب المتوسط عادةً عند وجود التهاب في منطقة المعصم؛ فيؤدي إلى حدوث تورم ثم الضغط على العصب.
قد ينتج التورم عن عدد من الحالات المرضية، أهمها:
- داء السكري (Diabetes).
- قصور الغدة الدرقية (Hypothyroidism).
- ارتفاع ضغط الدم.
- احتباس السوائل (Fluid Retention) بسبب الحمل أو انقطاع الطمث (Menopause).
- اضطرابات المناعة الذاتية (Autoimmune Disorders)، مثل: التهاب المفاصل الروماتويدي (Rheumatoid Arthritis).
- تعرض معصم اليد للرضوض أو الكسر.
كذلك تسبب الحركات المتكررة للمعصم حدوث التورم، والضغط على العصب المتوسط، مثل:
- حركة المعصم في أثناء الطباعة أو تحريك الفأرة عند استخدام أجهزة الحاسوب.
- حركة المعصم المتكررة في أثناء العزف على البيانو وغيره من الآلات الموسيقية.
متلازمة النفق الرسغي للحامل
تحدث متلازمة النفق الرسغي بنسبة 4% عامةً، إلا أن احتمالية حدوثها عند النساء الحوامل تصل إلى 31-62%.
يعتقد الخبراء أن ذلك بسبب التورم الناتج عن تغير الهرمونات المصاحب للحمل.
تزداد احتمالية إصابة المرأة الحامل بهذه المتلازمة إذا كانت تعاني السمنة، أو كانت من ذوات الوزن الزائد.
تزداد كذلك في حالة إصابة الحامل بسكري الحمل، أو ارتفاع الضغط المصاحب للحمل.
اختبار متلازمة النفق الرسغي
يلجأ الطبيب إلى استخدام فحصٍ سريريٍ يُدعى علامة تينيل (Tinel Sign)، ذلك بالنقر على العصب المتوسط.
يكون الفحص إيجابيًا عندما يشعر المريض بالوخز في أثناء النقر على العصب.
قد يطلب الطبيب أيضًا إجراء بعض الفحوصات للمريض، مثل:
- التصوير بالأشعة السينية (X-rays) أو الموجات فوق الصوتية (Ultrasounds) أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI).
- تخطيط كهربية العضل (Electromyogram).
- دراسة التوصيل العصبي (Nerve Conduction Study).
العلاج
يعتمد علاج متلازمة النفق الرسغي على الأعراض التي يعانيها المريض وشدتها، وقد يحتاج المريض إلى العلاج بما يأتي:
تغيير نمط حياة المريض
يمكن للمريض أخذ فترات من الراحة إذا كان عمله يعتمد على الطباعة، أو كان يستخدم الآلات الموسيقية استخدامًا متواصلًا.
كذلك يمكن عمل بعض التمارين لعلاج النفق الرسغي في فترات الراحة.
علاج متلازمة النفق الرسغي بالتمارين
يمكن علاج متلازمة النفق الرسغي بالتمارين البسيطة التي لا تحتاج إلى أدوات لأدائها.
يُنصح بأداء ثلاثة تمارين أساسية لا تحتاج إلا دقائق معدودة.
التمرين الأول
تتضمن حركات هذا التمرين:
- اجعل أطراف أصابعك في اليد اليمنى تلامس مثيلاتها في اليد اليسرى، واجعلها جميعًا باتجاه الأسفل.
- أبعد الأصابع عن بعضها مع إبقاء أطرافها ملامسة ثم أعدها لوضعها في الخطوة الأولى.
- كرر الخطوتين السابقتين عدة مرات.
التمرين الثاني
انفض يديك تمامًا مثلما تفعل عند رغبتك بتجفيفهما من الماء، ويُنصح بأداء هذا التمرين مدة دقيقة أو دقيقتين كل ساعة.
التمرين الثالث
يُجرَى مثلما يأتي:
- مد ذراعك وراحة يدك للأمام.
- اثن معصمك للخلف ووجِّه يدك للأسفل.
- اثنِ معصمك أكثر باستخدام اليد الأخرى حتى تشعر بالتمدد في ساعدك.
- أبقِ معصمك مثنيًا مدة 15-30 ثانية على الأقل.
- كرر الخطوات السابقة 2-4 مرات.
الأدوية لعلاج النفق الرسغي
يصف الطبيب للمريض أدوية مخففة للألم والالتهاب، كذلك قد يحقن منطقة النفق الرسغي بحقنة ستيرويد (Steroid) لتخفيف الالتهاب.
يجب على المريض المتابعة مع الطبيب المتخصص في حال إصابته بأحد الأمراض -مثل داء السكري أو التهاب المفاصل- لتناول العلاج المناسب لحالته.
العلاج بالجراحة
يلجأ الأطباء للجراحة في حال عدم استجابة المريض للعلاج بالطرق السابقة.
تتضمن الجراحة توسيع النفق الرسغي؛ فيؤدي ذلك إلى إزالة الضغط على العصب وزوال الألم.
العلاج الطبيعي لمتلازمة النفق الرسغي
يساعد العلاج الطبيعي المريض على استعادة قوة المعصم وحركته الطبيعية، وزيادة مرونته.
يتضمن العلاج الطبيعي تمارين تُدعى “تمارين انزلاق الأعصاب” (Nerve Gliding Exercises)، إذ تخفف هذه التمارين الألم وتسهل حركة المعصم.
قد ينصح المعالج الطبيعي باستخدام دعامة (Brace) على المعصم لتبقيَهُ مستقيمًا طوال الليل، ويمكن استخدامها نهارًا في أثناء أداء الأنشطة التي قد تزيد الحالة سوءًا.
يوصي الأطباء المرضى بالعلاج الطبيعي لمتلازمة النفق الرسغي بعد الخضوع للجراحة؛ وذلك لتقوية منطقة النفق الرسغي ومنع حدوث المضاعفات.
علاج متلازمة النفق الرسغي بالحجامة
تُعد الحجامة علاجًا مُكمِّلًا -قليل التكلفة- لمتلازمة النفق الرسغي؛ إذ يمكن دمجه ضمن برنامج العلاج الطبيعي لتقليل شدة الأعراض وتحسين وظيفة العصب.
هل متلازمة النفق الرسغي خطيرة؟
قد تسوء حالة متلازمة النفق الرسغي إذا تُركت مدة طويلة دون علاج؛ إذ قد تتعرض العضلة والعصب للضرر الشديد.
لذلك فإن التشخيص والعلاج المبكرين يسهمان في سرعة الشفاء ومنع حدوث المضاعفات.
الوقاية من متلازمة النفق الرسغي
يمكن الوقاية من متلازمة النفق الرسغي باتباع النصائح الآتية:
- إبقاء معصم اليد مستقيمًا.
- استخدام دعامة لإبقاء المعصم في وضعيته الصحيحة.
- إبقاء اليدين دافئين.
- أخذ فترات راحة عند أداء الأعمال التي تتطلب تكرارًا لحركة اليدين.
- إبقاء اليدين والمعصمين في الوضعيات الصحيحة في أثناء العمل.
ختامًا، نؤكد على أهمية التشخيص المبكر لمتلازمة النفق الرسغي؛ وذلك للبدء بالعلاج مبكرًا ومنع حدوث المضاعفات.
كذلك نؤكد على أهمية علاج متلازمة النفق الرسغي بالتمارين.
فعلى الرغم من عدم استغراق وقت طويل في أداء التمارين؛ إلا أن لذلك تأثيرًا كبيرًا في تخفيف الألم والأعراض.